سفير السعودية في واشنطن: التعاون السعودي - الأميركي وصل إلى درجة غير مسبوقة

السفير الأميركي لدى السعودية يتعهد بتقوية العلاقات ويشيد بمبادرات خادم الحرمين الشريفين

TT

أكد سفير السعودية في واشنطن عادل بن أحمد الجبير أن مستوى التعاون بين بلاده والولايات المتحدة وصل حاليا إلى درجة غير مسبوقة، واصفا العلاقات السعودية - الأميركية بالقوية والمتينة والتاريخية، حيث تمتد لأكثر من 70 عاما. وجاء ذلك في وقت أشاد فيه السفير الأميركي في الرياض جيمس سميث بمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مجالات عدة على رأسها مبادرة السلام العربية وحوار الأديان.

وقال الجبير إن «تلك العلاقات قوية وصلبة وتمكنت من مواجهة كل التحديات التي تعرضت لها، بل وخرجت منها أكثر قوة وصلابة لأنها تميزت بالصدق والأمانة والتنوع والشراكات التي تحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين في مختلف المجالات».

وقال في كلمته أمام المؤتمر السنوي الـ19 لـ«مجلس العلاقات العربية - الأميركية» الذي بدأ أعماله في واشنطن، أول من أمس ويستمر يومين، إن «من أسباب قوة العلاقات بين البلدين أنها علاقات مؤسساتية تتميز بالشفافية والوضوح ومبنية على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة».

وبين السفير السعودي أن مستوى التعاون بين البلدين الصديقين وصل حاليا إلى «درجة غير مسبوقة»، ممثلا على ذلك بعدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولايات المتحدة حاليا، الذي لم يزد قبل أعوام قليلة ماضية على حدود الـ3 آلاف طالب فيما يتجاوز حاليا الـ30 ألف طالب وطالبة يدرسون في مختلف الجامعات والمدن والولايات الأميركية وكذلك بعدد تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة التي أصدرتها السفارة الأميركية والقنصليات التابعة لها لمواطنين سعوديين خلال العام الماضي تجاوزت الـ70 ألف تأشيرة مقابل 65 ألف تأشيرة دخول أصدرتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن والقنصليات التابعة لها لمواطنين أميركيين.

وأوضح الجبير وجهة النظر السعودية فيما يخص قضايا المنطقة، التي وصفها بأنها مليئة بـ«التحديات»، مؤكدا أن «أهداف السعودية هي الاستقرار والأمن لمواطنينا وللمنطقة».

وركز الجبير في خطابه على أهمية الحوار، واصفا الحوار الوطني الذي جرى داخل السعودية بأنه وسيلة «لمعالجة القضايا التي علينا معالجتها سويا كوطن واحد»، وأضاف أن جهود خادم الحرمين الشريفين لدفع الحوار بين الأديان كانت مهمة في مسيرة انطلقت من الحوار بين الأديان في مكة وانتقل إلى مدريد ومن ثم الأمم المتحدة، وتابع أن «هدف السعودية هو جعل الدين وسيلة للتقارب بين الناس بدلا من تفرقتهم».

وشدد الجبير على أهمية مبادرة السلام العربية التي تعود لعام 2002، قائلا إنها «محورية لحل النزاع مع إسرائيل»، وذكر الحضور الذي شمل دبلوماسيين ورجال أعمال وإعلاميين ومسؤولين في وزارة الدفاع، بأن الدول العربية والإسلامية صادقت على المبادرة ولكن إسرائيل لم تتعامل معها، وأضاف «نحن بحاجة إلى عزيمة وقدرة على التنازل من أجل حل النزاع وقد أظهرت الدول العربية ذلك ولكن لم نره من إسرائيل».

وبعد أن كانت كلمة الجبير من أبرز الكلمات في اليوم الأول من المؤتمر، كان للسفير الأميركي في الرياض جيمس سميث خطاب في اليوم الختامي للمؤتمر، حيث استعرض العلاقات السعودية – الأميركية، وأشاد سميث بـ«رؤية خادم الحرمين الشريفين» عندما قدم مبادرة السلام العربية في قمة الجامعة العربية عام 2002. وقال سميث «إنها رؤية استراتيجية للملك عبد الله ولها نتائج استراتيجية، إذ إنها إطار عمل يمكن استخدامه والبناء عليه»، وأشاد سميث أيضا بمبادرات خادم الحرمين الشريفين فيما يخص الحوار بين الأديان، مشيرا أيضا إلى اجتماعات مكة ومدريد ونيويورك. وقال: «هذه مبادرة مهمة في المعركة ضد التطرف».

وقال سميث إن «علاقات الولايات المتحدة مع السعودية تعكس سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تحديد العلاقات مع المسلمين وهي علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين»، وأضاف أن هناك «أولوية لتقوية العلاقات الأميركية - السعودية»، معددا نماذج كثيرة على ذلك، وأوضح أن الدبلوماسيين الأميركيين باتوا يكملون خدمة عامين في السعودية بعدما كانت الفترة عاما واحدا، كما قررت وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي السماح لعائلات الدبلوماسيين بالالتحاق بهم في السعودية بعدما علقت ذلك لسنوات عدة. وقال سميث إن «هذه تحركات ترمز إلى الالتزام الأميركي بالعلاقات مع السعودية»، وأشار سميث إلى تصاعد عدد الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة أيضا، قائلا: «علينا ألا نشجع السعوديين فقط على الدراسة هنا، بل تسهيل ذلك عليهم»، ولاقت تصريحات سميث ترحيبا من عدد من الحضور عندما تحدث عن ضرورة تسهيل عملية منح تأشيرة الدخول للسعوديين. وأضاف «نحن نعمل على حل كل القضايا العالقة.. وتعهدنا بعدم السماح لأي طالب أن يخسر يوما واحدا من الدراسة بسبب تأشيرة الدخول».