الجميل لـ«الشرق الأوسط»: علاقتنا قديمة بطهران

بعد حضوره لعشاء مع السفير الإيراني في بيروت

TT

شكلت زيارة رئيس حزب الكتائب، أمين الجميل، للسفارة الإيرانية في بيروت واجتماعه بالسفير الإيراني، غضنفر ركن أبادي، موضع اهتمام ومتابعة لبنانية، بعد المواقف الكتائبية المنتقدة لزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان، وآخرها اعتبار الرئيس الجميل «خطابات نجاد في الضاحية الجنوبية ومدينة بنت جبيل (تعبوية)» وأنها «شكلت إحراجا للرئيس ميشال سليمان، لأنها خرجت عن الموقف اللبناني الرسمي تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي». ولبى الجميل دعوة السفير الإيراني على العشاء مساء أول من أمس، وتم التداول في التطورات العامة في لبنان والمنطقة، وكان الرأي متفقا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية. وأوضح الجميل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء كان لقاء تعارفيا تم التداول فيه بكل الأمور المطروحة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، فجرى عرض وجهات نظر كل فريق بصراحة مطلقة في جو إيجابي وبتوافق على ضرورة سعي كل الفرقاء للحفاظ على الاستقرار العام في البلاد». وكشف الجميل أنه «جرى التطرق لملف المحكمة الدولية» لافتا إلى أن «الموقف الإيراني في هذا الشأن داعم للموقف السوري، وموقف حزب الله المتناقض تماما مع موقفنا من الموضوع» وأضاف: «على الرغم من اختلاف وجهات النظر، توافقنا على أن المحكمة الدولية أصبحت أمرا واقعا، وأن ما من مصلحة لأي فريق أن يكون مسببا لتفجير الوضع».

وعن سبب تلبية الدعوة بعد الانتقادات التي وجهها حزب الكتائب لزيارة الرئيس نجاد، قال الجميل: «نحن من البدء واضحين بمواقفنا التي نتخذها انطلاقا من قناعاتنا الوطنية التي لم ولن نخجل منها في يوم من الأيام وسنستمر نعلنها للملأ. وعلى الرغم من كل ذلك أصر السفير على الاستماع لوجهة نظرنا شخصيا فعرضنا المشكلة من كل جوانبها وبكل إيجابية». ولفت الجميل إلى أن «الرئيس نجاد كان قد وجه له دعوة لزيارة طهران جددها السفير الإيراني»، موضحا أنه «سيلبي هذه الدعوة في الوقت المناسب». وأضاف: «علاقتنا قديمة بطهران ومنذ أيام الشاه، وقسم من العائلة موجود دائما هناك لكنه بعيد كل البعد عن السياسة». وعن الدور الإيراني في حل الأزمة اللبنانية الحالية المرتبطة بملف المحكمة الدولية، قال الجميل: «تداولنا بعمق في هذه القضية، فإيران دولة مؤثرة في المنطقة عامة وفي لبنان خاصة وباستطاعتها لعب دور توافقي فتكون عنصرا وفاقيا بين مختلف الفرقاء. كما ركزنا على ضرورة ضمان الاستقرار على أن يسير بموازاة العدالة والوفاق». من جهتها، وضعت مصادر السفارة الإيرانية اللقاء بالجميل في خانة «اللقاءات التعارفية التي يقوم بها السفير الإيراني الذي كان سبق أن التقى من ضمن من التقاهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والوزير محمد الصفدي». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «تم عرض النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس نجاد وضرورة سعي كل الفرقاء للحفاظ على الاستقرار والوفاق على الرغم من اختلاف وجهات النظر».