الصومال: زوجان بريطانيان يقضيان عاما كاملا في قبضة القراصنة

بينما أطلق سراح عامل إغاثة آخر

جندي صومالي يحرس متظاهرين يرفعون لافتات التأييد لرئيس الوزراء الجديد محمد عبد الله محمد في مقديشو أمس (أ.ب)
TT

تجددت النداءات الموجهة إلى القراصنة الصوماليين الذين يحتجزون زوجين بريطانيين، في الوقت الذي مر على اختطافهما عام كامل، للإفراج عنهما. وكان قراصنة صوماليون قد خطفوا الزوجين البريطانيين المتقاعدين، بول تشاندلر (60 عاما) وراشيل تشاندلر (59 عاما) المتقاعدين في 23 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وهما يعبران المحيط الهندي بيختهما السياحي بالقرب من جزر شيشل. وكانت المفاوضات مع القراصنة لتحقيق الإفراج عنهما قد فشلت لأكثر من مرة. ويعيش الزوجان تشاندلر في وضع احتجاز بالغ الصعوبة، وقالا في مرات سابقة إنهما يتعرضان لسوء معاملة، وأطلقا نداء لمساعدتهما.

ودعت الحكومة الانتقالية في الصومال في بيان أصدرته أمس بمناسبة مرور عام على احتجاز الزوجين البريطانيين (بول وراشيل تشاندلر)، إلى الإفراج الفوري عنهما. ويحتجز الزوجان بالقرب من بلدة «عمارة»، وهي منطقة وعرة تبعد عشرات الكيلومترات من مدينة حراطيري الساحلية، التي كانت تعد أحد المعاقل الرئيسية قبل أن يسيطر عليها المسلحون الإسلاميون.

وقال بيان وزارة الإعلام الصومالية الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن استمرار هذا الوضع من احتجاز الأبرياء أمثال بول وراشيل تشاندلر، يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية، كما أنه يجلب العار للشعب الصومالي، لكن مسؤولية ذلك تقع على عاتق الخاطفين». وأضاف البيان: «الحكومة الانتقالية تدعو الخاطفين إلى الإفراج عن بول وراشيل، وتبذل كل ما في وسعها من أجل الإفراج عنهما، كما أن الحكومة الصومالية سوف تراجع الجهود التي بذلت على مدى الـ12 شهرا الماضية، وستبحث عن قنوات جديدة، بما في ذلك التفاوض وإجراء اتصالات مع زعماء عشائر المنطقة التي يحتجز فيها الزوجان البريطانيان، لمتابعة هذه القضية».

وفي الوقت الذي لا تملك فيه الحكومة الصومالية سلطة فعلية خارج العاصمة مقديشو، فإنها تعتمد على زعماء القبائل في تحريك هذا الملف والتوصل إلى حل مع الخاطفين الذين رفضوا بدورهم كل المحاولات إلا بعد دفع فدية تتراوح ما بين 2 و4 ملايين دولار. ويصبح الزوجان البريطانيان بول وراشيل تشاندلر الأجنبيين اللذين أمضيا أطول فترة احتجاز لدى القراصنة الصوماليين. وقد تجددت الآمال بالإفراج عنهما بعد الإفراج عن عامل إغاثة بريطاني كان يعمل لصالح منظمة «سيف ذا تشيلدرين» البريطانية تم اختطافه وسط الصومال على يد مسلحين مجهولين.

وقد اختطف فرانس بيرنارد، الموظف بمنظمة «سيف ذا تشيلدرين» في بلدة عدادو وسط الصومال وأطلق سراحه إثر مفاوضات مع مسؤولين محليين، بعد أن كان مختطفا لمدة أسبوع في بادية إقليم جلجدود وسط الصومال، وقد أطلق المسلحون سراح بيرنارد بعد وساطة قبلية وتدخل زعماء العشائر في إقليم «حيمان وحيب» في المنطقة. ونفى محمد آدم تيعي، حاكم الإقليم، ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية من أن فدية مالية دفعت للخاطفين مقابل إطلاق سراح الموظف البريطاني المختطف، لكن مصادر مقربة من سير المفاوضات أكدت أن الخاطفين حصلوا على فدية قيمتها مائة ألف دولار. ونقل البريطاني المفرج عنه إلى نيروبي أمس للانضمام إلى عائلته. وكانت الحكومة البريطانية قد رحبت بإطلاق سراح عامل الإغاثة البريطاني، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سعيد بسبب إطلاق سراح فرانس بيرنارد الذي كان يعمل لصالح «سيف ذا تشيلدرين» الخيرية البريطانية. وأضاف كاميرون: «نشعر بسعادة بسبب إطلاق سراح بيرنارد من قبل خاطفيه، دعوني أشيد وأشكر أعضاء العشائر الصومالية الذين شاركوا في إطلاق سراحه».

على صعيد آخر، ألغى البرلمان الصومالي بشكل مفاجئ أمس (السبت) الجلسة التي كانت مقررة للتصويت على منح الثقة لرئيس الوزراء الجديد محمد عبد الله فرماجو، دون تحديد موعد آخر لعقدها. وتم تأجيل جلسة أمس بأمر من رئيس البرلمان، شريف حسن شيخ آدم، وأرجعت سكرتارية البرلمان قرار الإلغاء المفاجئ إلى أسباب فنية دون خوض في التفاصيل، لكنه يعتقد على نطاق واسع بأن السبب الرئيسي وراء تأجيل جلسة أمس هو استمرار الخلافات القائمة بين أعضاء البرلمان، حول كيفية إجراء التصويت (سريا أم علنيا).

ويصر رئيس البرلمان الصومالي على إجراء التصويت بشكل سري، لكن عشرات من النواب طالبوا بجعل التصويت علنيا. وهذه هي المرة الثانية التي يخفق فيها البرلمان الصومالي في الاتفاق على إجراء التصويت لمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد محمد عبد الله فرماجو الذي كلفه الرئيس الصومالي بتشكيل الحكومة الأسبوع الماضي.

على الصعيد الميداني، شهدت العاصمة مقديشو الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة الشباب، ودارت الاشتباكات في أحياء بونطيري وعبد العزيز شمال مقديشو، وإلى جانب المواجهات المباشرة تعرضت أحياء عدة لقصف مدفعي عنيف، وكانت القوات الحكومية تمكنت من تحقيق تقدم بسيط في حي بونطيري خلال اليومين الماضيين، واتخذت وحدات من قوات الاتحاد الأفريقي مواقع جديدة بالقرب من سوق مانابوليو. وفي استعراض عسكري بشمال العاصمة مقديشو، توعد قادة بارزون في حركة الشباب بشن هجمات نوعية ضد مواقع القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي خلال الفترة المقبلة.