أسقف: لا يمكن لإسرائيل الاستناد إلى التوراة لتبرير الاحتلال

سينودس الشرق الأوسط يطالب الأمم المتحدة بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي

TT

أعلن المطران كيريلس سليم بسترس، أسقف نيوتن (الولايات المتحدة) لطائفة الروم الكاثوليك، في الفاتيكان، أمس، أنه لا يمكن لإسرائيل أن تستند إلى عبارة «أرض الميعاد» لتبرير انتقال اليهود إلى إسرائيل وتهجير الفلسطينيين، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المطران بسترس، الذي يترأس اللجنة الخاصة بإعداد رسالة صادرة عن السينودس من أجل الشرق الأوسط، خلال مؤتمر صحافي: «لا يمكن الاستناد إلى مسألة أرض الميعاد لتبرير عودة اليهود إلى إسرائيل وتهجير الفلسطينيين».

وفي هذه الرسالة التي نشرت أمس أكد الأساقفة والبطاركة المشرقيون الكاثوليك أنه «من غير المسموح به الاستناد إلى ما ورد في الكتاب المقدس واستخدامه أداة لتبرير الظلم». وأوضح أنه بالنسبة إلى المسيحيين لا يمكن التحدث عن «أرض الميعاد»، العبارة التي وردت في العهد القديم، لأن هذا «الوعد لم يعد قائما بعد قدوم المسيح». وأضاف أنه بعد مجيء المسيح «بتنا نتحدث عن أرض الميعاد باعتبارها ملكوت الرب الذي يشمل الأرض كلها، وهو ملكوت سلام ومحبة ومساواة وعدل». وتابع أنه «لم يعد هناك شعب مفضل أو مختار لأن النساء والرجال في كل البلدان أصبحوا الشعب المختار».

وقال إن هناك مشكلتين في حل قيام دولتين يهودية وفلسطينية، الذي تدعو إليه الأسرة الدولية والفاتيكان لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، ففي إطار دولة يهودية، أعرب عن قلقه من «استبعاد مليون ونصف مليون إسرائيلي ليسوا يهودا، بل هم عرب مسلمون ومسيحيون». وأشار إلى أنه من الأفضل في هذه الحالة التحدث عن «دولة ذات غالبية يهودية». وأضاف أن مسألة «عودة اللاجئين الفلسطينيين مهمة جدا أيضا، وعندما تقوم دولتان يجب تسوية هذه المشكلة».

وطالب سينودس الشرق الأوسط للأساقفة الكاثوليك المنعقد في الفاتيكان، أمس أيضا، المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي «لمختلف الأراضي العربية» من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأطلق السينودس الذي افتتح في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي «نداء إلى الأسرة الدولية». وقال الأساقفة الذين جاء معظمهم من الشرق الأوسط: «إننا نناشد الأسرة الدولية، ولا سيما منظمة الأمم المتحدة، أن تعمل جادة من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة، وذلك بتطبيق قرارات مجلس الأمن وباتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لإنهاء الاحتلال في مختلف الأراضي العربية». وتابعوا: «وهكذا يستطيع الشعب الفلسطيني أن يكون له وطنه السيد المستقل ليعيش فيه بكرامة واستقرار. وتتمكن دولة إسرائيل من أن تنعم بالسلام والأمن داخل الحدود المعترف بها دوليا، وتجد مدينة القدس الصيغة العادلة للمحافظة على طابعها الخاص وعلى قداستها وتراثها الديني لكل من الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام. كما نرجو أن يصير حل الدولتين واقعا حقيقيا ولا يبقى مجرد حلم».

وأشار السينودس إلى قرار مجلس الأمن الدولي 242، دون أن يسميه، الذي دان في نوفمبر 1967 «الاستحواذ على الأراضي بالحرب»، وطالب بـ«انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها» عقب حرب يونيو (حزيران) من تلك السنة. وتبع ذلك القرار قرارات عدة أخرى تصب في الاتجاه نفسه.

وطوال أعمال السينودس وكذلك أثناء التحضير له تم التأكيد على أن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو أساس النزاعات في كل المنطقة.

وأعرب الأساقفة الذين أكدوا مرات عدة أن المسيحيين هم «الضحايا الرئيسيون للحرب في العراق»، عن أملهم في أن «يستطيع العراق وضع حد لنتائج الحرب الدامية وإقرار الأمن الذي يحمي جميع مواطنيه بجميع مكوناته الاجتماعية والدينية والقومية».

وأعربوا كذلك عن أملهم في «أن ينعم لبنان بسيادته على كامل أرضه ويقوي وحدته الوطنية ويواصل دعوته إلى أن يكون نموذجا في العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين من خلال حوار الثقافات والأديان وتعزيز الحريات العامة».

وندد الأساقفة أيضا بـ«العنف والإرهاب من أي جهة أتى، وبكل تطرف ديني»، وقالوا: «نشجب كل أشكال العنصرية اللاسامية واللامسيحية، والإسلاموفوبيا، وندعو الديانات كافة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها لتعزيز حوار الثقافات والحضارات في منطقتنا وفي العالم أجمع».