نائب قائد القيادة الوسطى الأميركية يدعو الدول العربية لاحتضان قوات الأمن العراقية

الجنرال ألن حذر من «أفعال إيران لزعزعة الاستقرار»

TT

ناشد نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جون ألن الدول العربية، أمس، احتضان قوات الأمن العراقية. وقال ألن في خطاب أمس: «نشجع أصدقاءنا العرب على احتضان قوات الأمن العراقية ومساعدتها»، مضيفا: «يمكن القيام بالكثير لضم العراق إلى المنظومة الأمنية للمنطقة». وأقر ألن بأهمية تشكيل حكومة عراقية من أجل استقرار العراق وانضمامه إلى المنظومة الأمنية في المنطقة، ولكنه قال: «على المدى البعيد أنا متفائل لمستقبل العراق وأشجع الدول العربية على احتضان وتحسين القدرات العراقية الأمنية، مما سيضمن أمن المنطقة كلها».

يذكر أن ألن قاد وحدات عسكرية أميركية في محافظة الأنبار خلال مراحل عدة بين عامي 2006 و2009. وقال ألن إن تلك الفترة «غيرت حياتي بشكل دراماتيكي»، مضيفا: «كنت في الأنبار خلال الأيام الأكثر ظلاما فيها وساعدنا في تمكين العشائر في الأنبار للتصدي إلى القاعدة». وتابع أن فترة عمله في الأنبار جعلته يفهم ويحترم القبائل العربية وتركيبتها، موضحا أن «ساحة مكافحة التمرد امتدت خارج الأنبار وحتى خارج حدود العراق إلى باقي المنطقة».

كان ألن يتحدث في خطاب خلال اليوم الثاني والأخير لمؤتمر «المجلس الوطني للعلاقات الأميركية - العربية»؛ حيث بدأ خطابه باللغة العربية، قائلا: «السلام عليكم وصباح الخير». وأضاف أن تقييم العلاقات العربية - الأميركية ومستقبلها «من أهم القضايا التي تخصنا»، معددا تحديات وفرص التعاون بين الطرفين. واعتبر أن أهم التحديات التي تواجهها القيادة المركزية وهي مسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا «العمليتان الكبيرتان في العراق وأفغانستان، بينما التحديات الأمنية الأكثر شدة هي مجموعات متطرفة تعمل عبر الحدود، بالإضافة إلى الدول التي تريد عدم استقرار المنطقة ولهذا نبقي أعيننا على إيران».

وذكر ألن إيران مرتين في خطابه، معتبرا أن «أفعال إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة» تثير القلق، بما في ذلك «دعم الميليشيات وفرض القوة على دول أخرى». وأضاف ألن أن هذا قلق تشعر به دول عدة في المنطقة، مما يدعو إلى «بناء شراكات مستدامة بينها وبين الولايات المتحدة». وتابع أن التعامل مع إيران يشكل أحد التحديات الأكبر في المنطقة، موضحا: «خاصة فيما يخص برنامجها النووي».

وخصص ألن غالبية خطابه عن مستقبل العلاقات الأميركية - العربية، موضحا أن «الولايات المتحدة لن تترك المنطقة، نحن ملتزمون بحماية حكومات ذات سيادة ودعم شعوب المنقطة وحماية التدفق الحر للتجارة والطاقة». وأكد: «الولايات المتحدة ملتزمة بشكل أخص بسيادة الدول الصديقة لنا وقدرتها السياسية والاقتصادية على العيش بسيادة». واعتبر ألن، الذي يكمل العام المقبل 40 عاما من الخدمة في الجيش الأميركي، أن المنظومة الأمنية في المنطقة ودور القيادة المركزية الأميركية فيها عامل أساسي في تحديد العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية. وركز ألن على أهمية «شبكة جوية وصاروخية للدفاع» في المنطقة، تعتمد على التعاون بين القيادة المركزية ودول حليفة للولايات المتحدة في المنطقة. وقال: إن هذه الشبكة تساعد على «منع التهديدات ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة القرصنة والتهريب، بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب وتأمين حدود الدول المعنية وبناها التحتية».

يُذكر أن القيادة المركزية الأميركية تشرف على نحو 200 ألف جندي أميركي وتتعاون مع عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين الأميركيين في المنطقة. وقال الجنرال الأميركي: «الجهود الأمنية لحلفائنا العرب تنتج استقرارا عالميا وإقليميا، فهو استثمار له إيرادات تفيد العالم». واعتبر ألن أن تطوير جيوش المنطقة هو السبيل الأفضل على المدى البعيد للتعاون بين الطرفين، معددا سبل التعاون من خلال استضافة الضباط من دول عربية في كليات حربية أميركية بالإضافة إلى تدريب القوات العربية على الأسلحة والمعدات العسكرية الأميركية.