عراقيون: لوثائق «ويكيليكس» شهود في كل عائلة.. وهي بالنسبة لنا عادية

يتصفحون مواقع الإنترنت والقنوات الفضائية بحثا عنها

موقع ويكيليكس على شاشة كومبيوتر في احد مقاهي الأنترنت ببغداد أمس وفيه آخر التسريبات عن وثائق حرب العراق (إ.ب.أ)
TT

أحدثت تسريبات «ويكيليكس» ضجة كبيرة في الشارع العراقي، فبينما اعتبرها البعض مادة دسمة أخفتها الإدارة الأميركية للوقت المناسب خدمة لمصالحها، اعتبرها آخرون إيذانا بكشف الحقائق التي عاناها أقارب لهم، خصوصا المعتقلين وممن أفرج عنهم، وهم في حالة نفسية وجسدية لا تحمد عقباها، حسب قول ضياء، الطالب الذي اعتقلته القوات الأميركية ثم سلمته للقوات العراقية وهو لا يعرف - بعد مرور 4 سنوات على حادثة اعتقاله - السبب وراءها.

ويؤكد ضياء أن شاشات التلفزيون ومواقع الإنترنت لم تتحول إلا على الأماكن التي تعرض تفاصيل عن تلك الوثائق أو تحليلات لها، وأنه وجميع أفراد عائلته عانوا الاعتقال والتشريد على يد القوات الأميركية والعراقية: «لقد أخذونا مقاولة، الأميركان والحكومة وكأنه ليس لهم أحد يسألونه عن الإرهاب في العراق غيرنا»، مشيرا إلى أنه حاول أن يستنسخ جميع ما صدر من تلك الوثائق ليرى إن كانت تتحدث عن حالته أم لا لأنه تحدث عن الأمر ذات يوم إلى أحد الضباط الأميركيين في أحد السجون التي كانت تحت سيطرتهم.

بدوره، يؤكد أحمد علي، وهو من أهالي الطارمية إلى الشمال من بغداد، أن توقيت صدور هذه الوثائق مشكوك فيه، وهي لعبة أميركية، حسب تفسيره، معتقدا أن وراء تسريب هذه الوثائق أهدافا سياسية واضحة، ويقول: «إنهم يحاولون إسقاط شخص ورفع شخص آخر.. إنهم يلعبون الشطرنج حسب مصالحهم في العراق». وفي مقهى إنترنت في إحدى مناطق بغداد في ناحية الكرخ تزاحم الشباب على الكومبيوترات لفتح مواقع تتحدث عن وثائق «ويكيليكس». ويقول عمار، وهو صاحب المقهى: إن الزحام كان على أشده أمس والسبت «والكل كان يبحث عن مواقع تتحدث عن هذه الوثائق وكان الحاضرون يتحاورون فيمن بينهم عن الأمر وأحدهم يقول للآخر ليس هناك شيء جديد لكنها هذه المرة بوثائق».

وطالب عراقيون بضرورة التعامل مع الوثائق على أنها «وثيقة إدانة ضد الإدارة الأميركية والبريطانية والإيرانية»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ». وقال أحمد إبراهيم، 38 عاما، وهو مهندس: «إن وثائق (ويكيليكس) مهمة باعتبارها وثيقة تاريخية تحكي قصة شعب تعرض لأقسى حالات الامتهان والإساءة والقسوة المفرطة في التعامل مع الناس، أما بالنسبة لنا في العراق فالموضوع اعتيادي لأننا ورثنا القسوة من صدام حسين ومن ثم من الأميركيين والآن من الحكومات المتعاقبة، وبالتالي لا نستغرب، لكننا نريد أن يطلع الرأي العام على حمامات الدم ضد هذا الشعب». وأضاف: «نحن لا نستغرب من الوثائق المعلنة؛ لأننا نتوقع أن تظهر معلومات خطيرة جدا، خاصة أن التسلسل الزمني للاحتلال الأميركي للعراق أظهر حالات خطيرة من الانتهاكات مثل سجن أبو غريب وسجن الجادرية وسجن مطار المثنى وسجون أخرى لا تزال بعيدة عن أنظار الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان». وأضاف: «إن وثائق (ويكيليكس) لها شهود في كل عائلة عراقية؛ لأن العراقيين جميعا تعرضوا للانتهاكات والتهجير والقتل والاختطاف، وعاشوا أياما قاسية للغاية، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، فضلا عن الانتهاكات الأخرى التي يقوم بها الجيشان الأميركي والعراقي في عمليات المداهمة للمنازل والانفجارات المدمرة وقصف الجيش الأميركي للمنازل».

بدوره، قال منتصر الجبوري، 32 عاما، وهو أكاديمي: «أعتقد أن وثائق (ويكيليكس) فتحت الأبواب أمام القادة العراقيين من أجل إطلاق التهم فيمن بينهم وتحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية ما تعرض له الشعب من انتهاكات، غير مبالين أن هذه الوثائق مستندات مهمة لضمان حق العراقيين في المحاكم الدولية لمعاقبة مرتكبي الجرائم البشعة وكلها جرائم ضد الإنسانية».

وقال مجبل خلف العبيدي – طبيب -: «إن الكشف عن هذه الوثائق يسهم في عرقلة تشكيل الحكومة وزيادة الاحتقان الطائفي والقومي وترسيخ تقسيم العراق إلى دويلات صغيرة». وأضاف: «إن هذه الوثائق هي دليل إدانة على فشل وتخبط الإدارة الأميركية وحربها في العراق».