تحقيق إسرائيلي: الجيش قتل 21 مدنيا فلسطينيا في هجوم إبان حرب غزة

قال إن ضباطا كبارا صادقوا على هجوم

TT

استمرارا للتعاطي الاضطراري مع مضمون تقرير لجنة غولدستون، بدأت الشرطة العسكرية الإسرائيلية بإعداد ملف قضائي ضد عدد من كبار الضباط الميدانيين في الجيش الإسرائيلي، الذين كانوا شركاء في القرار وفي تنفيذ الغارة العسكرية التي تم خلالها تفجير عمارة فلسطينية وقتل 21 مدنيا من سكانها، خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة.

وجاء في تقرير نشرته صحيفة «هآرتس»، أمس، أن تحقيق الشرطة العسكرية في الجيش الإسرائيلي في قضية مقتل 21 فلسطينيا من عائلة السموني في قطاع غزة، خلال الحرب المذكورة نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009، قد أثار الشبهات بأن ضباطا كبارا صادقوا على الهجوم على الرغم من معرفتهم بوجود أطفال ونساء وغيرهم من المدنيين داخل العمارة، بل إن عدة ضباط آخرين نبهوا رفاقهم إزاء إمكانية وجود مدنيين في المكان. وأشار التقرير إلى أحد هؤلاء الضباط بالاسم، وهو إيلان مالكا، الذي يشتبه أنه أعطى الأوامر بتنفيذ الغارة. ولم يتقرر بعدُ ما إذا كان سيتم تقديم لوائح اتهام ضد ضباط في القضية ذاتها.

كان القصف قد نفذ في 5 يناير (كانون الثاني) 2009، في حي الزيتون في مدينة غزة؛ حيث وصلت أحد المنازل في الحي فرقة تابعة لـ«غفعاتي»، وتمت محاصرة منزل يعود لعائلة السموني بادعاء أن فلسطينيين مسلحين بداخله. وقد تعرض المنزل للقصف مرتين من قبل طائرات سلاح الجو خلال فترة زمنية قصيرة، وأدى القصف إلى استشهاد 21 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، في حين أصيب 19 آخرون. وفي حينه اعتبر تقرير غولدستون هذه العملية جريمة حرب وطالب إسرائيل بإعطاء رد عليها. ومع أن إسرائيل رفضت التقرير بشكل رسمي وراحت تحرض عليه وعلى القاضي اليهودي، ريتشارد غولدستون، الذي أعده، وتعتبره منحازا ضد إسرائيل (مع أنه مناصر لإسرائيل وكان يتطوع في خدمتها)، إلا أنها اضطرت للتعامل مع مضمونه وإعطاء ردود على الاتهامات الواردة فيه.

وبحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية، فإن قوات الاحتلال بدأت بنشر قواتها البرية في حي الزيتون في الليلة الواقعة بين 3 و4 يناير. وبدأت القوات أعمال تمشيط في شارع تقع فيه عدة منازل تابعة لعائلة السموني. وتم تركيز نحو 100 من أبناء العائلة في أحد المنازل.

وبحسب شهادات أبناء العائلة فإن قوات الاحتلال التي دخلت المنازل في 4 يناير طلبوا منهم البقاء في أحد المنازل التي تم تمشيطها، وكان واضحا لجنود الاحتلال أن الحديث عن مدنيين كانوا يخرجون بين الحين والآخر لجلب الحطب للتدفئة. وفي الغداة، يتابع التقرير، قصف المنزل في الساعة السابعة صباحا بثلاثة أو أربعة صواريخ. وبحسب شهادات عائلة السموني، فإن الصواريخ أطلقت من الجو. وكانت قد أشارت تقارير في حينه إلى استشهاد 3 آخرين من أبناء العائلة بنيران الجنود على الأرض.