طالبان تجري محادثات سلام مع قبيلة باكستانية على حدود أفغانستان

علامة على تآكل سيطرة الحكومة الباكستانية على أراضي القبائل

TT

قال شيوخ قبائل أمس إن طالبان تتفاوض مع قبيلة باكستانية في شمال غربي البلاد، للتوصل لاتفاق سلام يمكن أن يسمح للمتشددين بالوصول إلى مناطق استراتيجية نائية على الحدود الأفغانية.

ومن المرجح أن يثير الحديث عن اتفاق بين أعضاء شبكة حقاني، وهي واحدة من أخطر فصائل طالبان، وقبيلة توري في منطقة كورام، قلق الولايات المتحدة التي تطالب باكستان باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتشددين الذين يقاتلون القوات الغربية في أفغانستان. وقال ساجد حسين، وهو عضو برلماني يشارك في المحادثات، لـ«رويترز»: «نجري محادثات لإنهاء العنف والقتال في المنطقة. الناس أنهكهم القتال». وقُتل مئات الأشخاص في الاشتباكات بين قبيلة توري وخصومها الذين تدعمهم طالبان في الشهور الأخيرة. ويمكن أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى رفع الحصار عن قبيلة توري والإفراج عن أفرادها الذين خطفهم المتشددون وحلفاؤهم.

لكن مصادر قبلية قالت إن المتشددين سيطالبون على الأرجح باستخدام طرق تمر عبر أراضي القبيلة إلى الحدود الأفغانية، وإن كان حسين قال إن طالبان لم تقدم بعد مثل هذا المطلب. وقال حسين «حتى إذا طلبوا ذلك فإننا لن نقبله». ومنطقة كورام واحدة من مناطق قبائل البشتون السبع في باكستان على الحدود الأفغانية، وهي منطقة تعتبر على نطاق واسع مقرا لمتشددي «القاعدة» وحلفائهم من أنحاء العالم. وتعتبر هذه المنطقة جائزة استراتيجية كبرى إما لباكستان أو للمتشددين، بل وللولايات المتحدة. فهي تقع في مواجهة أقاليم بكتيا وننكرهار وخوست في أفغانستان، وبجوار وزيرستان الشمالية القاعدة الرئيسية لشبكة حقاني في باكستان. وتقع باراشينار عاصمة الإقليم فوق جبال تمتد من تورا بورا التي هاجمتها قوات أميركية وأفغانية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بحثا عن أسامة بن لادن، لكن لم يعثر عليه، ويعتقد أنه يختبئ في مناطق الحدود الجبلية بين أفغانستان وباكستان.

وشنت قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان غارة جوية عبر الحدود في كورام الشهر الماضي، وقتلت اثنين من الجنود الباكستانيين بعد أن اعتقدت بطريق الخطأ أنهما من المتشددين. ومنع أفراد قبيلة توري متشددي طالبان من عبور أراضيهم، ومنعت حقاني وفصائل أخرى من طالبان من الوصول بسهولة إلى كابل. وردا على ذلك حاصرت طالبان أراضي قبيلة توري أكثر من عامين، وعزلتها فعليا عن بقية باكستان، وضربت حصارا على أراضيها.

ويقول محللون إن الاتفاق المقترح في كورام علامة أخرى على تآكل سيطرة الحكومة الباكستانية على أراضي القبائل التي تفتقر للقانون، وسيشجع المتشددين على تكثيف أعمال العنف في أفغانستان وباكستان. وقال خادم حسين، وهو خبير في الشؤون القبلية «هذا الاتفاق يعطي قوة كبيرة للمتشددين، ويبين أن قبيلة توري تتنازل عن بعض سلطاتها لشبكة حقاني، وهذا سيزيد قوتها». واعترضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون والحكومة الأفغانية أيضا في السابق على مثل هذه الاتفاقات مع متشددين التي يقولون إنها أدت إلى زيادة العنف في أفغانستان. وتضغط واشنطن منذ فترة طويلة على باكستان للقيام بعملية كبيرة في وزيرستان الشمالية للقضاء على فصيل طالبان التابع لحقاني، لكن إسلام آباد تتردد في القيام بذلك، وتقول إن قواتها تقوم بمهام تفوق طاقتها.

ويقول محللون إن إسلام آباد تنظر إلى الجماعة التي لها صلة بـ«القاعدة» على أنها ورقة مساومة في أي تسوية للأزمة الأفغانية عندما ترحل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة عن البلاد.