باريس تسحب قواتها من أفغانستان 2011.. و«لا علاقة لتهديد بن لادن»

كوشنير يدين تهديدات زعيم «القاعدة».. ويؤكد رفع مستوى التأهب في فرنسا

القوات الأفغانية تعرض كميات من الأسلحة صادرتها بعد اعتقال أحد قيادات طالبان الملا جبر الذي يظهر في الصورة وهو مقيد اليدين (إ.ب.أ)
TT

أدان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أمس، تهديدات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لفرنسا، معتبرا أنها «غير مقبولة»، مؤكدا أن «مستوى التيقظ مرتفع جدا» في فرنسا. وقال كوشنير لوكالة الصحافة الفرنسية وإذاعة فرنسا الدولية (آر إف آي) إن «هذه التهديدات غير المقبولة ليست جديدة». ورأى أن بن لادن «برهن على انتهازيته» بإدلائه بهذه التصريحات. ووجه أسامة بن لادن في رسالة صوتية منسوبة إليه وبثت قناة «الجزيرة» مقاطع منها الأربعاء تحذيرا إلى فرنسا مطالبا إياها بسحب قواتها من أفغانستان. وقال بن لادن في هذا التسجيل إن «السبيل لحفظ أمنكم هو رفع مظالمكم، وأهمها انسحابكم من حرب (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش المشؤومة في أفغانستان». وأضاف بن لادن في المقتطفات التي بثتها «الجزيرة» أن «المعادلة بسيطة واضحة، فكما تقتلون تُقتلون، وكما تأسرون تؤسرون، وكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم، والبادي أظلم». وقال الوزير الفرنسي على هامش اجتماع دبلوماسي: «لم نستغرب، وأبقينا على مستوى التيقظ والاستعداد بكل ما يعنيه الحد الأقصى وسنواصل تطبيق ذلك». إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن عمليات التحقيق الأولية تبين صحة رسالة أسامة بن لادن التي بثت أول من أمس وهدد فيها فرنسا.

وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو إن «هذه الرسالة التي يمكن اعتبار صحتها أمرا مفروغا منه بعد عمليات التحقيق الأولية، لا تفعل سوى تأكيد حقيقة التهديد الإرهابي الذي اتخذت السلطات الفرنسية وتتخذ لمواجهته التدابير الملائمة لتوفير سلامة الأراضي والرعايا الفرنسيين». وأضاف المتحدث في ندوة صحافية أن «السلطات الفرنسية تحشد كامل قواها للإفراج عن الرهائن السبعة الذين اختطفوا في 16 سبتمبر (أيلول) في النيجر. وتصريحات بن لادن هذه لا تغير تقويمنا لوضع رهائننا ولا تؤثر بالتأكيد على جهودنا للإفراج عنهم». وقال إن «فرنسا ستواصل التصدي للإرهاب إلى جانب شركائها».

إلى ذلك قال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران، أمس، إن فرنسا تأمل في تسليم القوات الأفغانية المسؤولية العسكرية عن منطقة من اثنتين تنشر فيهما قوات في أفغانستان. وصرح موران بأن احتمال خفض القوات لا صلة له بطلب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الأخير بأن تسحب باريس قواتها من أفغانستان. وأحجم الوزير عن قول ما إذا كان سيتم سحب القوات خارج منطقة سوروبي أو سحبها من أفغانستان تماما. وقال موران لإذاعة «آر تي إل» الفرنسية إن سوروبي «أصبحت اليوم منطقة تحقق فيها الاستقرار والسلام وهي منطقة نأمل أن نستطيع نقل المسؤولية فيها إلى الأفغان خلال عام 2011». وكانت الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء التحالف قد قالوا إنهم يهدفون إلى بدء خفض قواتهم في أفغانستان العام القادم. وقال موران إن القوات الأفغانية تحولت إلى جيش قادر على ضمان الأمن. وأضاف أن الأفغان كانوا قبل ذلك محاربين، والآن تحولوا إلى جنود. وتابع موران أنه لا توجد «أي صلة على الإطلاق بين سحب القوات المحتمل ومطلب بن لادن بالانسحاب الذي ورد في رسالة صوتية نسبت إلى زعيم القاعدة».

وأضاف: «ما زلنا نتحقق من صحة الرسالة. ولفرنسا فرقة قوامها 3500 فرد في أفغانستان وقد قتل نحو 50 جنديا فرنسيا هناك منذ بداية المهمة التي قادتها الولايات المتحدة لإسقاط حكومة طالبان أواخر عام 2001».