أوباما يدافع عن سياساته في برنامج هزلي أراد الوصول من خلاله إلى الشباب

بيل كلينتون: لم يسبق لي أن شهدت انتخابات بهذا المستوى من المنافسة

TT

قبل أقل من أسبوع على انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس، شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما، الليلة قبل الماضية، في البرنامج التلفزيوني الهزلي «ديلي شوو»، سعيا منه في اللحظة الأخيرة لاجتذاب الناخبين الشباب الذين ستكون أصواتهم أساسية بالنسبة لحزب الرئيس، في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي وقت يستعد الديمقراطيون فيه لهزيمة في مواجهة الجمهوريين، الذين ترجح استطلاعات الرأي أن يستعيدوا الغالبية في مجلس النواب، أصبح أوباما أول رئيس يشارك أثناء ولايته في برنامج المقدم اللاذع النبرة، جون ستيوارت، الذي يلقى رواجا كبيرا، لا سيما بين الديمقراطيين الشباب.

لم يكثر أوباما من النكات والدعابات، وركز على السياسة قائلا إن الوفاء بما وعد به في حملته الانتخابية عام 2008 سيستغرق وقتا، وقال: «إن هذه الفكرة بأنه سيكون في وسعنا تغيير (أسلوب الحكم) في واشنطن بشكل سريع قيد التنفيذ، ولن تتحقق بين ليلة وضحاها». وأضاف: «حين وعدنا خلال الحملة (عام 2008) بـ(تغيير يمكن أن تؤمنوا به)، لم يكن هذا تغييرا يمكن أن تؤمنوا به بعد 18 شهرا».

وحاول ستيوارت، وهو من أكثر الكوميديين في الولايات المتحدة تأثيرا، محاصرة أوباما بشأن الفجوة القائمة بين وعوده وإنجازاته، ووصف إنجازات البيت الأبيض التشريعية بأنها «متواضعة في بعض الأحيان». لم يرق ذلك للرئيس أوباما الذي بدا محبطا، وقال: «تحركنا قدما المرة تلو الأخرى في أجندة تحدث فرقا في حياة الناس في أي يوم وكل يوم. والآن هل هذا يكفي؟ لا. أتوقع وأعتقد بأن معظم الديمقراطيين يرون أن الناس يريدون أن يشهدوا المزيد من التقدم».

وحاول ستيوارت إثارة أوباما مجددا حين قال له إنه يرفع شعار التغيير، وفي الوقت نفسه يشغل في فريقه أشخاصا مخضرمين في واشنطن، مثل لاري سامرز، مستشاره الاقتصادي الذي عمل وزيرا للخزانة في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ودافع أوباما عن اختياره قائلا إن سامرز كان اختيارا صحيحا للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي واجهته في بداية توليه الرئاسة. وقال وسط تصفيق الحضور: «إذا قلت لي منذ عامين إننا سنتمكن من إحداث استقرار في النظام وإحداث استقرار في البورصة وإشاعة الاستقرار في الاقتصاد، وإن كل هذا في نهاية الأمر يكلفني أقل من واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أقول سنختار هذا».

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس دافع، أول من أمس، عن مشاركة أوباما في البرنامج. وقال: «أعتقد بأن الناخبين الشباب يتابعون هذا البرنامج، وهو مكان من المفيد الظهور فيه من أجل الوصول إليهم»، مضيفا أن «الرئيس لم يتردد يوما في الظهور في الأماكن التي يمكن للناس فيها تلقي رسالته».

وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى فسحة أمل للديمقراطيين، لا سيما في كاليفورنيا، حيث لم تؤثر ملايين الدولارات التي أنفقها الجمهوريون على نسبة التأييد للمرشحين الديمقراطيين. وتتقدم السيناتورة الديمقراطية المنتهية ولايتها، باربرا بوكسر، على المديرة السابقة لشركة «هيولت - باكرد» كارلي فيورينا بـ52 نقطة مقابل 43، بحسب استطلاع للرأي أجرته جامعة سافولك. كما يتقدم جيري براون، المرشح الديمقراطي لخلافة الحاكم أرنولد شوارزنيغر، على منافسته الجمهورية ميغ ويتمان مديرة «اي - باي» سابقا بـ50 نقطة مقابل 42.

ويشير استطلاع آخر للرأي إلى تحقيق الديمقراطيين تقدما في فرجينيا الغربية (شرق)، وبنسلفانيا (شرق)، ونيفادا (غرب)، حيث يرجح فوز مرشحيهم لمجلس الشيوخ، مما يساعد الرئيس على الاحتفاظ بالغالبية فيه، أما فيما يتعلق بالمرشحين لمجلس النواب، فيتوقع أن يحصل الجمهوريون بسهولة على المقاعد الإضافية الـ39 التي يحتاجون إليها لانتزاع الغالبية من الديمقراطيين، بحسب توقعات الخبير السياسي، تشارلي كوك، الذي رجح، عبر شبكة «إم إس إن بي سي» أن يفوز الجمهوريون بـ48 إلى 60 مقعدا إضافيا.

غير أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون أعلن لشبكة «إيه بي سي» أن «اعتبارنا مهزومين سيكون خطأ فادحا».

وأضاف من شيكاغو التي زارها لدعم المرشح الديمقراطي لمقعد باراك أوباما السابق في مجلس الشيوخ، أليكسي جيانولاس: «لم يسبق لي أن شهدت انتخابات بهذا المستوى من المنافسة».

وتشمل انتخابات 2 نوفمبر (تشرين الثاني) مقاعد مجلس النواب الـ435، و37 من مقاعد مجلس الشيوخ المائة (مقعدان لكل ولاية)، فضلا عن مناصب 37 حاكما. وتجري هذه الانتخابات في منتصف ولاية باراك أوباما ما بين فوزه في عام 2008 والانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2012. وتاريخيا تسجل الانتخابات في منتصف أول ولاية لرئيس أميركي خسائر لحزبه في الكونغرس والولايات، وفي حال سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، فإن ذلك سيمكنهم من التحكم بالبرنامج التشريعي في الكونغرس، وسيعطيهم قدرة على التحقيق في أداء إدارة أوباما.