الأسد بحث مع جنبلاط ضرورة الحفاظ على الهدوء في لبنان

وسط أنباء عن احتمال قيامه بدور وسيط بين دمشق والحريري

TT

في زيارة وصفتها مصادر إعلامية في لبنان بأنها الأهم للنائب اللبناني وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى سورية، التقى الرئيس السوري بشار الأسد وبحث معه «آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وأهمية تضافر جهود جميع الفرقاء اللبنانيين للحفاظ على الهدوء وترسيخ الوحدة الوطنية». وقال بيان رسمي سوري مقتضب: إن الرئيس الأسد استقبل جنبلاط أمس وبحث معه «آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وأهمية تضافر جهود جميع الفرقاء اللبنانيين للحفاظ على الهدوء وترسيخ الوحدة الوطنية، بما يعزز نقاط القوة لدى لبنان في مواجهة التحديات التي قد تواجهه في المستقبل».

تأتي زيارة جنبلاط إلى دمشق بعد يوم على نشر الصحف الكويتية حوارا مع رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري وصف فيه قوى «14 آذار» في لبنان بالهياكل الكرتونية وتأكيده أن «سورية لا تنظر إلى هذه التسميات بعين من الجدية، والرئيس الأسد قال إننا ننظر إلى اللبنانيين من مسافة واحدة ولجميع الفرقاء».

كلام رئيس الوزراء السوري أثار ردود فعل كثيرة في لبنان، كما ينذر باستئناف التراشق الإعلامي بين البلدين؛ حيث شنت جريدة «تشرين» هجوما عنيفا على ما سمته (بعض اللبنانيين) الذين وصفتهم بأنهم «باعوا ضمائرهم وأجروا عقولهم وألسنتهم للشيطان». وقال المقال: إن هؤلاء‏ «بنوا خطابهم الكريه على أن ما يقومون به يرضي الإدارة السعودية، لكن منذ فترة تغيرت المناخات السياسية في المنطقة وزال سوء الفهم في العلاقات السورية – السعودية، وظهر جليا، للبعيد قبل القريب، أن التفاهم بين دمشق والرياض بلغ درجة طيبة، وأن القنوات المفتوحة بين الجانبين تعمل بكفاءة عالية، وهذا الأمر سيغلق الباب أمام هؤلاء (الشطار!) ويجعل الصيد في المياه السعودية - السورية من المحرمات. وبينما تتداول مصادر إعلامية احتمال أن يقوم جنبلاط بدور وسيط لترطيب الأجواء بين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ودمشق في ظل توتر سياسي بين سورية وفريق «14 آذار»، قالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية: إن اجتماعات جنبلاط في دمشق ستكون الأهم بالنسبة إليه منذ استئناف علاقته بالمسؤولين السوريين، ومن المنتظر أن تترجم التفاهمات التي قامت شفهيا ونظريا خلال الأشهر القليلة الماضية.

كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد زار دمشق قبل 4 أيام، وعاد منها بأجواء إيجابية وقال: «على الرغم من دقة المواقف لكل من هذه المحاور وحراجة أزماتها ضمن إطار المخططات التي تطال المنطقة بكاملها فإن التواصل العربي والإقليمي والتمحور حول الجسر السوري - السعودي يبقيان خشبة الخلاص والصمود والثبات، سيما لجهة الوضع اللبناني».