خادم الحرمين: مواسم الحج والعمرة تمثل أهمية كبرى.. وندرك ما يصاحبها من تجمعات وحشود

نوه في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وزير الصحة بإقامة أول مؤتمر في العالم يعنى بطب الحشود في السعودية

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن مواسم الحج والعمرة تمثل أهمية كبرى للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن بلاده تدرك ما يصاحبها من تجمعات وحشود بشرية من أكثر من 160 دولة «لذا اعتمدت مبالغ ضخمة لتوسعة الحرمين الشريفين».

وأوضح خادم الحرمين الشريفين، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، وزير الصحة السعودي، خلال افتتاحه أمس في جدة المؤتمر الدولي للحشود والتجمعات البشرية الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين، وتنظمه وزارة الصحة السعودية، أن إقامة أول مؤتمر في العالم يعنى بطب الحشود والتجمعات البشرية تأتي إيمانا من السعودية وقيادتها بأهمية التكامل والتعاون بين علماء العالم لخدمة البشرية، بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو الانتماء أو العرق، وفيما يلي نص الكلمة:

«أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نرحب بكم في هذا التجمع العلمي المهم الذي يعنى بالدين والعمل والإنسان والمجتمع، ويشرف المملكة العربية السعودية أن يعقد هذا المؤتمر الحيوي على أرض مملكة الإنسانية في مدينة جدة، وفي الأيام المباركة التي نستقبل فيها موسم الحج العظيم.

لقد تشرفت المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، واستقبال ضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة، ولقد حرصنا على توفير الإمكانات والموارد الكبيرة لضمان راحة الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

إن مواسم الحج والعمرة تمثل أهمية كبرى للمملكة العربية السعودية، وتدرك ما يصاحبها من تجمعات وحشود بشرية من أكثر من 160 دولة؛ لذا اعتمدت مبالغ ضخمة لتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، تنفذ بطرق علمية مدروسة لتجنب الأخطار التي تصاحب هذه التجمعات الدينية العظيمة، ونظرا لأن أعدادا كثيفة تؤدي المناسك في الحرم المكي، وجسر الجمرات في أوقات محددة، فقد وجهنا بإنجاز توسعة كبيرة في تلك المشاعر المقدسة، حرصا على راحة ضيوف الرحمن الكرام. ولما كانت مكة المكرمة قبلة لما يقارب ملياري مسلم من شتى أنحاء المعمورة، ولأن وقتها يترقبه العالم أجمع، حرصنا على أن تكون ساعة مكة المكرمة، التي ستكتمل - بإذن الله - في حج هذا العام، مرجعا للوقت لكل المسلمين والعالم أجمع.

لقد وضعت المملكة العربية السعودية صحة الحجاج والمعتمرين في مقدمة اهتماماتها؛ حيث كلفت وزارة الصحة بإنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية التي جهزت على أعلى المستويات للوفاء باحتياجات ضيوف الرحمن في هذه المواسم، وأصبحت المنظومة الصحية التي خصصت لطب الحشود والتجمعات البشرية تمتلك خبرة علمية فريدة على مستوى العالم.

ومن هذا المنطلق وجهنا باستضافة أول مؤتمر في العالم يعنى بطب الحشود والتجمعات البشرية بمشاركة معظم المنظمات والهيئات الدولية المختصة لتطوير هذه الخبرة لتفيد قاصدي الحرمين الشريفين، ولكافة التجمعات البشرية في العالم، إيمانا منا بأهمية التكامل والتعاون بين علماء العالم لخدمة البشرية بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو الانتماء أو العرق. وإننا نهيب بكم أيها العلماء أن ينبثق عن هذا المؤتمر مفهوم جديد وتخصص حديث يعنى بطب الحشود والتجمعات البشرية، ينطلق من أرض الإنسانية ومهبط الوحي، المملكة العربية السعودية. قال الله تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). فشكرا جميعا ونتمنى لهذا المؤتمر كل توفيق ونجاح».