عندما فقد الرئيس السابق كلينتون الشفرة النووية

لم يكن أول رئيس يفعل ذلك.. والصحافيون سألوا إذا كان أوباما يعرف أين توجد حقيبة الشفرة

TT

سأل أمس صحافيون المتحدث الصحافي في البيت الأبيض إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما متأكدا أين توجد «فوتبول» (كرة القدم) إشارة إلى الحقيبة التي فيها الشفرة السرية التي فيها مفتاح إطلاق الصواريخ النووية في حالة إعلان حرب عالمية. وجاء السؤال بعدما علم أن الرئيس السابق بيل كلينتون، أو واحد من مساعديه، كان فقد الشفرة السرية النووية.

ومن المفترض أن تبقى الرموز النووية المشفرة (التي تحفظ على شكل بطاقة رقمية، وتسمح بالتحكم بالسلاح النووي) في متناول الرئيس بشكل متواصل. وتبقى دائما بعهدة أحد معاونيه.

وكان مصدر الخبر الجنرال المتقاعد هيو شلتون، رئيس الأركان المسلحة في عهد كلينتون (1992 - 2000)، في كتاب مذكراته الذي صدر مؤخرا.

وقال مراقبون في واشنطن إن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا بالنسبة لرئيس أميركي.

وروى الكولونيل روبرت باترسون الذي كان يحمل الحقيبة النووية للرئيس كلينتون واقعة مشابهة في كتاب مذكراته الذي نشره قبل سبعة أعوام. وروي باترسون في الكتاب أن كلينتون اعترف بضياع البطاقة عندما طلب منه باترسون إحضارها كي يصنع نسخة جديدة منها.

وروى أمس تلفزيون «إي بي سي» واقعة مماثلة للرئيس الأسبق جيمي كارتر. وأنه ترك بطاقة الشفرات النووية في إحدى البدل التي أرسلت إلى غسالة الملابس في غرفة أرضية في البيت الأبيض.

وكتب الجنرال المتقاعد شلتون الخبر في كتاب مذكراته الذي صدر حديثا بعنوان: «من دون تردد: رحلة محارب أميركي». كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية: «في فترة ما في عهد إدارة كلينتون - وهذا لم يكشف قط على حد علمي حتى اليوم - فقدت الرموز المشفرة لمدة شهور». وأضاف أن مساعد الرئيس المكلف بحفظ الشفرة قال إنها «ضاعت، بكل بساطة». لكن، لم يقل الجنرال إذا كان المساعد هو باترسون، ويعتقد أن هذه حادثة غير التي رواها باترسون.

وكتب الجنرال أنه، حين حضر مسؤول من البنتاغون ذات يوم إلى البيت الأبيض للتأكد من وجود الشفرة، وفق إجراء روتيني شهري، خدعه المساعد مؤكدا أنها بحوزة الرئيس وأن الرئيس في اجتماع طارئ. وتابع الجنرال أن «هذه اللعبة الصغيرة استمرت دون علم الرئيس كلينتون. إنني واثق من ذلك. وأخيرا، كان لا بد من تبديل الرموز بمجموعة جديدة من الرموز». وكتب: «اكتشفنا أن المساعد ليست لديه أي فكرة عن مكان وجود الشفرة النووية. لم تكن بحوزة الرئيس. لكنني واثق أن الرئيس كان يعتقد أنها بعهدة مساعده، مثلما كان ينبغي».

وفي مقابلة مع تلفزيون «إي بي سي» عن الموضوع، قال الجنرال: «حين اكتشف الأمر، هرعت إلى مكتب وزير الدفاع آنذاك، ويليام كوهن وقلت له (لن تصدق الامر)».

لكن، في كتاب مذكرات باترسون، جاء أن كلينتون هو الذي فقد الرموز، دون أن يشير إلى دوره هو. وكتب: «كان كلينتون صاحب كاريزما وكان ذكيا. لكن، لم يكن لديه دائما الصبر. وكان لا يهتم بالتفاصيل، وينسى لأكثر من مرة إن كانت الشفرة النووية في جيب بدلته أو في مكان آخر». ولمح كتاب باترسون إلى أن ذلك كان خلال سنوات فضيحة مونيكا لوينسكي، المتدربة في البيت الأبيض التي كشفت علاقة جنسية مع كلينتون، وكادت الفضيحة أن تسقط كلينتون عندما حاكمة الكونغرس، لكنه لم يدينه.

في كتاب مذكراته، أشار المقدم باترسون إلى فضيحة مونيكا لونسكي، وكان واضحا في الكتاب أنه لم يحترم رئيسه السابق بسبب الفضيحة. وكتب: «كلينتون اعتقد أنه وضع الشفرة في الطابق الأعلى في البيت الأبيض، حيث تسكن العائلة». وأضاف: «بدأنا البحث في الطابق العلوي، والبحث حول البيت الأبيض. وأخيرا، اعترف كلينتون أنه، في واقع الأمر، لا يعرف مكان الشفرة، ولا يستطيع أن يتذكر متى شاهدها للمرة الأخيرة».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الشفرة في صورة بطاقة، وتسمى «كوكي» (بسكويته) توضع دائما في الحقيبة التي تسمى «فوتبول» التي يحملها مساعد للرئيس.