هل أضاعت القوات البريطانية فرصة اعتقال الزرقاوي قبل 15 شهرا من قتله؟

وثيقة سرية: مروحية رصدته وظلت تراقبه ولكن وقودها نفد فاضطرت للعودة

TT

أدى خطأ ارتكبته القوات البريطانية في العراق إلى إطالة عمليات أبو مصعب الزرقاوي زعيم «القاعدة» الدموي في العراق 15 شهرا وفقا لإحدى الوثائق الـ400 ألف التي سربها موقع «ويكيليكس» والتي حللتها صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية الأسبوعية شقيقة «الغارديان» التي كانت واحدة من عدة مؤسسات صحافية أتيح لها الاطلاع مسبقا على الوثائق التي سربها الموقع أول من أمس.

وكانت القوات الدولية على وشك الاقتراب من الزرقاوي المطلوب رقم واحد في العراق وقتها، ولكن العملية انهارت عندما نفد الوقود من طائرة هليكوبتر بريطانية كانت قد أمرت بملاحقته واضطرت إلى العودة إلى قاعدتها للتزود بالوقود.

وجاء في الوثيقة أنه بعد ظهر 17 مارس (آذار) 2005 علمت الوحدة جي3 من الاستخبارات البريطانية في البصرة أن الزرقاوي، وهو متطرف أردني، كان يتنقل في طريقه إلى الجنوب على الطريق رقم 6 من العمارة إلى البصرة، وفي الساعة 2:45 دقيقة بعد الظهر رصدت هليكوبتر من طراز لينسك سيارة مشبوهة توقفت على بعد 9 أميال جنوب القرنة وعلى بعد 60 ميلا من البصرة. وقالت الوثيقة العسكرية إن الهليكوبتر ظلت ترصد لمدة 15 دقيقة ولكن الوقود نفد منها واضطرت إلى العودة إلى قاعدتها، التي كان مقرها آنذاك في البصرة بجنوب العراق، للتزود بالوقود.

وقالت الوثيقة إن مروحية من نوع لينكس تغطي طلعاتها تلك المنطقة رصدت سيارة مشبوهة وداومت على المراقبة لمدة 15 دقيقة لكن بعد نفاد احتياطي الوقود اضطرت للعودة إلى قاعدتها للتزود بالوقود مجددا.

وأضافت الوثيقة السرية للجيش الأميركي «نظرا لهذا الواقع بقيت المنطقة المعنية من دون مراقبة لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة». وبعد انتهاء هذه المدة وصلت قوة بريطانية من كتيبة دوق أوف ويلنغتون ترافقها قوات خاصة وضابط اعتقال أميركي وحاصرت المنطقة، لكن بسبب عدم وجود دعم جوي لم تتمكن من القيام إلا بعمليات تفتيش عشوائية شملت مسجدا لم يعثر فيه إلا على مدنيين. ويخلص التقرير عن الحادث بهذه العبارة «عند الساعة العاشرة و14 دقيقة ليلا توقفت عمليات البحث».

ولا تعطي الوثيقة مصدر المعلومات عن تحرك الزرقاوي، كما لا يعرف مدى مصداقية المعلومات الواردة فيها، فقد يكون الجيش البريطاني شك في مصداقيتها نظرا لأن العمارة منطقة ذات أغلبية شيعية يصعب على الزرقاوي التحرك فيها، ولكن إرسال قوة خاصة إلى المنطقة إشارة إلى أن القوات البريطانية تعاملت بجدية مع المعلومات. وإذا كان الزرقاوي كان موجودا بالفعل في هذه السيارة فإن فقدانه يكون قد كلف قوات التحالف 15 شهرا دامية أخرى شن فيها الزرقاوي وتنظيم القاعدة في العراق سلسلة من أعمال العنف راح ضحيتها العشرات. وكان تفجير السماوة في فبراير (شباط) 2006 أدى إلى سلسلة أعمال انتقامية وقتل مروعة، بينما قتل الزرقاوي بعدما رصدته القوات الأميركية مع عائلته في يونيو (حزيران) 2006. وكانت هناك مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يعثر على الزرقاوي.