ضحايا بالمئات في زلزال قوي أعقبته موجات تسونامي في إندونيسيا

إجلاء الآلاف وتسجيل إصابات محدودة بعد ثوران بركان في جزيرة جاوة

TT

قتل 108 أشخاص على الأقل واعتبر مئات آخرون في عداد المفقودين جراء تسونامي ضرب جزرا معزولة في إندونيسيا إثر زلزال قوي. وجاء هذا فيما ثار بركان في جزيرة جاوة الإندونيسية أمس، مما دفع سكان القرى القائمة على سفوحه إلى الفرار مذعورين والانضمام إلى آلاف تم إجلاؤهم بالفعل.

ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة ومركزه على مسافة 78 كيلومترا إلى الغرب من باجاي الجنوبية في جزر منتاواي، الليلة قبل الماضية. وقال المسؤول المحلي، هندري دوري ساتوكو، إن أحدث عدد للضحايا هو 108 قتلى و502 مفقود. وقال هارديمانسيا المسؤول بالوحدة الإقليمية لإدارة المصائد إن الزلزال دمر أغلب المباني في قرية بيتو مونجا الساحلية. وأضاف قائلا: «من بين 200 شخص يعيشون في القرية لم يعثر إلا على 40. ما زال 160 في عداد المفقودين أغلبهم من النساء والأطفال». وتابع أن هناك «أشخاصا يبلغون أنهم لم يتمكنوا من الإمساك بأطفالهم وأن المياه جرفتهم. الكثيرون يبكون». وقال هارديمانسيا إن شخصا واحدا على الأقل تأكدت وفاته في قرية مالاكوبا المجاورة واعتبر اثنان في عداد المفقودين، مضيفا أن 80 في المائة من المنازل في المنطقة تضررت وأن إمدادات الغذاء محدودة.

وذكر بيان أصدرته إدارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية أن الاتصال انقطع بزورق سياحي يقل ما بين 8 و10 أستراليين منذ وقوع الزلزال. وقال رونالد وهو ضابط شرطة من مركز شرطة سيكاكاب إن الشرطة المحلية تبحث عن المفقودين وتقيم مراكز طوارئ. وأضاف: «نتوقع أن يحتاج الناس لإمدادات غذاء ومأوى. الأمطار تهطل بغزارة والرياح قوية جدا».

وقال مودجيارتو رئيس وحدة التعامل مع الكوارث بوزارة الصحة لوكالة «رويترز» إنه تم العثور على جثتين بالقرب من جزيرة سيبورا وإن عددا من الأشخاص مازالوا مفقودين. وأضاف أن الأمواج التي بلغ ارتفاعها نحو 3 أمتار في جزيرة باجاي الجنوبية دخلت إلى مسافة 600 متر من الساحل، وفي جزيرة باجاي الشمالية بلغت الأمواج أسطح المنازل. وكان مركز التحذير من أمواج المد في المحيط الهادي قد توقع أول من أمس وقوع أمواج مد. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2004 تسبب زلزال تجاوزت قوته 9 درجات في أمواج مد عاتية أسفرت عن مقتل 226 ألفا وكانت أسوأ أمواج مد سجلت على الإطلاق.

وفي شأن متصل، ثار بركان «ميرابي» في جزيرة جاوة أمس، بعد يوم من رفع حالة التأهب لأعلى مستوى. وشاهد سكان محليون الدخان يغطي قمة البركان، الأمر الذي تعذر معه تحديد ما إذا كانت الحمم تنبثق منه لكن الرماد البركاني تساقط على السكان المذعورين. وكانت السلطات تحاول منذ أول من أمس إجلاء أكثر من 11 ألفا من سكان القرى الواقعة على منحدرات بركان ميرابي بجزيرة جاوة بعد رفع حالة التأهب لأعلى مستوى تحسبا لثورة البركان.

وقال أدي موليانتو الطبيب بقسم الطوارئ بمستشفى بانتي نوجروهو في سليمان إن 6 أشخاص على الأقل أصيبوا بحروق بالغة من لفحات الهواء الساخن المندفع من فوهة البركان. وأضاف «نقل 3 منهم إلى المستشفى مصابين بحروق في أكثر من 80 في المائة من أجسامهم». يشار إلى أنه في ثورة للبركان عام 1994 قتل 70 شخصا عندما انهارت قبة الحمم. وتسبب البركان في سقوط 1300 قتيل عام 1930.