بان كي مون يقوم بجولة آسيوية يطغى عليها ملف بورما

عشية الانتخابات البورمية ووسط انقسام المنطقة حول لجنة التحقق من جرائم ضد الإنسانية

الشرطة الإيطالية تحرس شارعا ممتلئا بالقمامة في مدينة نابولي أمس والحكومة أرجأت افتتاح مستودع جديد للقمامة في المدينة بعد أسابيع من احتجاجات السكان على الرغم من تراكم مئات الأطنان من القمامة في الشوارع (رويترز)
TT

يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم غد جولة آسيوية مهمة يمكن أن تطغى عليها الانقسامات الدولية إزاء الدعوات إلى تشكيل لجنة دولية للتحقق من وقوع جرائم محتملة ضد الإنسانية في بورما. ويتوجه بان كي مون إلى تايلاند التي تعارض أي تحقيق يتعلق ببورما، ويحضر قمة هانوي لقادة دول جنوب شرقي آسيا الذين يعتبر أن عليهم اعتماد موقف أكثر تشددا حيال المجلس العسكري الحاكم في بورما، ثم يتوجه إلى الصين، الحليف الأساسي للمجلس العسكري البورمي.

والجولة التي ستقوده أيضا إلى كمبوديا تأتي قبل أقل من أسبوعين من أول انتخابات تنظم في بورما منذ عقدين، والتي اعتبرتها الحكومات الغربية صورية. وتعتبر الولايات المتحدة والدول الأوروبية أبرز جهات مؤيدة للتحقيق الذي اقترحه في بادئ الأمر توماس أوجيا كوينتانا، مقرر الأمم المتحدة الخاص حول حقوق الإنسان في بورما، الذي وجه آخر دعوة من المنظمة الدولية الأسبوع الماضي من أجل الإفراج عن زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي قبل انتخابات 7 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

يصل بان كي مون اليوم إلى بانكوك حيث يجري محادثات مع رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا. وقد عبرت تايلاند والصين والهند عن معارضتها لتشكيل لجنة تحقق في احتمال وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، كما قال دبلوماسيون. وشدد كوينتانا في آخر تقرير رفعه إلى الأمم المتحدة على حصول أعمال تعذيب حتى الموت في سجون بورما وأعمال القتل العشوائي التي يقوم بها الجيش في مناطق خاضعة لسيطرة المتمردين. واعتبر أن العملية الانتخابية تسودها «شوائب كثيرة». وقال: «من مسؤولية المجموعة الدولية ضمان وفاء الحكومة بالتزاماتها»، مضيفا: «إذا لم تتحمل الحكومة مسؤوليتها فعلى المجموعة الدولية حينئذ التحرك». وشدد على أن أي لجنة تحقيق «يجب أن لا تعتبر وسيلة لمعاقبة حكومة بورما وإنما يجب أن تعتبر أداة محتملة لمساعدة بورما على معالجة مسألة الإفلات من العقاب».

لكن معظم الدول المجاورة لبورما تعتبر أن أي لجنة تحقيق ستكون «مزعزعة للاستقرار» بحسب ديفيد ماتييسون الباحث البارز في شؤون بورما في منظمة «هيومان رايتس ووتش». واعتبرت الصين الاقتراح بأنه «خطير» و«مدمر» كما قال.

وبعد التوجه في وقت متأخر غدا إلى كمبوديا حيث سيزور مقر محكمة الأمم المتحدة التي تشرف على محاكمة قادة من الخمير الحمر في قضايا الإبادة الجماعية، يغادر بان كي مون إلى هانوي الأربعاء لحضور قمة لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) مع الأمم المتحدة. وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن «استياء» متزايد إزاء المجلس العسكري الحاكم في بورما في الأسابيع الماضية، ودعا «آسيان» إلى اتخاذ موقف أكثر تشددا مع بورما أو المجازفة بتشويه صورة الديمقراطية لديها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي آسيوي في الأمم المتحدة، رفض كشف اسمه، أن «الدول المجاورة قد تكون محرجة لكنها لن تغير» سياستها. ويختتم بان كي مون جولته في الصين التي تعتبر المحطة الأصعب حيث سيبحث وضع بورما وحقوق الإنسان في الصين والبرنامج النووي الكوري الشمالي.

وسيقوم بجولة في معرض شنغهاي الدولي برفقة الرئيس الصيني هو جينتاو على أن يزور لاحقا نانجينغ وبكين لإجراء المحادثات الرسمية يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع التالي. وتريد الصين حماية مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في بورما مثل خطي أنابيب كبيرين للطاقة كما يقول ماتييسون من «هيومان رايتس ووتش»، الذي لا يتوقع تغيير كبيرا في بورما. وتعتبر الصين أن «الجيش هو الرهان الأفضل لإبقاء البلاد موحدة». كما أن الصين ودولا أخرى في جنوب شرقي آسيا «تتطلع على الأرجح لانتهاء العملية (الانتخابية) لكي يمكنها المضي قدما»، كما يقول. وحذر من أن عدم التحرك «سيعطي على الأرجح المجلس العسكري الحاكم ثقة أكبر لقمع السكان إذا اعتبر ذلك ضروريا».