ضبط سفينة صيد إيرانية في المياه الدولية اليمنية

استسلام قيادي في «القاعدة».. واستمرار التفجيرات في زنجبار

TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، عن استسلام أحد قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بمحافظة أبين، في الوقت الذي شهدت فيه عاصمة المحافظة انفجارا استهدف سيارة أحد ضباط المخابرات، وذلك في إطار سلسلة التفجيرات والحوادث الأمنية المتواصلة، في المحافظة، منذ عدة أشهر. وقالت مصادر محلية يمنية إن من يوصف بأنه قائد تنظيم القاعدة في مديريتي لودر ومودية بمحافظة أبين، جمال أحمد معيران، استسلم إلى السلطات بعد وساطة قبلية قادتها بعض الوجاهات القبلية في المنطقة لإقناعه بتسليم نفسه، وتتهم السلطات اليمنية معيران بالمشاركة في اغتيال أحد ضباط المخابرات وكذا في عملية السطو المسلح التي وقعت أواخر العام الماضي بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، والتي استولى خلالها مسلحون يعتقد بصلتهم بـ«القاعدة»، على أكثر من 100 مليون ريال يمني، أي ما يزيد على نصف مليون دولار أميركي.

وجاء استسلام هذا القيادي القاعدي المفترض، بعد استسلام 15 مطلوبا آخرين بتهم الإرهاب، إلى أجهزة الأمن ومحافظ أبين أحمد الميسري، إثر نجاح الوساطة القبلية، التي سعت إلى تجنيب المناطق المدنية الآهلة بالسكان نيران الطيران اليمني، أثناء استهدافه للمطلوبين في تلك المناطق والتي تقول السلطات إنهم، أي المسلحون، يتحصنون في منازل المواطنين.

على صعيد متصل، شهدت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، أمس، المزيد من الحوادث الأمنية، حيث فجر مسلحون مجهولون، يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، سيارة الضابط في جهاز المخابرات، أحمد سعيد شنيع، أثناء توقفها أمام منزله، وأفاد شهود عيان أن الانفجار أدى إلى تدمير السيارة بالكامل وإحداث أضرار مادية بسيطة في المنازل المجاورة، لكنه أثار هلع السكان في الحي السكني. ويعد شنيع أحد ضباط المخابرات ورجال الأمن الذين ضمتهم قائمة الـ55 التي أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أواخر شهر رمضان الماضي، أنه سيقوم بتصفيتها إن لم «تتب عن التعاون مع السلطات»، حسب تعبير البيان آنذاك. كما شهدت زنجبار انفجارا آخر بجوار سور مبنى جهاز الأمن السياسي، دون أن يوقع أي إصابات.

وفجر مسلحون مجهولون، الأسبوع الماضي، سيارة مدير فرع المخابرات بمديرية الوضيع أثناء توقفها أمام المقر الرئيسي للفرع بمدينة زنجبار، وجرح في الحادث عدد من المواطنين المارة. وتعيد زنجبار ساحة مفتوحة لحوادث اغتيالات طالت العشرات من رجال المخابرات والأمن العام وأجهزة الشرطة الأخرى، وتلقي السلطات باللائمة على تنظيم القاعدة وما تسميه «الحراك القاعدي» بالتورط في تلك الحوادث.

وتعد محافظة أبين من أكثر المحافظات اليمنية التي تنتشر فيها الجماعات الجهادية المسلحة والتي قدمت إليها بعيد حرب صيف عام 1994 الأهلية بين الشمال والجنوب والتي كانت فيها الغلبة للطرف الشمالي.

على صعيد آخر، ضبطت البحرية اليمنية سفينة صيد إيرانية في المياه الدولية اليمنية وبالقرب من جزيرة سقطرى في بحر العرب، وقالت مصادر رسمية يمنية إن البحرية وبمساندة اللواء الأول مشاة بحري، تمكنت من ضبط سفينة اصطياد إيرانية جنوب جزيرة سقطرى، بعد أن دخلت المياه الدولية اليمنية «دون ترخيص مسبق من الجهات المختصة وبطريقة غير مشروعة». ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت عن مصدر في القوات البحرية والدفاع الساحلي، قوله إن «زوارق من القوات البحرية اليمنية رصدت فجر اليوم (أمس) دخول سفينة أجنبية نحو عمق المياه الإقليمية اليمنية وقامت برصدها وبمتابعتها مباشرة من خلال دورية بحرية مشتركة من اللواء الأول مشاة بحري وعدد من الزوارق التابعة للقوات البحرية»، وأضاف المصدر أن «عدد طاقم السفينة الإيرانية المضبوطة بلغ 21 شخصا ويعتقد أن جميعهم يحملون الجنسية الإيرانية»، مشيرا إلى أن «طاقم السفينة المخالفة حاولوا الفرار إلا أن الزوارق البحرية لاحقتهم مما اضطرهم إلى تسليم أنفسهم بعد محاصرة السفينة».

واقتيدت السفينة الإيرانية مع أفراد طاقمها إلى ميناء حولاف، وهو الموقع الرئيسي للنقطة البحرية المتقدمة بجزيرة سقطرى، في وقت ذكر فيه أن السفينة المضبوطة «انطلقت من أحد الموانئ البحرية الإيرانية المحاذية لبحر عمان باتجاه المياه الإقليمية اليمنية للقيام بعمليات اصطياد غير مشروعة».