هجوم على قافلة للجيش الباكستاني.. وبين القتلى قائد عسكري

واشنطن تتعهد بمنح إسلام آباد مساعدات عسكرية بملياري دولار

قوات باكستانية يمشطون منطقة وزيرستان الواقعة على الحدود بين باكستان وأفغانستان (أ.ب)
TT

قتل ما لا يقل عن ستة من عناصر القوات شبه العسكرية الباكستانية، أمس، في هجوم إرهابي بالقنابل استهدف موكبا للجيش الباكستاني في منطقة القبائل، وكان من بين القتلى قائد في الجيش الباكستاني برتبة عقيد، وذلك بحسب تصريحات أدلى به مسؤولون أمنيون في المنطقة إلى صحيفة «الشرق الأوسط».

وقد وقع الانفجار عندما اصطدمت القافلة العسكرية بعبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق الذي يربط منطقة القبائل الباكستانية أوراكزاي مع مدينة كوهات الحدودية.

وقال مسؤول بارز في الشرطة موجود في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»»، إن الانفجار وقع صباح الجمعة في منطقة جبلية في أوراكزاي تسمى ياخ كانداو. وقال المسؤول الأمني: «لقد قتل جميع الجنود الستة، الذين كان من بينهم عقيد في الجيش، على الفور».

وكانت القافلة العسكرية تقوم بدورية روتينية عندما اصطدمت بالعبوة الناسفة التي كانت موضوعة على جانب الطريق الذي يربط بين مقاطعة أوراكزاي المضطربة والمناطق المستقرة في إقليم خيبر باختونخوا الباكستاني.

وقال المسؤول الأمني إنه قد تم تفجير هذه العبوة الناسفة عن بعد. كما أشار مسؤولون بالشرطة إلى أن القافلة العسكرية كانت مكونة من أربع عربات عسكرية، وقد دمر الانفجار إحدى هذه العربات تدميرا تاما.

وهذا هو ثاني هجوم إرهابي، تستخدم فيه القنابل التي يتم تفجيرها عن بعد، ضد القوافل العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقد قتل ثلاثة جنود في الجيش الباكستاني يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) في انفجار بقنبلة تم تفجيرها عن بعد وقع في منطقة خيبر القبلية على الحدود مع أفغانستان.

وفي هذه الأثناء، قتل ما لا يقل عن 3 أشخاص وأصيب 22 آخرون بجروح شديدة عندما انفجرت قنبلة محلية الصنع داخل مسجد في بوشتا خارا بمدينة بيشاور يوم الجمعة.

وفقا للمعلومات المتاحة، فإن الانفجار وقع بعد وقت قصير من صلاة الجمعة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الفور وتسبب في إلحاق الأضرار بالمسجد.

وقد وصف مسؤول بارز بمقاطعة خيبر باختونخوا، باشير بليور، أثناء زيارته للمسجد، الجناة الذي يقفون وراء هذا الهجوم المشين بأنهم أسوأ من الحيوانات، وأكد عزم الحكومة على الاستمرار في حملتها التي تهدف إلى القضاء على خطر الإرهاب نهائيا.

في غضون ذلك، تعهدت الولايات المتحدة، أمس، بتقديم ملياري دولار كمساعدة عسكرية لباكستان، وأشادت بجهودها لمكافحة المتطرفين سعيا لتعزيز تحالف صعب مع هذه الدولة التي تعتبر في واجهة الحرب على الإرهاب.

والمساعدة العسكرية التي طالب بها قادة باكستان بإلحاح تعتبر أحدث فصل في العلاقة بين البلدين التي شهدت أزمات، لكنها يمكن أن تثير انزعاج الهند قبل أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيودلهي.

وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة عسكرية إضافية بقيمة ملياري دولار إلى باكستان، مشيدة بجهود إسلام آباد في مكافحة المجموعات المتطرفة.

وقالت كلينتون خلال المحادثات رفيعة المستوى بين البلدين، التي استمرت ثلاثة أيام في واشنطن، إن الولايات المتحدة «ليس لديها شريك أقوى في مجال مكافحة الإرهاب» من باكستان.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المساعدة الجديدة التي يجب أن يوافق عليها الكونغرس ستقدم على مدى عدة سنوات وستضاف إلى مساعدة مدنية بقيمة 7.5 مليار دولار تعهدت بها الولايات المتحدة على خمس سنوات مخصصة للبنى التحتية في البلاد ولتطورها الاقتصادي واحتياجاتها الأمنية.

وطرح مسؤولون أميركيون على الدوام تساؤلات حول ما إذا كانت باكستان قطعت بالكامل علاقاتها مع حركة طالبان الأفغانية أو تحركت لمواجهة المتطرفين في الداخل. لكن باكستان أطلقت السنة الماضية هجوما واسع النطاق على معاقل طالبان بعدما تقدم عناصر هذه الحركة نحو العاصمة إسلام آباد.

وندد وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، الذي يرافقه قائد أركان الجيش إلى الحوار الاستراتيجي في واشنطن، بالانتقادات لجهود بلاده في مكافحة التطرف.

وقال قريشي وهو إلى جانب كلينتون: «لا تزال هناك تعليقات حتى في هذه العاصمة تقول إن باكستان لا تخوض فعليا هذه المعركة. ليس هناك من دليل يمكن تقديمه أكبر من دماء شعبنا».

وأضاف قريشي: «نحن مصممون على كسب هذه المعركة». وقالت كلينتون إن الأميركيين «يعترفون بتضحية وخدمة الجيش الباكستاني ويثمنونها».

وأضافت: «هذه المجموعات تهدد أولا وبشكل أساسي أمن شعب باكستان والدول المجاورة والولايات المتحدة والعالم بالطبع».

إلا أن تقريرا رفعه البيت الأبيض إلى الكونغرس في مطلع الشهر الحالي، أشار بوضوح إلى أن باكستان لم تواجه حركة طالبان الأفغانية، في خطوة يرى الخبراء أنها محاولة من باكستان للحفاظ على نفوذها في أفغانستان إذا انسحبت القوات الأميركية منها.

وقالت الولايات المتحدة والهند أيضا إنه على باكستان أن تبذل جهودا إضافية لمحاربة مجموعات مناهضة للهند مثل «عسكر طيبة» التي حملت مسؤولية تدبير حصار بومباي عام 2008 الذي أدى إلى سقوط قتلى.

ويعتزم أوباما القيام بأول زيارة رئاسية له إلى الهند الشهر المقبل، في محاولة لإظهار التزامه الشخصي في توسيع نطاق العلاقة بين أكبر ديمقراطيتين في العالم.

وعبر معلقون هنود عن قلقهم إزاء تركيز أوباما منذ البداية على باكستان والصين وهي مخاوف لن تهدئ منها المساعدة العسكرية.

والهند التي خاضت ثلاث حروب مع باكستان أقرت بالحاجة لتقديم مساعدة مدنية لباكستان، لكنها عبرت في السابق عن مخاوف من احتمال استخدام أي مساعدة عسكرية ضد الهند وليس ضد المتطرفين.

وكان معدو المساعدة المدنية، التي أعلنت السنة الماضية، عضوا مجلس الشيوخ جون كيري وريتشارد لوغار والنائب هاورد برمان، قدموها على أنها منعطف في دعم الديمقراطية، بعد سنوات من الجهود الأميركية لتعزيز الجيش الذي يحظى بنفوذ في هذه الدولة.