تباين في تقييم الكتل العراقية لتأثير وثائق «ويكيليكس» على مباحثات تشكيل الحكومة

قائمة علاوي ترجح أن تضعف موقف المالكي

TT

تباينت آراء الأطراف السياسية في العراق حول تأثير ما نشره موقع «ويكيليكس» الإلكتروني من وثائق سرية للجيش الأميركي حول حرب العراق على سير مباحثات الكتل السياسية حيال تشكيل الحكومة المقبلة في البلاد. فبينما ترى القائمة العراقية (بزعامة رئيس الحكومة الأسبق إياد علاوي) أن نشر تلك الوثائق قد وضع ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي في موقف حرج أمام باقي الأطراف السياسية، أكد ائتلاف دولة القانون أن توقيت إثارة تلك الوثائق جاء من أجل إضعاف الحكومة وإرباك الوضع في البلاد. من جهته، استبعد التحالف الكردستاني أن يكون لهذه الوثائق أي تأثير على مجرى المفاوضات الجارية بين الكتل السياسية أو على نتائجها.

ويقول محمد سلمان، عضو القائمة العراقية، إن نشر هذه الوثاق سوف يضعف موقف ائتلاف دولة القانون وزعيمها (المالكي) أمام باقي الأطراف السياسية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كشفت تلك الوثائق عن حجم الانتهاكات التي طالت حقوق الإنسان في العراق وعليه بات من الصعب على الأطراف السياسية أن تتفاهم مع دولة القانون في ظل هذه الوثائق الصعبة».

وأضاف: «أصبح من العسير على الكتل السياسية أن تتفاوض مع جهة متهمة بارتكاب خروقات واضحة». وقال «إن الأمر سيؤثر سلبا وبدرجة كبيرة على قائمة ائتلاف دولة القانون».

وحول توقيت نشر هذه الوثائق قال سلمان «لا أعتقد أن هناك قصدا فيما يتعلق بالتوقيت فيما نشره موقع (ويكيليكس) فلو كانت الجهة التي نشرت هذه الوثائق عراقية لكان بالإمكان تبرير الموضوع بأن هناك من يريد الاستفادة من خلال نشر هكذا معلومات في مثل هذا الوقت»، منوها إلى أن «الموقع سبق له، قبل نحو 4 أشهر، أن أعلن أن لديه وثائق مهمة حول حرب العراق وأفغانستان».

من جانبه، أكد حيدر الجوراني، عضو ائتلاف دولة القانون، أن الغاية من نشر تلك الوثائق كان من أجل إضعاف ائتلافه وكذلك لإرباك الوضع في البلاد، مستغربا نشرها خلال هذه الفترة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الغريب أن تظهر تلك التسريبات في هذا الوقت، خاصة أن عملية نشر هكذا أوراق مهمة تحتاج إلى فترة ليست بالقليلة»، موضحا «أن أغلب الوثائق التي تنشر سواء في أميركا أو غيرها من الدول يتباين موقفها، فهناك من ينشرها بعد 25 عاما أو 50 عاما وصولا إلى قرن كامل». ويرى الجوراني أن الهدف من نشرها هو «إثارة النعرة الطائفية في البلاد، فضلا عن أنها ركزت بشكل أو بآخر على زعيم ائتلاف دولة القانون الأمر الذي يشير إلى وجود بصمات واضحة تحاول النيل من تماسك ناخبي دولة القانون».

إلى ذلك، قلل فرياد راوندوزي، عضو التحالف الكردستاني، من تأثير الوثائق، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن هذه الوثائق لها تأثير كبير على مجرى المفاوضات الجارية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، لكنها ربما تحدث جدلا سياسيا من أجل الكسب والتأييد، ولإيقاع الطرف الآخر، لكن في نهاية المطاف لن يكون لها أي تأثير على مجرى المفاوضات وبالتالي النتيجة النهائية لها». وتابع راوندوزي «مهما كانت التقديرات حول هذه الوثائق من الجانب العراقي سواء كانت دقيقة أو العكس يجب أن يتم التحقيق بما جاء فيها بشكل شفاف ودقيق». واستبعد أن تقف جهة معينة وراء نشر هذه الوثائق، موضحا: «لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لكن بالمقابل ودون أدنى شك يجب أن نعترف وبشجاعة بأن كل الحروب تنتهك فيها حقوق الإنسان فكيف بالإجراءات التي تتخللها، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى انتهاك تلك الحقوق» مشيرا إلى أن «الكل يعرف هذه الحقيقة المؤلمة».