وزير الصحة اللبناني: السعودية تقدم أكثر من 100 مليون دولار لتمويل قطاعنا الصحي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن المملكة تدعم بناء عدد كبير من المستشفيات.. واحد منها في الجنوب

TT

قال وزير الصحة اللبناني الدكتور محمد خليفة لـ«الشرق الأوسط»، أمس: إن حجم التمويل الذي تقدمه السعودية من أجل بناء النظام الصحي في لبنان تجاوز 100 مليون دولار أميركي، خلال فترة ما بعد الحرب وحتى السنوات الأخيرة. وأضاف أن «هذا التمويل تم استثماره بطريقة مباشرة وغير مباشرة من قبل السعودية في القطاع الصحي أو عبر صندوق البنك الإسلامي».

وأوضح خليفة، المقرب من قوى «8 آذار» التي يتزعمها «حزب الله» في لبنان، أن «السعودية تقدم دعما كبيرا للبنان بشكل عام، وهذا الدعم يتضمن ودائع مالية في البنك المركزي من أجل المحافظة على قوة الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى مشروعات بنى تحتية تتم متابعتها بشكل مستمر». وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تمت مباحثة الدعم الذي تقدمه السعودية لبناء النظام الصحي في لبنان، مع وزارة الصحة السعودية، لا سيما أن عددا كبيرا من مستشفيات لبنان تم بناؤه بدعم سعودي بما في ذلك مستشفى الرئيس الحريري المركزي الجامعي ببيروت».

وأشار إلى وجود خمسة مستشفيات أخرى تم بناؤها بتمويل من السعودية، إضافة إلى مستشفى في جنوب لبنان. وقال: «تطرقنا خلال نقاشنا مع وزارة الصحة السعودية إلى التعاون الكبير في عملية تدريب الكوادر الصحية في ظل استثمار لبنان حاليا بهذا المجال عن طريق الجامعات والكليات والمعاهد». وأضاف أن الاقتصاد اللبناني يقوم على الكوادر البشرية التي بإمكانها العمل في السعودية والعكس، انطلاقا من مبدأ تبادل الخبرات.

وفيما يتعلق بآلية تنفيذ نتائج تلك المباحثات، أفاد وزير الصحة اللبناني بأنه سيتم تشكيل لجان «من شأنها أن تعمل على متابعة تنفيذ هذه الإجراءات كلها وتحقيقها على أرض الواقع باعتبارها ليست مجرد بروتوكولات فقط».

ويشارك خليفة في المؤتمر الدولي للحشود والتجمعات البشرية، الذي تنظمه وزارة الصحة السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحضور أكثر من 500 مشارك و30 متحدثا من داخل المملكة وخارجها.

من جانبه، أكد مستشار وزير الصحة السعودي وجود قدرات كبيرة قدمتها وزارة الصحة اللبنانية لمساعدة الجانب السعودي خلال موسم حج هذا العام، إضافة إلى ربط الوزارتين بهدف تقديم أقصى جهد ممكن في الأسبوعين المقبلين. وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن وزارة الصحة السعودية «تثمن الجهود المبذولة من قبل الجانب اللبناني حيال المملكة، من أجل دعم موسم الحج وتقديم جميع الخدمات والجهود».

من جهته، أكد وزير الصحة اللبناني وجود تسهيلات كبيرة من قبل السعودية لمساعدة بعثات الحج اللبنانية، إضافة إلى التنسيق المهني مع وزارة الصحة السعودية، مشيرا إلى أن توافد أعداد كبيرة من الحجاج كل عام على المملكة من شأنه أن يسهم في تطوير الخدمات الطبية المقدمة في السعودية. وأضاف: «تأخذ وزارة الصحة اللبنانية بعين الاعتبار ما تقدمه السعودية من إرشادات وذلك بهدف الوفاء بالشروط والتعاهدات بين البلدين، وهو ما يجعلنا نعمل على ضرورة وجود شهادات طبية للحجاج القادمين من لبنان، إضافة إلى إخضاعهم بشكل إلزامي إلى أخذ اللقاحات والتحصينات ضد الأمراض المعدية».

وأشار إلى إرسال الجانب اللبناني فريقا طبيا مع بعثات الحج التابعة له والتنسيق مع وزارة الصحة السعودية في ذلك الأمر، موضحا أن هناك جهدا كبيرا واضحا من قبل المملكة لإتمام موسم الحج بشكل ناجح. وقال: «منذ العام الماضي بعثت وزارة الصحة السعودية بخارطة إرشادات وتوجيهات إلى وزراء الصحة العرب وجميع الدول الإسلامية، إضافة إلى وجود أبحاث حول ذلك المجال في المملكة، والتي تشكل انطلاقة مهمة في ظل توافر المعلومات الإلكترونية الموثقة والعديد من البحوث للتعرف على نوعيات جديدة من فيروسات لم تكن معروفة من قبل».