قمة سعودية ـ فلسطينية تبحث جهود إعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح

أبو مازن: الزيارة مثمرة جدا * السفير الشوبكي لـ«الشرق الأوسط»: المباحثات شملت سبل إقناع واشنطن بالاعتراف بدولة بحدود 67

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الرياض امس (إ.ب.أ)
TT

في قمة سعودية - فلسطينية، شهدتها العاصمة الرياض أمس، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصره بالرياض، تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح وضرورة قيام المجتمع الدولي بواجباته حيال هذا الأمر لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية في هذا الشأن.

حضر الاستقبال الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والمقدم طيار ركن تركي بن عبد الله بن عبد العزيز.

كما حضره من الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة جمال الشوبكي. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) زيارته أمس إلى المملكة العربية السعودية بأنها «كانت مفيدة ومثمرة جدا». وقال الرئيس أبو مازن، في تصريحات له أمس بالعاصمة الأردنية عمان عقب الزيارة: «لقد شرحنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ما تم مؤخرا في القمة العربية، واللقاءات التي تمت بيننا وبين الأميركيين والإسرائيليين حول وقف الاستيطان من أجل العودة إلى المفاوضات المباشرة».

وأضاف: إن خادم الحرمين الشريفين ثمَّن الجهود التي نقوم بها، وأكد لنا أن ذهابنا لواشنطن كان مفيدا جدا؛ حيث تمكنا من سحب كل ذرائع الآخرين فيما يتعلق بلوم الفلسطينيين، وقال: «إن هذا الذي قمتم به موقف بناء ورائع».

وتابع أبو مازن: «إن السعودية قدمت لنا دعما ماليا مجزيا»، معبرا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على المواقف الثابتة من القضية الفلسطينية ومن الجهد الفلسطيني، وكذلك الدعم المتواصل للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وأبلغ جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني في الرياض، «الشرق الأوسط»، بأن الرئيس أبو مازن، وضع خادم الحرمين الشريفين بصورة تطورات القضية الفلسطينية في ظل المفاوضات المتوقفة حاليا، والجهد الدولي المبذول من أجل تجميد الاستيطان. وطبقا للسفير الفلسطيني، فإن خادم الحرمين الشريفين جدد دعم بلاده للجهد الفلسطيني باتجاه عملية السلام، والوصول إلى حل للصراع العربي - الإسرائيلي، وفقا لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية. وأفاد سفير فلسطين لدى السعودية، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، بأن خادم الحرمين الشريفين أعاد التأكيد للرئيس أبو مازن، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية والأولى بالنسبة للمملكة العربية السعودية.

ولفت جمال الشوبكي، الذي حضر الاجتماع، إلى أن العاهل السعودي والرئيس الفلسطيني بحثا في تصور التحرك المستقبلي للقضية الفلسطينية، والتي أشار إليها بقوله إنها «خيارات فلسطينية وعربية وإسلامية» من الممكن أن تجري في حال تعثر السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومن ضمن التحركات المستقبلية التي جرى تدارسها، طبقا للشوبكي، إقناع الولايات المتحدة، بقبول دولة فلسطينية بحدود 67، إلى جانب الاتجاه إلى مجلس الأمن الدولي، في مسعى لتثبيت الحق الفلسطيني.