الناطق باسم الأمن الفلسطيني: التنسيق مع إسرائيل يشبه ما بين السجين والسجان

قال إن واشنطن تدرس إشراك حماس في العملية السياسية

TT

قال اللواء عدنان الضميري، الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، إن السلطة لا تخجل من حالة التنسيق الأمني مع إسرائيل، واصفا ذلك بالتنسيق بين السجين والسجان. وجاء حديث الضميري ليوضح موقف السلطة من حالة التنسيق التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق، أثار جدلا في الشارع الفلسطيني وحركة فتح. ليس هذا فحسب؛ بل إن هذا التنسيق يأخذ أحيانا منحى تصفه، فتح، بأنه «انفلات لا مسؤول»، مثل تبادل الزيارات في رام الله وجنين وبيت لحم وتل أبيب، في وقت تنقطع فيه الاتصالات السياسية. وأمس، كتبت صحيفة «هآرتس» عن أن عددا من المسؤولين الكبار في السلطة يشاركون في محاضرات أمام الجيش الإسرائيلي، بحضور قادة المستوطنين، بهدف «إطلاعهم على حجم التغيير الذي تمر به المنطقة». وتقول «هآرتس» إن ذلك يعتبر ظاهرة غير عادية، ولم تكن مقبولة، بين الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل الانتفاضة في سبتمبر (أيلول) 2000.

وخلال هذا الأسبوع، قام 10 من رؤساء أجهزة الأمن الفلسطينية، بجولة شملت «مركز رابين» (رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل)، الكائن في حي رمات في تل أبيب، الذي اغتيل عام 1995.

وسبق هذه الجولة، زيارات حل فيها مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار ضيوفا على الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وهذا الشهر فقط، زار البريغادير يوحنان لوكر السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي مدينة جنين وجال فيها للاطلاع على الأوضاع الأمنية في المدينة، عقد بعدها اجتماع بين ضباط إسرائيليين وفلسطينيين كبار لمناقشة سلسلة من المسائل الأمنية. وتجول رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي في مدينة بيت لحم وعقد سلسلة اجتماعات في المدينة. وقبل ذلك زار رئيس الشاباك الإسرائيلي يوفال ديسكن، مدينتي رام الله وجنين.

ويصف قادة الجيش الإسرائيلي هذا التعاون بأنه الأفضل منذ أنشئت السلطة قبل 17 عاما، ويتمثل، بحسبهم، في «النشاط العملياتي المشترك لمكافحة الإرهاب في الضفة».

وأكد الضميري خلال جولة له في مدينة بيت لحم، أمس، أن الجانب الفلسطيني لا يخجل من موضوع التنسيق هذا، موضحا أنه «يمثل تنسيق السجين مع السجان. نحن نحاول تحقيق متطلبات الحياة لشعبنا الفلسطيني مع هذا السجان والمحتل الإسرائيلي الذي يسيطر على كل مقومات الحياة الفلسطينية».

ومع ذلك، لم يخف الضميري أنه يرى في جزء من هذا التنسيق محاولة إسرائيلية لإضعاف موقف السلطة، وقال إن ذلك يأتي لحساب حركة حماس؛ إذ «تساعد إسرائيل حماس من خلال إجراءاتها على الأرض».

وفي هذا السياق، طلب الضميري من حماس «التوقف عن مزايداتها»، متهما إياها بحماية الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. بل وإظهار قدرتها على ضبط حدود غزة بهدف فتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة. وقال الضميري إن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، من بينها النرويج، تدرس وتحاول إشراك حماس في العملية السياسية.