فرنسا تعهدت لبري بلعب دور مساعد لتأمين استقرار لبنان

مصادر: توافق لافت بين الرؤية الفرنسية للوضع في لبنان ورؤية بري

TT

عاد رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، من زيارته الفرنسية في وقت دخلت الأزمة اللبنانية منعطفا خطرا يهدد بانفجارها، مع إعلان حزب الله رفض التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

الأجواء المحتقنة داخليا أضفى عليها بري، وكعادته، حفنة من الإيجابية، ولكن هذه المرة «حفنة حملها من باريس، أي من الحليف الأكبر لواشنطن، مما يترك نافذة صغيرة مفتوحة في جدار التأزم الحاصل»، كما تقول مصادره التي تبدو أكثر من مرتاحة لمجمل نتائج الزيارة الفرنسية، وخاصة لتبني الرئيس نيكولا ساركوزي وجهة نظر بري وطروحاته.

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «بعد القمة السورية - السعودية، بالتالي تأمين قبة حديدية وجسر تواصل عربي - عربي يقي لبنان من الانهيار، لم يحصل أي تقدم أو أي مواكبة من العنصر اللبناني لهذا التفاهم العربي – العربي، والعربي - الإقليمي، فقام الرئيس بري بزيارته إلى دمشق قبل التوجه لباريس للتأكد من أن الجسر السعودي - السوري لا يزال متينا».

وترى مصادر بري أن «الأهمية التي اكتسبتها الزيارة ككل، وخاصة اللقاء الذي جمع بري بساركوزي كان هو الخرق الذي أمكن تحقيقه في الجدار الدولي، إذ تبنى الرئيس الفرنسي طروحات الرئيس بري، والكل يعلم أن فرنسا شريكة وحليفة لأميركا، وفي تنسيق دائم معها، مما يعود بفائدة كبيرة على لبنان باعتباره محورا دوليا أساسيا تفهّم وتبنّى ما حمله بري».

وتضيف المصادر: «كان هناك توافق لافت بين الرؤية الفرنسية للوضع في لبنان ورؤية الرئيس بري، ففرنسا حذرة وقلقة من الوضع اللبناني الحالي، وتعهدت، أمام بري، الذي عرض خريطة طريق تجنب البلاد المطبات المرتقبة، بلعب دور مساعد في تأمين استقرار لبنان».

وأوضح علي حمدان، المستشار الإعلامي لرئيس المجلس النيابي، نبيه بري، أنه لمس خلال زيارة بري لفرنسا أن «القلق الموجود في بيروت قائم هناك وبنفس الحجم الذي يقلق فيه اللبنانيون على الأزمة التي يعيشونها، الناتجة عن عدم الاستقرار»، وقال: «كنا نظن أن هذا إحساس اللبنانيين والدول الإقليمية فقط، ولكن وجدنا نفس المستوى من القلق موجود في الخارج»، وأشار حمدان إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يسعى شخصيا لأن يكون هناك دور أساسي لفرنسا في هذه المرحلة في المنطقة، وتحديدا في لبنان، ومن هناك كان طرح بري عما يمكن أن تقدمه فرنسا للمساعدة، وكان الرئيس بري واضحا لجهة دعوة فرنسا لدعم التوافق العربي، ونظرته للبنان واحتضانه»، مشيرا إلى أن «الجسر السعودي - السوري، والعربي - الإقليمي يحتاج إلى مظلة دولية، ومن هنا حصل خرق بزيارة بري، لأن فرنسا كانت محور استقطاب في الفترة السابقة من موفدين دوليين حول الوضع اللبناني وفي المنطقة».

وأكد حمدان أنه كان «هناك تبنٍّ لخارطة الطريق التي رسمها بري، والمبنية على التوافق والتفاهم اللبناني، وكيفية تحقيق العدالة للبنانيين. وشدد حمدان على أن «أهم ما في الأمر هو حرص ساركوزي والعمل على متابعة ما تم الاتفاق عليه مع بري، للوصول بلبنان إلى شاطئ الأمان».

ووضع عضو كتلة التحرير والتنمية، التي يرأسها الرئيس بري، النائب أيوب حميد، زيارة الرئيس نبيه بري إلى باريس في خانة «تجنيب الوطن ما يهدده»، مشيرا إلى أنها «كانت لإعادة ضخ دماء جديدة من أجل أن يكون لفرنسا دور فاعل أكثر».

وأكد حميد أن «حركة أمل ليست وسطية في الأمور المصيرية التي تخص البلد»، مؤكدا حرصها «على الحقيقة والعدالة، ولكن لا يمكن القبول بالآليات التي تعتمد للوصول إلى الحقيقة، ولا يمكن إغفال الخرق الإسرائيلي لموضوع الاتصالات».

وأضاف حميد: «الجميع يعلن حرصه على الحقيقة والوصول إلى العدالة، ولكن موضوع لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية شابه الكثير من السلبيات القانونية، فكان هناك تجاوز لرئاسة الجمهورية من حيث الموافقة على الاتفاقية المعنية بإنشاء المحكمة»، لافتا إلى «الدور الذي قام ولا يزال يقوم به الرئيس بري للبننة المحكمة».