واشنطن تتجنب انتقاد الجيش الباكستاني وتكتفي بحثّ إسلام آباد على مواجهة المتطرفين

مع انطلاق الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي في محاولة أميركية لبناء علاقات ثنائية أعمق

TT

انطلقت في واشنطن أمس الجولة الثالثة من المحادثات بين الولايات المتحدة وباكستان وتستمر 3 أيام، في إطار «الحوار الاستراتيجي» الذي أطلقته إدارة أوباما في محاولة لبناء علاقات أعمق مع إسلام آباد، لمواجهة أخطار الجماعات الإرهابية التي تشكل خطرا على الولايات المتحدة.

وأبدت واشنطن استعدادها لتقديم مساعدات عسكرية لباكستان ومناقشة الموضوع خلال الأيام الثلاثة المقبلة، رغم القلق الذي سيتسبب به ذلك للهند. وقال فرانك روجيرو، نائب المبعوث الخاص لأفغانستان وباكستان، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف شاركت فيه «الشرق الأوسط»، إن موضوع المساعدات العسكرية سيكون من ضمن النقاش، إلا أنه رفض إعطاء تفاصيل إضافية حول ذلك. وقال ردا على سؤال حول مخاوف الهند التي تتهم المخابرات الباكستانية بالتورط في هجمات مومباي: «إن الهند شريك استراتيجي لنا، ونعتبر علاقتنا مع الهند وباكستان علاقات ثنائية منفصلة». وينوي الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة الهند للمرة الأولى منذ دخوله البيت الأبيض، الشهر المقبل.

وكان الكونغرس الأميركي قد وافق العام الماضي على تطبيق خطة خمسية بقيمة 7.5 مليار دولار في باكستان لتشييد مدارس وبُنى تحتية وإقامة مؤسسات ديمقراطية سعيا لقطع الطريق أمام المتطرفين. وفي مرحلة أولى أعلنت القيادة العسكرية الباكستانية أن المساعدة أرفقت بشروط كثيرة. وخلال الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي في مارس (آذار) وعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالعمل على تقديم «مساعدة أمنية لسنوات». ووافقت الهند على المساعدة المدنية الأميركية لإسلام آباد، لكنها أعربت عن قلقها للمساعدة العسكرية، وقالت إنها ستستخدم ضدها بدلا من استخدامها ضد المتطرفين، علما بأن الدولتين خاضتا ثلاث حروب منذ استقلال باكستان في 1947.

إلا أن الشكوك حول مصداقية المخابرات الباكستانية تشكل تحديا كبيرا للحوار الذي يشدد الأميركيون على دور «الثقة المتبادلة» فيه. وكانت صحيفة الـ«غادريان» قد نشرت تقريرا قبل يومين، استنادا إلى محاضر من تحقيقات هندية اطلعت عليها، قالت فيها إن المخابرات الباكستانية كانت متورطة بشكل كبير في اعتداءات مومباي التي وقعت في نهاية عام 2008 وذهب ضحيتها نحو 200 قتيل. وتزامن ذلك مع نشر الـ«سي إن إن» لتقرير يفيد نقلا عن قائد كبير في الناتو، أن بن لادن ونائبه أيمن الظواهري يعيشان في باكستان في منزل يحرسه رجال الاستخبارات الباكستانية.

ورفض روجيرو أمس التعليق على التقريرين، إلا أنه قال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تأثير مصداقية المخابرات الباكستانية على الحوار الاستراتيجي: «الحوار الاستراتيجي قائم على الأهداف المشتركة لبلدينا، وهي ملاحقة ومحاربة المتطرفين الذين يعملون من الأراضي الباكستانية، إن كان طالبان أو (القاعدة) أو غيرهم». وأضاف من دون توجيه انتقادات إلى الحكومة أو المخابرات الباكستانية: «لقد عملنا عن قرب مع الحكومة الباكستانية، ونحثهم بشكل مستمر على مواجهة المتطرفين».