مجلس السلام الأفغاني يدعو طالبان إلى إلقاء السلاح والانضمام للمحادثات

قال إنه سيستمع إلى مطالبها المشروعة ويبني الثقة بين كل الأطراف

المتحدث باسم المجلس الأعلى للسلام الأفغاني قيام الدين كشاف أثناء مؤتمر صحافي في كابل أمس (أ.ب)
TT

دعا مجلس السلام الذي شكلته الحكومة الأفغانية، قادة طالبان أمس إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى المحادثات لإنهاء الحرب التي دخلت عامها العاشر في أفغانستان.

وشكلت الحكومة المجلس الأعلى للسلام من أجل إنهاء التمرد الذي تقوده طالبان وتصاعد منذ الإطاحة بالحركة من السلطة في أواخر 2001. وبعد أسبوعين من تشكيله، دعا المجلس قادة طالبان إلى الدخول في حوار مع حكومة الرئيس حميد كرزاي المدعومة من الولايات المتحدة، متعهدا بالاستماع إلى «مطالبهم المشروعة».

وقال المتحدث باسم المجلس قيوم الدين كاشاف، في بيان رسمي، إن «المجلس الأعلى للسلام يطالب المعارضة المسلحة وقادتها بتجنب العنف والانضمام إلى عملية السلام». وأضاف أن «مجلس السلام سيستمع إلى مطالبهم المشروعة ويبني الثقة بين كل الأطراف، في ظل عملية سياسية منطقية، للسماح للأفغان بتعزيز سيادتهم الوطنية من خلال إجراءات غير عنيفة وصحية».

ودعا المتحدث حكومة كرزاي والجيش الغربي الذي يدعمها، وقوامه 150 ألف جندي بقيادة الولايات المتحدة، إلى مساعدة الأفغان على إنهاء العنف من خلال المحادثات. إلا أنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال كاشاف، نقلا عن كرزاي، إن بعض زعماء طالبان أجروا محادثات مع الحكومة، إلا أنه رفض الكشف عن تفاصيل بسبب ما قال إنه حساسيات يمكن أن تعرض العملية للخطر. وجرى إطلاع الرئيس الأميركي باراك أوباما على آخر تطورات الحرب في أفغانستان، بعد أن ظهرت تفاصيل جديدة في محادثات المصالحة بين حكومة كرزاي وعناصر من طالبان. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين رفيعي المستوى في أفغانستان أن قوات حلف الأطلسي وفرت ممرات آمنة لعدد من قادة طالبان لكي يخرجوا من مخابئهم في المناطق القبلية شمال غربي باكستان للقاء مسؤولين من الحكومة الأفغانية.

وأيد البيت الأبيض الجهود الأفغانية لإجراء محادثات مع عناصر من طالبان، رغم تصعيد الجيش الأميركي عملياته العسكرية، وتصاعد هجمات المتمردين التي أدت إلى مقتل ما يقرب من 600 جندي أجنبي حتى هذا الوقت من العام. وكان مسؤولون في كابل قد قالوا إن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب تتضمن جلسات نقاش مباشرة وموسعة مع قياديين من أعلى المستويات داخل حركة طالبان انتقلوا سرا من معاقلها في باكستان بمساعدة قوات حلف الناتو. وعُقدت جلسات النقاش (تم بعضها في كابل) بين الدائرة المقربة من الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وأعضاء من «مجلس شورى كويتا»، وهي المجموعة القيادية التي تشرف على حرب حركة طالبان داخل أفغانستان. وكذلك عقد قادة أفغان جلسات نقاش مع قادة من شبكة حقاني، التي تعد إحدى أكثر الفصائل المسلحة تشددا في أفغانستان، ومع أعضاء مجلس شورى بيشاور، الذي يتخذ مقاتلوه من شرق أفغانستان مركزا لهم. وبحسب ما أفادت به شخصيات أفغانية مطلعة على المحادثات، فقد ترك قادة حركة طالبان معاقلهم في باكستان متجهين إلى أفغانستان، بعد ضمان صريح بأن قوات حلف الناتو لن تقوم بمهاجمتهم أو القبض عليهم. ويقيم الكثير من قياديي حركة طالبان البارزين في باكستان، حيث يتمتعون ببعض الحماية الرسمية كما يُعتقد.

وعبر قادة من حركة طالبان الحدود، وصعدوا على متن طائرة تابعة لحلف الناتو متجهة إلى كابل مرة على الأقل، بحسب ما أفاد به أفغاني مطلع على المحادثات، بينما قامت القوات التابعة لحلف الناتو بتأمين الطرق مرات أخرى للسماح لمسؤولي حركة طالبان بالوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الأفغان وحلف الناتو حتى يتمكنوا من المشاركة في النقاشات. وتمت أغلب هذه النقاشات خارج العاصمة الأفغانية كابل، بحسب قول المسؤول الأفغاني.