اليمن: 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات حول سعوديين متهمين بالإرهاب

بدء تنفيذ الخطة الأمنية لـ«خليجي 20»

TT

عممت وزارة الداخلية اليمنية المزيد من أسماء وصور مطلوبين على ذمة الإرهاب، ورصدت، أمس، مبلغا ماليا كبيرا لمن يدلي بمعلومات حول شخصين يحملان الجنسية السعودية، ولم يسبق أن أعلن أنهما مطلوبان ضمن قوائم المطلوبين على ذمة الإرهاب في اليمن، هذا في الوقت الذي بدأ فيه تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بتأمين «خليجي 20» بنشر آلاف الجنود.

ووضعت الداخلية اليمنية مبلغ 10 ملايين ريال يمني، أي ما يعادل 50 ألف دولار أميركي، وذلك لمن يدلي بمعلومات عمن وصفتهما بـ«الإرهابيين» تركي سعد محمد قليص الشهراني وأحمد عبد العزيز جاسر الجاسر، ودعت الوزارة كل المواطنين إلى «التعاون مع الأجهزة الأمنية من خلال إبلاغها بأي معلومات عن العنصرين الإرهابيين أو غيرهما من العناصر الإرهابية، بما يسهل لأجهزة الأمن سرعة ضبطهم»، وحذرت، في الوقت ذاته، كل من «يأوي أو يتستر على أي من العناصر الإرهابية، فإن ذلك يعد جريمة تعرضه للمساءلة القانونية».

وكانت السلطات اليمنية قد رصدت ما يعادل 100 ألف دولار أميركي، السبت الماضي، لمن يدلي بمعلومات حول 8 أشخاص متهمين بالإرهاب، إضافة إلى 10 آخرين، نشرت صورهم وعممت أسماؤهم، الشهر الماضي، وجميعهم ملاحقون بتهم ارتكاب أعمال إرهابية في اليمن.

على صعيد متصل بالإرهاب، بدأت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة في محافظة حضرموت، أمس، محاكمة 10 متهمين بالانتماء لخلية «فوه» التابعة لتنظيم القاعدة، وفي أولى الجلسات، استعرضت نيابة أمن الدولة والإرهاب المضبوطات التي كانت بحوزة المتهمين عند اعتقالهم، وهي عبارة عن «حزام ناسف وقنبلة وأدوات للتخفي والتواصل، وكذا شرائح تليفونات مختلفة، وسيديهات وأشرطة وجهاز تحديد المواقع (GPS) وجهاز فحص الدائرة الكهربائية، بالإضافة إلى جهاز حاسوب يضم خطبا جهادية وتحريضية، وأسماء وصور من قاموا بعمليات إرهابية».

وتضمن قرار الاتهام بحق المتهمين العشرة الذين يحاكم اثنان منهم غيابيا، اشتراك المتهمين في «عصابة مسلحة ومنظمة لما يسمى تنظيم القاعدة للقيام بارتكاب أفعال إجرامية بقصد استهداف الأمن والنظام العام للبلد والمنشآت العامة ومقاومة رجال السلطات الأمنية بالقوة وتعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر»، وأنهم «أعدوا لذلك الغرض الوسائل اللازمة من الأسلحة والمتفجرات ووسائل الاتصالات والتواصل وملابس التنكر»، وأشار القرار الذي نشره موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية، إلى أنه وأثناء وجود المتهمين الأول والثاني في منزل المتهمين الثالث والثامن والتاسع، قاموا بمقاومة السلطات بـ«قوة السلاح وإطلاق النار وإلقاء قنبلة على رجال السلطات العامة ومأموري الضبط المكلفين بالقبض عليهم، مما نتج عن فعلهم قتل المجني عليهما الجندي عمر أحمد الجمحي والجندي نجيب قائد غالب الشرعبي».

والمتهمون الذين يحاكمون هم: «صالح عبد الخالق بن علي جابر – فار من وجه العدالة - وعبد الله فراج بن محمد محمود الجوبر – فار من وجه العدالة - وعبد القادر سالم محمد بن سلم، ومحمد أحمد عبد الكريم بازنبور، ورشدي عبد الله أحمد باعويضان، وقيس صالح عبد الخالق مرجان، وخالد عمر مرزوق حسلون، وعبد الله سالم محمد بن سلم، وأحمد سالم محمد بن سلم، وحسان عبد الخالق بن علي جابر».

وفي جانب آخر، بدأ في اليمن، أمس، تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بتأمين وحماية بطولة «خليجي 20» المقرر إقامتها في محافظتي عدن وأبين، الشهر المقبل. وقال اللواء الركن صالح الزوعري، نائب وزير الداخلية اليمني رئيس اللجنة الأمنية العليا الخاصة بالبطولة، إنه جرى نشر آلاف الجنود في ساحات فعاليات البطولة. ونقل مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية اليمنية عن الزوعري قوله: إن «هذه الآلاف ستبدأ تعاملها اليومي وعملها الميداني لحماية وتأمين فعاليات «خليجي 20»، بحيث لا يترك أي أمر للصدفة، وبما يساعد على السيطرة الأمنية الكاملة، وإحاطة الفعاليات بأجواء آمنة ترتقي إلى مستوى العرس الرياضي الخليجي المقبل».

وأكد المسؤول الأمني أن «المنشآت والمرافق الرياضية وملاعب التدريب، ومقرات إقامة الوفود الرياضية وطرقات تنقلاتهم، وضعت تحت الإجراءات الأمنية المشددة منذ الآن»، وأشار إلى أن «خليجي 20» تم الإعداد لها منذ وقت سابق و«حشد اليمن كل إمكانياته لخدمة (خليجي 20)، موضحا أن نشر آلاف الجنود اليوم خطوة أمنية مهمة للإعلان عن جاهزية اليمن لاستضافة البطولة التي سيكون المشاركون فيها محاطين بالأمن والحب والترحاب أينما ذهبوا، وفي كل مكان يوجدون فيه».

في السياق ذاته، ترأس الرئيس علي عبد الله صالح، أمس، اجتماعا للجنة المنظمة للبطولة، للاطلاع على سير التحضيرات، وتناول رئيس اللجنة الأمنية العليا، في تقريره المقدم إلى الاجتماع، ما تم اتخاذه من خطوات لتنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بتأمين البطولة الرياضية، وأكد التقرير «استتباب الأمن وتعاون كل الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في محافظات عدن، أبين، ولحج على تنفيذ الخطة بصورة فعالة واتخاذ كل الاحتياطات الأمنية اللازمة التي تكفل إجراء البطولة في أجواء آمنة ومطمئنة»، وأشار إلى ما «تم اتخاذه من ترتيبات تشديد إجراءات الحماية والتأمين لكل المنشآت والمرافق والمؤسسات بما يكفل التأمين الشامل للحفاظ علي النظام والأمن العام في محافظات الجمهورية مع الأخذ في الاعتبار محافظات عدن وأبين ولحج، التي ستقام عليها فعاليات (خليجي 20)».

يذكر أن الحكومة اليمنية، ولتبديد مخاوف الدولة المشاركة في البطولة التي تقام لأول مرة في اليمن، جهزت أكثر من 30 ألف جندي لحماية البطولة والمنشآت الرياضية.