برلسكوني يعقد اجتماع أزمة بعد صدامات سببها مكب نفايات

المواجهات توقع 20 جريحا في صفوف الشرطة في نابولي

TT

بعد ليلة أخرى من المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين معارضين لاستخدام مكب نفايات قرب نابولي، عقد رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، أمس، اجتماع أزمة حول هذا الملف الدقيق الذي كان أسهم في فوزه وعودته إلى الحكم في 2008. وقد بدأ اجتماع الأزمة بعد مجلس للوزراء خصص أيضا لمشكلة النفايات، كما ذكر وزير الشؤون الأوروبية أندريا رونسي الذي أعرب عن «قلق الحكومة الكبير» إزاء هذه المشكلة.

وميدانيا، أزالت الشرطة ورجال الإطفاء في الفترة الصباحية حواجز الطرق التي أقامها السكان، وتمكنت نحو عشرين شاحنة من الوصول إلى مكب ساري في تيرزينو على بعد 20 كلم جنوب نابولي (جنوب). واعتقل شخص لحيازته متفجرات، ولم تسجل إصابات، خلافا لليلة قبل الماضية التي أصيب خلالها عشرون شرطيا بجروح طفيفة.

ويتظاهر سكان تيرزينو كل مساء منذ أسبوع احتجاجا على استخدام الموقع الذي يقولون إنه بلغ قدرته القصوى على الاستيعاب، واحتجاجا على فتح مكب ثان مرشح لأن يصبح أحد أكبر مكبات النفايات في أوروبا بطاقة ثلاثة ملايين طن. ويقيم السكان حواجز من الحشايا والنفايات وجذوع الأشجار. وعندما تهجم عليهم شرطة مكافحة الشغب، يردون برمي أسهم من المفرقعات والألعاب النارية والحجارة، وقد وصفت وسائل الإعلام الإيطالية هذه المشاهد بـ«حرب عصابات في المدن».

وفي وسط نابولي، بدأت كميات هائلة من النفايات تتراكم وتذكر بمشاهد أزمة 2007/2008 عندما تكدست عشرات آلاف الأطنان منها في المدينة حتى وسطها التاريخي. وقد أسهمت أزمة النفايات التي أساءت إدارتها حكومة رومانو برودي، في فوز برلسكوني في الانتخابات النيابية في 2008 وعودته إلى الحكم.

وعلى الرغم من معارضة السكان المقيمين على مقربة من المكب، أعرب رئيس كمباني (المنطقة التي تضم نابولي) ستيفانو كالدورو، عضو حزب الشعب والحرية بزعامة برلسكوني، عن تصلبه، بالقول إن «مكب تيرزينو الثاني سينجز»، لكنه «سيكون آمنا وحديثا ولن يشكل مخاطر على المواطنين». وقال كالدورو إنه ورث مشكلة عمرها «15 عاما على الأقل»، وقد نجمت - كما قال - عن تسلل مافيا نابولي إلى الإدارة، وعجز الإدارات المحلية التي لم تنشئ أعدادا كافية من المكبات وأفران الترميد، كما لم تنجح في عملية فرز الفضلات.