الصومال: البرلمان يصوت اليوم على منح الثقة لرئيس الحكومة.. وسط خلافات

قوات صومالية تقتل 27 من متمردي الشباب على الحدود مع كينيا

TT

يعقد البرلمان الصومالي أمس جلسة للتصويت على منح الثقة لرئيس الوزراء الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو، الذي كلفه الرئيس الصومالي بتشكيل الحكومة الأسبوع الماضي. وكانت جلسة مماثلة قد فشلت في إجراء التصويت بعد خلاف حول كيفية إجراء التصويت، مما اضطر رئيس البرلمان إلى إنهاء الجلسة. ويطالب قسم من النواب بإجراء التصويت بشكل علني، وبرفع الأيدي، لكن مجموعة أخرى من النواب رفضت هذا الطرح وطرحت مشروعا آخر لإجراء الاقتراع بشكل سري، وسيتم إجراء التصويت بعد حل هذا الخلاف.

ولا يحدد الميثاق الانتقالي المعمول به حاليا في الصومال كيفية التصويت على منح الثقة أو حجبها من رئيس الوزراء الصومالي، لكنه ينص على العودة إلى دستور عام 1960 في حال الاختلاف على مسألة غير منصوص عليها في الميثاق الانتقالي الحالي الذي تم اعتماده عام 2004، وفي هذه الحالة ينص دستور عام 1960 على التصويت العلني، وهو ما يتمسك به النواب المؤيدون لرئيس الوزراء الصومالي الجديد. لكن الفريق المعارض رفض هذا الأمر، ويطالب بالعودة إلى اللوائح الداخلية للبرلمان الصومالي التي تقول إن التصويت يكون سريا في حالة الاختلاف بين النواب على التصويت على مشروع ما، ويميل رئيس البرلمان إلى هذا الفريق، لكن البرلمان فشل في الاتفاق على كيفية واحدة، مما أدى إلى تأجيل الجلسة إلى اليوم السبت.

ويوجد خلاف حاد بين النواب حول مرشح الرئيس لرئاسة الوزراء محمد عبد الله فرماجو، الدبلوماسي السابق والمغترب الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا. ويرى بعض النواب أن السيد فرماجو لا يقدر على قيادة الحكومة المقبلة بسبب غيابه الطويل عن البلاد، حيث كان مقيما في الولايات المتحدة خلال الـ25 عاما الماضية، ويطالبون بترشيح شخصية محنكة على صلة لصيقة بالوضع في الصومال في الفترة الأخيرة. لكن فريقا آخر من مناصري فرماجو يرون أن لديه خبرة كافية في إدارة شؤون البلاد، كما أنه يتمتع بتأييد الرئيس، مما يضمن توافقا بينهما في الرؤى والاستراتيجيات في المدة المتبقية من الفترة الانتقالية التي ستنتهي في أغسطس (آب) عام 2011.

وقد شهدت الأوساط البرلمانية استقطابا حادا خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر برلمانية صومالية «الشرق الأوسط» بأن الخلاف أكبر من تباينات حول كيفية إجراء التصويت، لكن ذلك انعكاس للخلاف بين الرئيس شريف شيخ أحمد، ورئيس البرلمان الشريف حسن شيخ آدم اللذين كانا حليفين منذ وقت قريب، لكنهما مختلفان حول رئيس الوزراء الجديد الذي يتمسك به الرئيس وتحفظ عليه رئيس البرلمان. وهناك مجموعات برلمانية ترفض ترشيح رئيس الوزراء الجديد محمد فرماجو للمنصب، وتهدد بعدم التصويت له وإجبار الرئيس على سحب ترشيح فرماجو وتعيين بديل له في هذا المنصب.

وقد أصدر الرئيس الصومالي بيانا صحافيا يدعو فيه النواب إلى التصويت لصالح منح الثقة لرئيس الوزراء الجديد، ودعا البيان الرئاسي النواب إلى إعطاء فرصة لرئيس الوزراء الجديد ليشكل الحكومة، وقال «إن الوضع في البلاد لن يحتمل فترة أخرى من عدم الوضوح والفراغ في هذا الوقت الحساس، وعليه فإن من الضروري أن تؤدي الهيئة التنفيذية في الدولة مهامها في أسرع وقت ممكن».

إلى ذلك، قال سكان محليون وقائد ميليشيا أمس الجمعة إن جنودا صوماليين وميليشيا حليفة لهم قتلوا 27 على الأقل من مقاتلي حركة الشباب في قتال على الحدود بين الصومال وكينيا. واندلعت الاشتباكات أمس في بلدة بلد حاوا الصومالية، التي تسيطر عليها الحكومة، بينما كان السكان في طريقهم لأداء صلاة العشاء. وترددت أصوات قذائف المورتر في شوارع البلدة حتى بعد منتصف الليل عندما تراجع مقاتلو الشباب. وقال ضابط أمن كيني عند الحدود إن أعدادا كبيرة من الجنود الكينيين انتشروا على طول الحدود في إجراء احترازي. وقال أحمد عثمان، وهو من سكان البلدة، إنه قام بإحصاء 32 جثة في بلد حاوا صباح اليوم. وأعلنت القوات الصومالية مقتل 27، وقالت إن عددا غير محدد من جنودها قتل. وقال سكان آخرون إن القتال أدى إلى هجرة جماعية من البلدة حيث فر المئات إلى كينيا وإثيوبيا. وقال شريف عبد الواحد، وهو متحدث باسم القوة المشتركة لقوات الحكومة وميليشيات أهل السنة والجماعة، إن مقاتلي الشباب هاجموا المواقع الدفاعية للقوة لكنها هزمتهم فيما بعد وطردتهم من البلدة والمناطق المحيطة بها.

وعبرت كينيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا، عن قلقها إزاء الوضع في الصومال جارها، عندما أسهم قادة حرب وإسلاميون مقاتلون في الإطاحة بالحكومة. وقال سكان الأقاليم النائية في شمال شرقي كينيا إن هجمات الشباب عبر الحدود زادت. وشنت حركة الشباب هجومين لهما صلات بتنظيم القاعدة، ودربت كينيا الآلاف من المجندين الصوماليين لتعزيز القوات الموالية للرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، وأدانت الحركة هذه الخطوة. وقال بري ادن شير، وهو نائب صومالي وقائد لميليشيا محلية موالية للحكومة «البلدة خاوية الآن. يمكننا أن نقول إن 90 في المائة من السكان فروا إما إلى مانديرا في كينيا أو دولو في إثيوبيا». وقد أعادت حركة الشباب المجاهدين هجومها على المدينة أمس للاستيلاء عليها مجددا، واستمرت الاشتباكات 8 ساعات متواصلة، لكن القوات التابعة للحكومة الصومالية لا تزال تحتفظ بسيطرتها على المدينة. وتشهد المدينة نزوحا واسعا للسكان خوفا من استمرار المعارك في بلدة حاوا والقرى القريبة منها.