مسجد في الجليل يتعرض لعملية هدم وتدمير وسرقة لحجارته التاريخية

الشرطة الإسرائيلية رفضت الإشارة إلى الجهة المشكوك فيها

TT

تعرض مسجد في قرية معلول الفلسطينية المهجورة، الواقعة غرب مدينة الناصرة في الجليل، إلى عملية هدم وتدمير وسرقة لحجارته التاريخية. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تحقق في الموضوع، ورفضت الإشارة إلى اتجاه التحقيق والجهة المشكوك فيها.

وقرية معلول هي واحدة من نحو 500 قرية فلسطينية تم تهجير أهلها سنة 1948 وهدمها. ويعيش غالبية أهلها في الناصرة وفي قرية يافة الناصرة المجاورة لها. وتم ترميم المسجد والكنيستين القائمتين فيها بالعمل التطوعي لأهل القرية، الذين يحافظون على هذه المقدسات ويؤدون الشعائر الدينية فيها خلال الأعياد والمناسبات.

وفي ذكرى النكبة يحرص الأهالي على إمضاء يوم كامل في ظل أطلال القرية، وتنفيذ أعمال الصيانة في الأماكن المقدسة.

وفي الأسبوع الماضي، عندما توجه وفد من الحركة الإسلامية في يافة الناصرة، لزيارة القرية وجدوا أن جدارين في المسجد حطما، وسرقت الحجارة التاريخية لهما وكذلك جسور الحديد التي تحمي سقفه.

وقام عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن الحركة الإسلامية، الشيخ مسعود غنايم، بزيارة تضامنية إلى القرية والمسجد، بمرافقة وفد من أهل القرية، واطلع على حجم الضرر الذي تعرض له المسجد مؤخرا، وعلى الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها المسجد والكنيستان اللتان ما زالتا صامدتين إلى جانب المسجد في القرية المهجرة، معلول.

وخلال الزيارة أكد النائب غنايم أن «الذين قاموا بالاعتداء على المسجد لا يراعون حرمة دين ولا حرمة مقدسات، ومهما كانت الأسباب وراء هذا العمل الجبان، فإن ذلك لن يزيدنا إلا تمسكا بجذورنا ومقدساتنا وبأرضنا. ومن حقنا الحفاظ على ما تبقى من آثار وأبنية في قرانا المهجرة، سواء كانت مساجد وكنائس أو بيوتا وقبورا، لأن هذه الأماكن هي الشاهد على وجودنا وعلى الجريمة التي حدثت عند النكبة عام 1948».

وحمل غنايم الحكومة الإسرائيلية ودوائرها كامل المسؤولية عما حدث من همجية وتخريب بحق مسجد قرية معلول المهجرة، لكونها تمنع أهالي القرية من حراسة هذه المقدسات والحفاظ عليها، في الوقت الذي من المفترض أن تقوم هي فيه بالحفاظ على هذه الأماكن المقدسة وصيانتها وحراستها من أيدي المعتدين.

من جهة ثانية، يستعد أهالي أم الفحم، ثاني أكبر المدن العربية في إسرائيل (فلسطينيو 48)، لمواجهة الزيارة الاستفزازية الثانية التي يقوم بها المستوطن العنصري باروخ مارزل ومجموعة من نشطاء التنظيمات اليهودية المتطرفة الهادفة إلى تحريض المواطنين اليهود في إسرائيل على ابن هذه المدينة، رائد صلاح، رئيس الحركة الاسمية، وأهلها.

وتقرر موعدا للزيارة يوم غد، الذي يصادف ذكرى اغتيال زعيم حركة «كهانا حي»، مائير كهانا، صاحب فكرة ترحيل الفلسطينيين من وطنهم.

وقال النائب الدكتور عفو إغبارية، ابن المدينة: «إن خطوة مارزل تأتي كالعادة بحماية من الشرطة، وهدفها تأجيج وشحن الأجواء واستدراج المواطنين العرب لمواجهات مقصودة، في ظل حملة التحريض العنصرية الصادرة أولا من أبواق السلطة الرسمية، ثم اتسعت رقعتها لتنتقل إلى أوساط شعبية أخرى، كان آخرها التفوهات العنصرية لحاخام صفد المتطرف ونائب رئيس بلدية كرميئيل، أورن ميلشطين، بتحريض المواطنين اليهود لعدم بيعهم المساكن للعرب. هذه الأجواء المشحونة تتطلب الرد المناسب وعدم الانجرار خلف هذه الاستفزازات والتصدي لموجة العنصرية، وذلك بوجود المواطنين العرب جنبا إلى جنب مع القوى الديمقراطية اليهودية في أم الفحم صباح يوم الأربعاء».

وقال إغبارية إن «العنصرية في الشارع الإسرائيلي تتسع بسرعة بشكل ممنهج من قبل السلطة الحاكمة وأذرعها، بحيث أصبح أمن المواطن العربي مرهونا بالخطر في اللحظة التي يخرج فيها من بيته إلى الجامعة والمصنع والمتجر والشارع وأي مكان يذهب إليه. مثل هذا الوضع لا يمكن السكوت عليه، ويتطلب حملة مضادة يهودية - عربية لوقف هذه الهجمة العنصرية المسعورة على جماهيرنا العربية».