الصومال: «الشباب» تعدم فتاتين بتهمة التجسس وأزمة مع اليمن حول جزيرة سقطرى

البرلمان يتجه للتصويت على منح الثقة لرئيس الوزراء المعين بعد زيارة مبعوث أممي

TT

أكد مسؤولون حكوميون وأعضاء بالبرلمان الصومالي أن البرلمان المكون من 550 عضوا سيجتمع خلال اليومين المقبلين في العاصمة الصومالية مقديشو، للتصويت على منح الثقة لصالح رئيس الوزراء الجديد المعين محمد عبد الله فرماجو. وبدا أمس أن الأزمة التي اندلعت مؤخرا بين الرئيس الانتقالي شيخ شريف شيخ أحمد، ورئيس البرلمان شريف حسن آدم، في طريقها للحل، بعدما التقى الطرفان على غداء عمل في اجتماع شبه مغلق. وقال رئيس الوزراء الصومالي فرماجو لـ«الشرق الأوسط»، في تصريحات مقتضبة عبر الهاتف، إنه «قد تكون هناك أخبار جيدة خلال الأيام القليلة المقبلة»، لكنه رفض في المقابل الكشف عن أي تفاصيل إضافية. وأبلغ وزير في الحكومة الصومالية «الشرق الأوسط» بأن البرلمان سيجتمع يوم غد السبت أو بعد غد الأحد على الأكثر، لحسم مسألة تعيين فرماجو كرئيس جديد للحكومة الانتقالية، مشيرا إلى أن المحادثات المفاجئة التي أجراها الدكتور أوغستين ماهيغا مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال، مع كل من شيخ شريف ورئيس البرلمان، خلال زيارته الخاطفة أول من أمس للعاصمة مقديشو، والتي دامت عدة ساعات، قد أسهمت على ما يبدو في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وأوضح الوزير، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أوغستين دعا الجانبين إلى حل خلافاتهما الثنائية في أسرع وقت ممكن، والتسريع بتشكيل الحكومة الجديدة، حتى لا يفقد الصومال الدعم السياسي والمالي المقدم من المجتمع الدولي. وتحدثت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» عن أن المبعوث الأممي أمهل الجانبين مهلة ثلاثة أيام تنتهي اليوم، للإعلان عن حل الخلافات بينهما، موضحة أن أوغستين قال إنه يعرف أن سبب الأزمة الراهنة ليس فقط حول كيفية تصويت البرلمان على رئيس الحكومة الجديد، سواء في اقتراع سري أو علني برفع الأيدي، وإنه يدرك أن هناك توترات مكتومة وغير معلنة خلف الستار بين الطرفين منذ فترة. وكشفت المصادر النقاب عن أن أوغستين اقترح أيضا تشكيل حكومة صومالية مصغرة، لا يتجاوز عدد أعضائها عشرين وزيرا، عوضا عن الطريقة المتبعة في تشكيل الحكومات السابقة، والتي كان يصل عدد حقائبها إلى ما يزيد على ثلاثين حقيبة وزارية. وكانت المحكمة الدستورية العليا قد أيدت موقف الرئيس الانتقالي شيخ شريف، وأقرت بإجراء اقتراع علني داخل البرلمان للتصويت على منح الثقة لرئيس الوزراء المعين، لكن رئيس البرلمان شريف آدم الذي يعترض على تعيين فرماجو، وكان يسعى لتعيين أحد المقربين منه في منصبه، قرر في المقابل تعطيل أعمال البرلمان لمنع فرماجو من البدء في تشكيل الحكومة الجديدة.

من جهة أخرى، قال بيان لوزارة الإعلام الصومالية إن القوات الحكومية المدعومة بميليشيات جماعة أهل السنة قد نجحت في إحباط هجوم نفذته أمس ميليشيات حركة الشباب المتشددة في مدينة بلد حوا بالقرب من الحدود مع كينيا، مما أدى إلى مصرع 12 شخصا على الأقل من المهاجمين. من جهة أخرى، قال عثمان في بيان له إنه يدين بشدة إقدام حركة الشباب على إعدام فتاتين رميا بالرصاص في بلدوين بوسط الصومال بتهمة «التجسس»، في أول عملية إعدام من نوعها تعرف في الصومال. وأعدمت الفتاتان أمام مئات الأشخاص في هذه المدينة القريبة من الحدود الإثيوبية، فيما قال الشيخ يوسف علي أوغاس، القائد المحلي للشباب، بعد الإعدام، إن «هاتين المرأتين كانتا تتجسسان لحساب العدو، وقد اعتقلهما المجاهدون الأسبوع الماضي»، مضيفا «لقد اعترفتا بجرمهما بعد تحقيق طويل». إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن أزمة عنيفة قد نشبت مؤخرا بين اليمن والصومال، بعدما ادعت حكومة شيخ شريف شيخ أحمد سيطرة الصومال على جزيرة سقطرى التي تعتبر أكبر الجزر اليمنية الواقعة بالمحيط الهندي. وردت الحكومة اليمنية على الطلب الصومالي المفاجئ بطلب مماثل، فيما تقول مصادر صومالية إن تحرك حكومة الصومال يستهدف ابتزاز اليمن ودفعه إلى تقديم أموال ومساعدات عاجلة إلى السلطة الانتقالية التي يقودها شيخ شريف.