الجيش التركي يقصف مناطق إقليم كردستان وتقارير عن تعزيزات قرب الحدود

البيشمركة لـ «الشرق الأوسط» : لا إشارات على اختراق حدودي جديد

TT

تحدثت مصادر تابعة لحزب العمال الكردستاني عن استئناف الجيش التركي لهجماته العسكرية على مواقع مقاتليه في المناطق الحدودية، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر محلية كردية في إقليم كردستان تعرض قرى تابعة لقضاء زاخو الحدودي لقصف مدفعي تركي أسفر عن إصابة مواطن مدني واحد، بينما أكدت مصادر أخرى أن الطائرات التركية استأنفت طلعاتها الجوية لاستطلاع المنطقة تمهيدا لشن هجمات جديدة لمواقع الحزب الكردستاني.

وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر مقرب من قيادة القوات الشعبية (الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا) «أن التعزيزات التركية في محافظة شيرناخ الحدودية بإقليم هكاري والمدعمة بالمدافع والمدرعات العسكرية تنبئ باستعدادات الجيش التركي للقيام بحملة عسكرية جديدة قبل حلول موسم الشتاء، وأن قيادة الحزب تتوقع أن تخترق تلك القوات حدود إقليم كردستان بعد أن حصلت الحكومة التركية على موافقة البرلمان بتمديد التفويض الممنوح للجيش التركي لسنة أخرى، ولكن المصدر ذاته أكد لـ(الشرق الأوسط) أن مقاتلي الحزب أخذوا استعداداتهم الكاملة للرد على تلك الحملة في حال بدأ الجيش بها».

لكن المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم، اللواء جبار ياور، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا وجود لأي إشارات خلف الحدود بالتحضير لعمليات عسكرية ضخمة، ولا احتمال لاجتياز الحدود من قبل القوات التركية». وربط اللواء ياور التعزيزات العسكرية التركية الجديدة خلف الحدود بقرب انتهاء موعد الهدنة التي أعلنها حزب العمال الكردستاني التي ستنتهي بنهاية الشهر الحالي، مشيرا إلى «أن التعزيزات التركية هي احترازية، حيث إن زعيم العمال المعتقل في سجن إيمرالي بتركيا عبد الله أوجلان أعلن رسميا عن نفض يده من مبادرات السلام وتدخلاته لوقف القتال، وأبلغ قيادة حزبه في جبل قنديل مؤخرا أنهم أحرار في اللجوء إلى الخيارات المتاحة أمامهم للتعامل مع الجيش التركي والحكومة في ما يتعلق بالقضية الكردية، أضف إلى ذلك التصريحات المنسوبة إلى رئيس اللجنة القيادية للكردستاني مراد قرة يلان، الذي أكد أنه مع نهاية الهدنة الحالية وعدم ورود إشارات من الحكومة التركية بالتفاوض مع الحزب، فإن قيادة الحزب ستنظر في الخيارات المتاحة أمامها، وهذه التصريحات من قادة الحزب الكبار أثارت وتثير قلق الحكومة التركية، ولذلك من الطبيعي مع اقتراب موعد نهاية الهدنة الحالية أن تفكر في إجراءات احترازية من تجدد القتال وهجمات الكردستاني وتعزز مواقعها وإنتشارها العسكري في المنطقة».

وقال ياور: «في ما يتعلق باحتمالات خرق الحدود من قبل الجيش التركي، فإنها احتمالات ضعيفة، لأن أي عملية بهذا الحجم من الضخامة تحتاج إلى تعزيزات ونشر قوات عسكرية وآلياتها على نطاق واسع، كما ستحتاج أي عملية جديدة إلى ضمان حصول تركيا على موافقة الجانب العراقي لدخول الأراضي العراقية وهذا لم يحدث لحد الآن، لذلك أستبعد قيام القوات التركية باجتياح جديد لأراضي إقليم كردستان».

يذكر أن المدفعية التركية عاودت أمس قصفها المدفعي لقرى تابعة لقضاء زاخو الحدودي بذريعة ضرب مواقع مفترضة لحزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن وقوع جريح واحد من سكان قرية «كلوكي» التابعة لناحية «دركار» بزاخو، بينما تحدثت مصادر محلية عن تحليق طائرات روسية الصنع من طراز سوخوي فوق أجواء المنطقة.