النجم الأول لكرة القدم في إسرائيل مواطن سوري من الجولان المحتل

طلب منه اللعب ضمن المنتخب مقابل حمل الجنسية الإسرائيلية

TT

منذ بداية الدوري الإسرائيلي لكرة القدم، الذي شهد حتى الآن 14 مباراة، يتربع على عرش النجومية لاعب عربي، هو المواطن السوري وائل عماشة، الذي يوجد في رصيده أكبر عدد من الأهداف بين جميع اللاعبين في إسرائيل.

وعماشة هو شاب في الرابعة والعشرين من عمره، ولد وترعرع وسط عائلة سورية من قرية بقعاثا، وهي واحدة من 5 قرى بقيت في الجولان بعد احتلاله سنة 1967، حيث إن الاحتلال الإسرائيلي هدم 105 قرى كانت قائمة، وأبقى على 4 قرى درزية وقرية علوية. وكان غرض الإبقاء على هذه القرى سياسيا، إذ أمل الإسرائيليون أن يندمج سكان هذه البلدات في إسرائيل. وخيب أهالي القرى الـ4 الدرزية آمال الاحتلال، وتمسكوا بهويتهم الوطنية ودولتهم الأم سورية، ورفضوا القانون الإسرائيلي بضم الجولان إلى تخوم إسرائيل، وردوا على القانون بإضراب عام دام 6 شهور، ورفضوا قبول بطاقة الهوية أو الجنسية الإسرائيلية وما زالوا يرفضونها حتى اليوم.

ووائل عماشة هو أحد هؤلاء المواطنين، وموقفه لا يختلف عن موقفهم، حتى عندما اصطدم قراره بتطور هوايته ومهنته، وبدأ يمارس رياضة كرة القدم هاويا في البداية ضمن فريق محلي. ولكن طموحاته الكبيرة ومهنيته العالية جعلته يخرج عن إطار المحلية ويبحث عن فريق يستوعب طاقاته في الدرجات العليا، فانتسب إلى أكثر من فريق عربي في إسرائيل (لفلسطينيي 48)، أبرزها فريق الإخاء في الناصرة. ومع هبوط فريق الإخاء من الدرجة الأعلى إلى الدرجة الممتازة، راح يفتش عن فرصته في البقاء في الدرجة الأعلى. وانتقل إلى الفريق اليهودي في بلدة «كريات شمونة» المجاورة لبلدته. وهو يتألق في صفوف هذا الفريق ويساهم مساهمة أساسية في تقدمه، لدرجة أنه يتربع على رأس لائحة الدوري مع أنه صعد فقط في هذا الموسم إلى الدرجة الأعلى.

وأحرز عماشة 7 أهداف من مجموع 18 لفريقه. ومنذ بداية الدوري وهو يعتبر الهداف الأول في إسرائيل. وقد لفت نظر المدرب الفرنسي للمنتخب الإسرائيلي، فرنانديس، فطلبه إلى اللعب في المنتخب، وتبين أن القانون الإسرائيلي الذي سن قبل 3 سنوات يمنعه من ذلك، لأنه لا يحمل الجنسية الإسرائيلية. فتوجهوا إليه طالبين توقيعه على نموذج طلب الجنسية، فرفض، وقال إنه ينتمي إلى شريحة عربية سورية ترفض الجنسية الإسرائيلية ولا يستطيع أن يتخذ موقفا مخالفا للموقف الوطني لشعبه.

وأضاف أنه لا يمانع في اللعب مع المنتخب الإسرائيلي، باعتبار الأمر امتيازا مهما وطريقة للبروز كلاعب عالمي، ولكن على المنتخب الإسرائيلي أن يجد طريقة لضمه إليه غير طريقة الحصول على الجنسية.