أبو مازن: حجج حماس غير منطقية

قال إن هناك أعمالا أحادية الجانب تقوم بها إسرائيل منذ أكثر من 30 عاما

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى زيارته كنيسة المهد في بيت لحم أمس (رويترز)
TT

استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس بشكل قطعي إمكانية استكمال الحوار الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس في دمشق. وقال الرئيس الفلسطيني، خلال جولة قام بها في مصنع «نصار نصار» للحجر في بيت لحم: «كما تعلمون، فإن المصالحة الوطنية التي بدأت مساعي مصر فيها بعد الانقلاب الذي قامت به حماس، أجملت وثيقة في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ونحن في 15 أكتوبر الماضي وقعنا هذه الوثيقة، ولغاية الآن لم توقع حماس على هذه الوثيقة، وحججها كثيرة، وكثيرة جدا، ولكنها حجج غير مقبولة وغير منطقية، وغير معقولة، ولا تستند إلى أساس إطلاقا، ونحن نعرف السبب الذي يجعلها تحجم عن توقيع هذه الوثيقة»، وأضاف أنه «لو وقعت هذه الوثيقة لذهبنا فورا إلى تشكيل حكومة ثم بدأت هذه الحكومة في تحقيق أمرين؛ الأول هو الحصول على نحو 7.6 مليار دولار قررت بعد اجتياح غزة، ولا تزال مجمدة حتى الآن من أجل إعادة إعمار غزة، وإعادة الناس المهجرين إلى بيوتهم، والأمر الثاني هو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية معا، ولكنهم لم يوقعوا». وزاد أبو مازن قائلا: «ذهبنا مؤخرا إلى دمشق، وبدأنا حوارا معهم، وأقول لكم: إننا لن نتوقف عن الحوار، على الرغم من الغصات التي وقعت في سرت. لن نتوقف عندها، ولكن إذا أرادوا حوارا فليوقعوا على الوثيقة التي أجملتها مصر، التي حصلت على إجماع كل الفصائل الفلسطينية».

وكانت فتح عقدت جولة أولى من المباحثات مع حماس في دمشق قبل قمة سرت، واتفقت الحركتان على جولة ثانية لحل الملف الأمني العالق في 20 من الشهر الحالي، بيد أن المشادة الكلامية بين أبو مازن والأسد التي وقعت في قمة سرت، والتي شعرت معها فتح بلغة سورية «حاولت إهانة القيادة الفلسطينية»، جعلت الحركة تطلب تغيير مكان الاجتماع من دمشق إلى أي بلد آخر تختاره حماس، وهو ما رفضته حماس فألغي الاجتماع. وتجري الآن محاولات أخرى للاتفاق على مكان آخر.

وفي موضع ثان، رد أبو مازن على تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للسلطة قبل يومين بعدم اتخاذ خطوات أحادية بالذهاب إلى مجلس الأمن لإقامة الدولة، بقوله إن «هناك أعمالا أحادية الجانب تقوم بها إسرائيل منذ أكثر من 30 عاما»، وأضاف أبو مازن أن «الاستيطان عمل أحادي تقوم به إسرائيل، وهناك اتفاق مكتوب في عام 1995 بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية يقول إنه لا يجوز لأي طرف أن يقوم بأعمال أحادية الجانب من شأنها أن تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية، وهل هناك أوضح من الاستيطان والاجتياحات والحواجز والعقبات، وكل ما يجري على الأرض الفلسطينية من أعمال أحادية، ثم ينسى نتنياهو كل هذا ويتذكر ما يمكن أن نقوم به في المستقبل وهي الشكوى والذهاب إلى الأمم المتحدة. بصراحة، نقول لشريكنا السيد نتنياهو: ابتعدت عن الصواب». وتابع: «عندما نتحدث عنه (نتنياهو) نتحدث عنه كشريك، ولكن أيضا لنا ملاحظات على ما يقول، وعلى ما قال. أنا أريد أن آخذ ما قاله مؤخرا لأعلق عليه (..) هو يقصد أنه ليس علينا ولا يحق لنا أن نذهب إلى الأمم المتحدة لنقول: يا عالم لمن نشكو أمرنا في هذا العالم.. هذا ممنوع. ويعتبر أن هذا عمل أحادي الجانب، لم نقم به حتى الآن، ولكنه ينتقدنا لأننا سنعمل عملا أحادي الجانب بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة، ولا يجوز لنا أن نقوم بهذا العمل، ويقول مرة أخرى إن على الفلسطينيين أن يقوموا بواجباتهم وأن يلبوا كل ما عليهم من التزامات، ولكن نقول له ولكل المجتمع الدولي، وللصحافة الإسرائيلية وأميركا وأوروبا: أرجو أن تقولوا لي عن التزام واحد متفق عليه في المراجع الدولية والأمم المتحدة، خاصة خطة خارطة الطريق، لم ننفذه! فإذا كان هناك التزام واحد فعلينا واجب أن ننفذه فورا. ولكن في المقابل، نقول لكل هؤلاء: قولوا لنا ما هو الالتزام الواحد الذي نفذ من قبل الحكومات الإسرائيلية، المتعاقبة والموقعة منذ عام 1995 حتى يومنا هذا؟».

وزاد أبو مازن قائلا: «هناك أحد عشر التزاما في خطة خارطة الطريق، علينا تنفيذها، ومثلها على إسرائيل، نحن نفذنا كل ما علينا، وإسرائيل لم تنفذ أي بند مما عليها. إذن عندما نخاطب ويقال لنا: عليكم أن تنفذوا التزاماتكم، أعتقد أن ذلك يجانب الصواب تماما»، وتابع أبو مازن: «يعرف نتنياهو أن كلامه خطأ، وإذا أردنا السلام والوصول إلى سلام حقيقي، فليست هذه هي الطريق للوصول إلى السلام»، ومضى أبو مازن يقول: «عندما تساءلنا قبل 16 عاما، بأننا نجحنا في الخارج، فهل ننجح في الداخل؟ أستطيع أن أقول الآن، نعم نجحنا في الخارج، وسننجح في الوطن وسنبني الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. نعم، مررنا، ولكننا الآن نستطيع أن نؤكد، أننا نعيش الأمن والأمان ونضاهي دول الجوار، كل دول الجوار، ونعيش تطورا اقتصاديا متواضعا معقولا، ولكنه يبشر ببداية طيبة بفضل هذه العقول النيرة، وهذه العزائم القوية، وأنا متأكد أننا سنصل في النهاية إلى ما نريد»، وزاد أبو مازن قائلا: «عندما رشحت نفسي في الانتخابات السابقة، رفعت شعارا، من القرآن الكريم، قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف)، فالناس تريد الأمن، ونسمع الشيوخ في المساجد ورجال الدين في الكنائس يقولون: ربنا آمنا في أوطاننا. إذن أهم شيء هو أن يعيش الإنسان آمنا مطمئنا على نفسه وعلى أهله ورزقه ومعيشته، ثم أن تطعم هذا الإنسان. وأعتقد أن هذا حصل الآن، وأن هناك أمنا وأمانا، وأن هناك نموا اقتصاديا يزدهر شيئا فشيئا».