أنصار كهانا يتعهدون بتدمير الدولة الفلسطينية

في ذكرى مرور 20 سنة على مقتله في نيويورك

رجلا امن اسرائيليان ملثمان يعتقلان صبيا فلسطينيا في مدينة ام الفحم خلال مواجهات مع جماعة من اليمين المتطرف نظمت مسيرة وسط المدينة وهي تحمل الاعلام الاسرائيلية، امس (ا ب)
TT

«العرب إلى الخارج»، و«الدولة الفلسطينية التي سيقيمها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو سندمرها..»، «كهانا صدق..»، هذه وغيرها من الشعارات العنصرية الفاشية، دوت في إسرائيل، وتحديدا في مدينة القدس، من حناجر نحو خمسمائة يهودي متطرف، خلال حفل تأبيني أقيم الليلة قبل الماضية، في الذكرى السنوية لاغتيال الزعيم الروحي لحركة «كاخ» الإرهابية مئير كهانا. وفي محاولة لتطبيق هذه الشعارات على الأرض، توجه نحو 70 منهم، أمس، لمدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، داعين إلى ترحيل أهلها وكل الفلسطينيين.

وكهانا هو رجل ديني يهودي ولد في نيويورك سنة 1932، لوالد من الحركة الإصلاحية اليمينية في الصهيونية التي نبت منها حزب الليكود الحاكم في إسرائيل اليوم. في شبابه انتسب إلى الحركة الصهيونية الدينية، وتلقى علمه للقب الأول والثاني في الولايات المتحدة، وفي سنة 1963 هاجر إلى إسرائيل. لكن الحياة فيها لم تعجبه، فعاد إلى الولايات المتحدة، وفيها أسس سنة 1968 «عصبة الدفاع اليهودية»، بدعوى الدفاع عن اليهود في العالم.

وفي سنة 1971، هاجر مرة أخرى إلى إسرائيل، وهذه المرة برفقة عائلته. وبدأ في الحال نشاطا يمينيا متطرفا تركز حول موضوعين: تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية دينية وترحيل جميع الفلسطينيين، لتصبح إسرائيل دولة يهودية خالية من الأغيار. وحظيت أفكاره بتأييد واسع، في ظل الانتصار الإسرائيلي في الحرب. وبعد عدة سنوات من النشاط، انتخب عضوا في الكنيست وبقي فيها من سنة 1984 حتى 1988. وقررت محكمة العدل العليا إخراج حركته عن القانون، كونها عنصرية. لكن هذا لم يمنعه من النشاط واستطاع الحصول على تمويل من عدة أثرياء يهود في الولايات المتحدة.

وفي 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1990، كان كهانا يلقي محاضرة في نيويورك، فقتله مواطن أميركي عربي من أصل مصري. وبقيت عنصريته وكرهه للعرب وحمل ابنه بنيامين لواءها. وهو أيضا قتل في سنة 2000، عندما اعترض طريقه إلى البيت في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، مسلحون فلسطينيون، وأطلقوا الرصاص فقتل هو وزوجته. ومنذ ذلك الحين، يتولى قيادة حركته عنصري آخر هو باروخ مارزل ومعه إيتان بن جبير، وكلاهما اعتقلا عدة مرات بتهمة إقامة تنظيم إرهابي يخطط لتنفيذ عمليات إرهاب ضد الفلسطينيين. وفي الانتخابات الأخيرة، نجحا في دفع أحد مؤيديهما، ميخائيل بن آري، إلى مقدمة العمل السياسي فانتخب للكنيست ضمن قائمة «الاتحاد القومي»، الحزب اليميني المعارض.

وفي الذكرى السنوية العشرين لمقتل كهانا (التي بدأت أمس حسب التقويم العبري)، خرج الثلاثة على الملأ بقوة وبثقة عالية بالنفس، وهم يشعرون بأن هناك أرضية خصبة لنشاطهم، في ظل حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو. فعقدوا مهرجانا كبيرا في فندق رمادا بالقدس وتوجهوا إلى مدينة أم الفحم، بدعوى المطالبة بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون.

ومع أن نشاط حركة كهانا محظور، حسب القانون، أعلن النائب بن آري في المهرجان، أنه يعتبر نفسه جنديا في جيش كهانا وراح يتباهى بأنه يعلق صورته على جدار غرفته في مقر الكنيست. وقال: «عشرون سنة ونحن نتعرض للمطاردة من حكومات إسرائيل والمخابرات، ولكنهم لم يكسرونا. فنحن أقوياء. ونقول صراحة ما يفكر فيه كثيرون ولكنهم جبناء ولا يجرؤون على الإفصاح عنه».

وتكلم في المهرجان، حايم فرلمان، الإرهابي اليهودي الذي اعتقل قبل شهور بتهمة قتل أربعة فلسطينيين في عملية إرهابية، ولكن الشرطة أطلقت سراحه قبل شهر لـ«عدم توفر الأدلة». وقال إن هذه الحركة ما كانت تتجرأ على الظهور العلني بسبب ملاحقات الشرطة والمخابرات، ولكنها اليوم تظهر بقوة ويؤيدها آلاف اليهود.

وهاجم الحاخام يسرائيل أرئيل الذي يعتبر نفسه المسؤول الديني عن الهيكل الذي يحلمون ببنائه مكان المسجد الأقصى، نتنياهو لأنه «ينوي إقامة دولة إسماعيل إلى جانب دولة فلسطين»، وقال إن حركته ستعمل على تدمير الدولة الفلسطينية.

وقدم العشرات من المتطرفين، أمس، إلى أم الفحم في مظاهرة استفزازية، تصدى لها المئات من سكان المدينة ومعهم عشرات اليهود المعتدلون. لكن الشرطة، التي حضرت بقوة قوامها 1500 شرطي، فصلت بين الطرفين. وادعى بن آري أن هدف المظاهرة هو الاحتجاج على العجز الذي تبديه الحكومة لمكافحة أخطار الحركة الإسلامية ومناصريها العرب المعادين لإسرائيل.