الأرجنتين: وفاة نستور كيرشنر الرئيس الذي أخرج البلاد من أسوأ أزمة في تاريخها

شافيز: يا لها من خسارة لوطنه ولقارتنا الأميركية * دا سيلفا: نبأ حزين

الرئيس الأرجنتيني السابق نستور كيرشنر (رويترز)
TT

توفي الرئيس الأرجنتيني السابق نستور كيرشنر، زوج الرئيسة الحالية كريستينا كيرشنر، والرجل القوي في البلاد، صباح أمس، عن ستين عاما إثر إصابته بأزمة قلبية حادة ليغير رحيله المفاجئ المشهد السياسي لهذا البلد الكبير في أميركا الجنوبية.

وأعلن نبأ الوفاة في ساعة مبكرة من صباح أمس في الوقت الذي كانت فيه المتاجر لا تزال مغلقة، والسكان في منازلهم من أجل تسهيل إجراء تعداد سكاني. وأعلن طبيب الرئيس السابق الشخصي، لويس بيونومو، للصحافيين أن وفاة كيرشنر «المفاجئة»، نتجت عن أزمة قلبية لم يتسن إسعافه منها.

وكان كيرشنر قد نقل بصورة عاجلة في نحو الساعة الثامنة (11 بتوقيت غرينتش) من صباح أمس، ترافقه زوجته، إلى أحد مستشفيات مدينة ايل كالافاتي معقله في باتاغونيا (2500 كلم جنوب بيونس آيرس)، حيث كان يمضي فترة راحة مع أسرته.

ولنستور وكريستينا ولدان هما ماكسيمو (32 عاما)، وفلورنسيا (19 عاما).

وجرى تنكيس العلم فوق قصر الرئاسة «لا كازا روزادا» في بيونس آيرس، التي خيم عليها الصمت.

وجاء في رسالة تركها مجهول على السياج الحديدي للمبنى: «ليكن الله في عونك سيدتي الرئيسة».

وكان كيرشنر عدل عن ترشيح نفسه لولاية ثانية عام 2007 مفضلا دعم زوجته حيث كان له تأثير كبير على قراراتها كرئيسة إلى حد أن بعض المحللين أكدوا أنه يشترك مع زوجته في حكم البلاد.

وكتب الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، على موقع «تويتر»: «عزيزتي كريستينا، يا له من ألم، ويا لها من خسارة للأرجنتين ولقارتنا الأميركية».

ووصف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في كلمة، وفاة نظيره السابق بـ«النبأ الحزين».

وأعرب خوان كارلوس دانتي غولو، نائب الحزب الحاكم والمقرب من كيرشنر عن الأمل في أن تدرك البلاد «ما يمثله وما مثله نستور كيرشنر».

وكان كيرشنر، النائب ورئيس الحزب البيروني الحاكم، والأمين العام لاتحاد دول أميركا الجنوبية، خضع في سبتمبر (أيلول) الماضي لعملية قسطرة لفتح شريان مسدود.

وأثارت هذه الجراحة التي كانت الثانية من نوعها التي تجرى له في سبعة أشهر، الشكوك في إمكانية ترشحه للرئاسة عام 2011. وكان كيرشنر انتخب عام 2003 بصعوبة بحصوله على 22% من الأصوات في الجولة الأولى، وتنحى الرئيس الأسبق كارلوس منعم (1989 - 1999) الذي تأكد من خسارته في الجولة الثانية.

إلا أنه سرعان ما فرض نفسه «الرجل القوي الجديد» للبلاد بفضل النهضة الاقتصادية المشهودة، حيث أخرج بلاده من أسوأ أزمة في تاريخها في 2001 - 2002.

كما عزز كيرشنر «سلطته المعنوية» جاعلا من حقوق الإنسان هدف معركته.

وحصل منذ 2003 من المحكمة العليا على إلغاء قوانين العفو وإعادة فتح قضايا العسكريين المتهمين بجرائم حرب في عهد الديكتاتورية (1976 - 1983).

لكن هذه السلطة المعنوية أضعفتها الشكوك في إثراء غير مشروع. فقد بلغت ثروة الزوجين كيرشنر، وفقا لإقرار ذمتهما المالية، 55 مليون بيزوس (11 مليون يورو)، أي بزيادة بنسبة 700% عما كانت عليه وقت انتخاب نستور عام 2003. وعلى الرغم من انتخابه نائبا، فإن موقفه ضعف كثيرا بسبب هزيمة قائمته أمام قائمة المعارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو (حزيران) 2009، وخسارة حزبه للأغلبية في الكونغرس.

ومؤخرا تعرض آخر داعميه، وهو الاتحاد العام للعمل (بيروني)، لهزة شديدة إثر اغتيال شاب تروتسكي، حيث يشتبه في قيام أعضاء في الاتحاد بتجنيد بلطجية لقتل هذا الناشط الشاب.