شليف: الفيتو الأميركي غير مضمون ضد قرار في مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية

سفيرة إسرائيل السابقة في الأمم المتحدة تحذر حكومة نتنياهو واليمين المعارض للسلام

TT

في وقت يخطط فيه قادة اليمين المتطرف في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، لوضع برنامج تحريض سياسي ضد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حذرت السفيرة السابقة في الأمم المتحدة، جبرئيلا شليف، من الاستخفاف بدور الولايات المتحدة وقادتها عموما ورئيسها بشكل خاص، في دعم إسرائيل. وقالت إن واحدة مثلها فقط، عاشت طيلة ثلاث سنوات في أروقة الأمم المتحدة، تستطيع أن تعرف ما هي قيمة الدعم الأميركي السياسي لإسرائيل، فضلا عن الدعم العسكري.

وأضافت شليف في تصريحات إذاعية، أمس، بمناسبة إنهائها العمل في الحقل الدبلوماسي وعودتها إلى سلك التدريس الجامعي، أن الولايات المتحدة تعتبر سندا لا تستطيع أن تتصور حياة إسرائيل من دونه. فهي تقف في مواجهة خصومها وأعدائها كالأسد الجبار.. تجهض كل محاولة للمساس بها.. وتصد كل هجمة عليها. ولكنها أضافت: «بيد أن استمرار هذا الأمر لم يعد مضمونا اليوم، وليس فقط بسبب الرئيس أوباما. فالولايات المتحدة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، ترى أن مصلحتها القومية العليا تقتضي إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي. فلديها حسابات كثيرة تجعلها تتوصل إلى هذه النتيجة. والمسألة لا تقتصر على أوباما شخصيا، بل على المؤسسة الأميركية برمتها».

وأكدت شليف أن الرئيس أوباما مختلف عن غيره من الرؤساء السابقين، ولكن هذا يجب ألا يزعج الإسرائيليين «إنه صديق حميم، ولكنه أيضا صديق للعالم كله. يشكون منه أيضا في باريس وبرلين، فهو لا يعانق المستشارة أنجيلا ميركل ولا الرئيس نيكولا ساركوزي. ولا يتعامل بحميمية مع أحد. بيد أنه ذكي جدا ويعرف بالضبط ما الذي يريده ويؤمن بأنه سيحققه وأقترح على الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ الجانب الجدي من هذا ولا ترى فيه أمرا سلبيا. ففي نهاية المطاف، السلام الذي يريده أوباما لنا، ننشده نحن من زمان. وعلينا أن لا نبث للعالم أننا لا نريد هذا السلام».

وكان عدد من قادة الجناح اليميني المتطرف في حزب الليكود الحاكم، قد بادر إلى حملة عدائية ضد أوباما، تحت شعار «نقول لا لأوباما». وقرروا تقليد اليمين الأميركي المتطرف، الذي يعقد اجتماعاته ضد أوباما تحت عنوان «حفلة شاي»، فدعوا إلى «حفلة شاي إسرائيلية ضد أوباما». وقال ميخائيل كلاينر، وهو عضو سابق في البرلمان، إن إدارة أوباما تلحق أضرارا كبيرة في صفوف الإسرائيليين وتخرب على مشروعهم الوطني في المستوطنات ولا يعقل أن لا يواجه بحملة احتجاج كبيرة ضده. وقال إنه ورفاقه مصابون بالإحباط من جراء سياسة الولايات المتحدة وتأثير ضغوطها على نتنياهو.

ورفض كلاينر الادعاء بأن التصدي لأوباما سيلحق ضررا بالعملية السلمية، وقال إن ما يسمى عملية سلمية هو كذبة كبيرة، وأن المفاوضات الجارية في الشرق الأوسط تتم في إطار الخوف من التهديدات الأميركية، لكنه نصح الجمهور بعدم التأثر. وقال إن الأميركيين يعرفون أن نتنياهو ضعيف ولذلك يمارسون الضغط عليه. ويجب على الليكود أن يسانده ويقويه في مواجهة الخارج.

تجدر الإشارة إلى أن استطلاع رأي جديدا نشر في تل أبيب، أمس، جاء فيه أن 64% من الإسرائيليين اليهود يؤيدون إجراء مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول توقيع اتفاقية سلام، باشراف الولايات المتحدة. ولكن عندما سئلوا إن كانوا يؤيدون القول بأن هذا الاتفاق سينفذ باحترام من الطرفين، أجاب 80% انهم لا يثقون بأن الفلسطينيين يؤيدون السلام بشكل حقيقي.

وتضمن الاستطلاع سؤالا عن سلم أفضليات المواطن الإسرائيلي، فاختار المواطنون اليهود التسلسل التالي: الهم الأول هو مكافحة الفساد (25%)، والثاني إغلاق الفوارق بين الأغنياء والفقراء (20%) ودفع عملية السلام (20%).