النجف: تيار ليبرالي ديمقراطي جديد يطالب بإلغاء نهج الاستفراد وإقصاء التقدميين

طالب بتأمين دور فاعل للمرأة وسن تشريعات جديدة تعزز مبدأ المشاركة

TT

شكلت شخصيات وقوى علمانية وليبرالية في محافظة النجف تيارا ليبراليا تقدميا، لأول مرة في المدينة التي تهيمن عليها الأحزاب الدينية. وطالب التيار الجديد واسمه «التيار الديمقراطي» بإلغاء أساليب الاستفراد بالسلطة، ووقف نهج إقصاء التيارات التقدمية عن الحياة اليومية والسياسية في البلاد. وتعد مدينة النجف من المدن الدينية التي لعبت دورا كبيرا على الساحة العراقية بعد سقوط النظام السابق عام 2003.

وطالب التيار الديمقراطي الجديد المكون من أكثر من 150 شخصية، تمثل أحزابا وتيارات علمانية وليبرالية، بسن قانون للأحزاب وتشريع قانون انتخابات جديد، يعزز مبدأ المشاركة النزيهة والعادلة والحرة ويلغي نهج الاستفراد وإقصاء التيارات التقدمية والديمقراطية، واحترام التنوع الثقافي للشعب العراقي وتأمين دور فاعل للمرأة وسن قانون جديد للأحوال الشخصية يلغي كل أشكال التمييز ضد المرأة.

ويقول نعمة ياسين، كاتب وأديب وهو أحد أعضاء التيار، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الهدف من تأسيس التيار الديمقراطي هو لملمة القوى الديمقراطية وتماسكها وعدم تشتيت أصواتهم، خاصة في الانتخابات البرلمانية ومجلس النواب، حيث حصدت هذه القوى في الانتخابات الأخيرة قرابة مليوني صوت وبسبب تشتيت أصواتنا لم نحصل على أي مقعد في مجلس النواب الحالي».

وبدوره أكد باقر الكرباسي، أستاذ جامعي، لـ«الشرق الأوسط» وهو من مؤسسي التيار، أن «الديمقراطيين موجودون، لكن الأحزاب ذات الصبغة الدينية في هذه المدينة المقدسة تجعل الناس يبتعدون عن التيارات التقدمية الأخرى». مبينا أن «الديمقراطيين والليبراليين والوطنيين موجودون في النجف وبكثرة، ولكن هناك من يعمل في اتجاه جعلنا نغيب عن الساحة السياسية». مؤكدا «نحن كتيار تقدمي سوف يكون لنا وجود كبير في الساحة العراقية في المستقبل بسبب التماسك الذي وضع وفق آليات تمكننا من نيل ما نسعى إليه».

إلى ذلك قال علي حسين، رئيس جمعية الديمقراطيين أحد مكونات التيار في النجف: «نحتاج إلى دعم العملية الديمقراطية، لأنها بدأت تتصدع والقوى السياسية عامة والقوى الإسلامية هي المسؤولة عن هذا التصدع»، مضيفا «لا بد أن نتقدم بالديمقراطية على الرغم من الصعوبات والعقبات التي تم وضعها أمامنا».

ومن جانبه أكد مصدر في التيار الديمقراطي رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أن التيار الجديد يعاني الكثير من تهميش الأحزاب الإسلامية «بسبب الانفتاح الذي نمتلكه ونقوم بتعميمه على أبناء المحافظة التي لديها الرغبة في الدخول في القوى الديمقراطية». مضيفا «الكثير من الشباب يريدون الانتماء إلى القوى الديمقراطية، لكن ذويهم لا يوافقون بسبب وجود شائعات بأننا ضد التوجهات الدينية، وهذه الشائعات ظهرت من بعض القوى التي لا تريد أن يستمر التيار الديمقراطي في المدن الدينية التي تسيطر عليها أحزاب معينة».