من الوثائق: اشتباه في تورط إيراني بتفجيرات «القاعدة» وأحزمة ناسفة بكاميرات

مزاعم عن إطلاق نار من الجانب السوري

TT

بين الوثائق المحيرة في ما نشره موقع «ويكيليكس» حول حرب العراق وثيقة تشير إلى التورط الإيراني في تفجيرات «القاعدة» الانتحارية، وتشير الوثيقة إلى وجود مثل هذه الصلات والدعم الإيراني.

لكنّ تقريرا بشأن تهديد ضمن الملفات بتاريخ 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 زعم التدريب على أساليب جديدة للتفجيرات الانتحارية، التي كانت الأسلوب المفضل لـ«القاعدة» والمتمردين السنّة في العراق في إيران وسورية طبقا لتحليل في صحيفة «صنداي تلغراف»، وأن كلتا الدولتين متورطة في استخدام كاميرات صغيرة لمراقبة الهجوم عن بُعد.

ويقول التقييم: «تظل (القاعدة) أقوى المنظمات بين الجماعات المتمردة في العراق وتوجه غالبية الهجمات التي تحدث في العراق. ويقوم المعلمون في مركز الجهاد الإسلامي في طهران بتعليم تقنيات جديدة من الصدريات الناسفة المزودة بأجهزة تفجيرية».

ولم يتضح بعد مدى مصداقية المعلومات الاستخباراتية، ولا توجد تقارير حول وجود صدريات ناسفة انتحارية مزودة بكاميرات. أضف إلى ذلك أن الجهاد الإسلامي منظمة فلسطينية مسؤولة عن الكثير من التفجيرات الانتحارية السابقة والمدعومة من قبل سورية وإيران.

كان الهدف من الاستراتيجية الإيرانية التي وصفتها الوثائق السرية المسربة تقويض الأمن والتأثير الأميركي الواهن على الحكومة العراقية، فبعد أن شرح الرئيس أوباما الجدول الزمني للانسحاب تواصلت الهجمات حتى تتمكن الميليشيات المدعومة من قبل إيران من الزعم بأنها أجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب من العراق».

تقييمات التهديد لا يمكن ربطها بحوادث معينة، ومن بينها تلك الحادثة التي تزعم بأن الإيرانيين قدموا صواريخ، في حراسة عملاء «غاز الأعصاب» والكثير من طرق الاغتيال الإيرانية والأهداف المحتملة. وتحدد التعليمات الإيرانية «الجزء الواجب استهدافه من الجسم، كالرأس والمعدة أو الظهر أو القلب على سبيل المثال». ويشير تقرير في مارس (آذار) 2007 إلى أن العملاء الإيرانيين داخل جيش المهدي والميليشيات الشيعية الأخرى مثل منظمة بدر وضعوا مسؤولي وزارة الصناعة كأهداف لهم.

هناك أيضا مزاعم أخرى خطيرة في الوثائق المسربة، تفيد بأن الجنود السوريين أطلقوا الرصاص على نظرائهم العراقيين لمساعدة المهربين في عبور الحدود، وأن ضباط الاستخبارات السورية ساعدوا المقاتلين على تطوير أساليب جديدة في صناعة القنابل، لكن هذه التقارير عادة ما تكون رديئة المصدر، ويصعب قياس مدى دقة هذه المعلومات. ففي نوفمبر من عام 2006 على سبيل المثال ورد تقرير استخباراتي حول موجة جديدة من التفجيرات الانتحارية، يلقي بمسؤولية المساعدة في تنسيقها على الحكومة السورية. فتشير إلى أن الاستخبارات السورية عمدت إلى تقليد الزي العسكري للقوات الأميركية مثل المعاطف الشتوية كسترات انتحارية مزودة بأجهزة تفجير ارتجالية، وأن هذه السترات العسكرية كانت مصممة لتستخدم في العراق، ولم تتوافر المزيد من المعلومات.

بيد أنه لم يتم تحديد مصدر هذه المعلومات، ولم تحاول القوات الأميركية تقييم مصداقية هذه المعلومات. رغم ذلك أصبح استخدام الصدريات الناسفة أسلوبا شائعا لدى تنظيم القاعدة في العراق أواخر عام 1996 وعام 2007 وأوائل عام 2008، ووصفه الجيش الأميركي بأنه الأسلوب الأكثر تفضيلا لدى الجماعة.

ويصف تقرير مشابه اعتقال ضباط دوريات الحدود العراقية مجموعة من المتمردين المشتبه بهم. وبعد استجوابهم من قبل قوات حرس الحدود زعم الأفراد أنهم من قوات الدفاع السورية المختلفة، يتنوعون ما بين مجندين إلزاميين إلى شرطة حدود. لكن كما يشير التقرير، لم يكن الرجال يحملون أي هويات عسكرية سورية، ولم ترد تقارير أخرى بشأن الحادث.