مقاتلات أميركية رافقت طائرة إماراتية قادمة من دبي إلى نيويورك

واشنطن تعتقد أن «القاعدة» وراء الطرود المشبوهة

TT

أعلنت السلطات العسكرية الأميركية أن مقاتلتين أميركيتين رافقتا أمس طائرة ركاب مدنية إماراتية متجهة إلى نيويورك، «كتدبير وقائي». وعبرت الطائرة أولا المجال الجوي الكندي، حيث رافقتها مقاتلات كندية، ثم دخلت الأجواء الأميركية، حيث رافقتها مقاتلتان من طراز «إف 15». وأورد بيان لقيادة الدفاع الجوي في أميركا الشمالية أن الطائرة هبطت الساعة 15:30 (19:30 بتوقيت غرينتش) في مطار جون كيندي في نيويورك.

وبالتزامن مع ذلك، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما «أصدر توجيهاته إلى السلطات المعنية لضمان أمن المواطنين بمواجهة المخططات الإرهابية»، وذلك على خلفية حالة الاستنفار التي عمت في مطارات أميركية وبريطانية، بسبب طرود مشبوهة مصدرها اليمن، كانت في طريقها للولايات المتحدة. وذكر بيان البيت الأبيض أن أوباما «علم بوجود مخاطر إرهابية محتملة ليلة أول من أمس»، وواصل متابعة الوضع مع جون برينان، مساعده الخاص لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.

وأضاف البيان «بالاعتماد على التعاون القريب بين الأجهزة الأميركية والحلفاء الأجانب تمكنا من تحديد وفحص طردين مشبوهين، الأول في بريطانيا، والثاني في إمارة دبي، وكلاهما قادم من اليمن». وبلغ مجموع الطرود التي جرى العثور عليها 13 طردا. وكشفت مصادر أمنية أميركية أن الترجيحات الحالية تشير إلى دور تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إرسال الطرود البريدية المشبوهة، التي أدت إلى حالة من التأهب في عدة مطارات بأميركا والعالم أمس، ونقل بيان صادر عن البيت الأبيض أن الطرود المشبوه في بريطانيا والولايات المتحدة ودبي تم إرسالها من اليمن من قبل شخص واحد، إلى الولايات المتحدة الأميركية، عبر شركة «يو بي إس». وقد وصفت الطرود بأنها تحوي مواد «حساسة جدا». وقال البيت الأبيض إنه يعتقد أن تنظيم القاعدة وراء إرسال الطرود، حيث وجدت طرود مشبوهة على متن طائرة شحن في بريطانيا ودبي، وأيضا تم تفتيش طائرتين من النوع نفسه في الولايات المتحدة، كما أعلن مسؤول أميركي.

بينما قال مصدر دبلوماسي يمني في واشنطن إن صنعاء أطلقت تحقيقات واسعة لمعرفة خلفيات القضية، بينما رفعت مراكز يهودية في شيكاغو مستوى التأهب الأمني لديها.

ولفت المصدر إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشخص الذي أرسل الطرود «لديه تاريخ إرهابي طويل»، بينما ذكرت شركة «فيدكس» أن السلطات الإماراتية «صادرت طردا مشبوها من منشأة تابعة لها في دبي، مصدره اليمن،» وقالت الناطقة باسم الشركة، موري لين «لقد أوقفنا كل عملياتنا مع اليمن، ونحن نتعاون بشكل كامل مع الأجهزة المعنية». وذكر المصدر أن بعض الطرود البريدية المشبوهة كانت في طريقها إلى كنائس يهودية في أميركا، مضيفا أن هناك طائرات تخضع للتفتيش خارج الولايات المتحدة، مشيرا إلى عمليات بحث تطال شحنات في طائرات موجودة ببريطانيا، وأخرى في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه أكد عدم معرفته ما إذا كانت هذه العملية تنطوي على محاولة حقيقية لتهريب متفجرات لأميركا، أم أنها مجرد اختبار لرد الفعل الأمني.

وذكر المصدر أن المحابر التي جرى العثور عليها كان تحتوي على دوائر كهربائية وأسلاك، وهي مغطاة بمسحوق أبيض لم تتضح طبيعته بعد، وهي قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء، وكانت في طريقها إلى مدينة شيكاغو.

وتسارعت الأحداث خلال الساعات الماضية في مطارات أميركا، على خلفية ما يتردد من معلومات ترجح وجود «مواد مشبوهة» في رحلات معينة، وقد أعلنت السلطات البريطانية، بالتزامن مع هذه التطورات، عن العثور على «طرد مشبوه» على متن رحلة توقفت في لندن في طريقها من اليمن إلى مدينة شيكاغو الأميركية.

وقال مصدر أمني لـ«سي إن إن» إن الشرطة البريطانية عثرت على محبرة من النوع المستخدم في الطابعات، لكنها «تعرضت للتلاعب»، من دون أن يحدد طبيعة التلاعب، غير أنه أكد أن الفحوصات التي أجريت على المحبرة أكدت عدم احتوائها على مواد متفجرة، بينما تخضع عدة طائرات شحن للتفتيش في مطارات الأميركية.

وتقوم الشرطة الأميركية حاليا بتفتيش طائرة تابعة لشركة «يو بي إس»، حطت في مطار مدينة نيويورك، وأخرى تابعة لنفس الشركة، حطت في مطار نيوجيرسي، إلى جانب طائرة ثالثة لم تكشف هويتها في مطار فيلادلفيا، إضافة إلى عملية تفتيش تطال شاحنة تابعة لنفس الشركة.

وبحسب المصدر، فإن عمليات التفتيش كلها تركز على البحث في طائرات الشحن القادمة من اليمن، أو على الطرود القادمة من ذلك البلد، وقد جرى عزل الطائرات في مكان بعيد عن المدارج بهدف عدم عرقلة عمليات الطيران في المطارات المعنية. كما أكد المصدر أن ثلاثة أشخاص جرى نقلهم من إحدى الطائرات، لكن تفتيشهم لم يظهر وجود أي متفجرات.

يذكر أن اليمن يشهد حركة نشطة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، ويبرز فيه كذلك دور رجل الدين الأميركي (اليمني الأصل) أنور العولقي، الذي يرجح أنه لجأ إلى إحدى المناطق القبلية في اليمن، وهو على قائمة الأهداف المطلوب اغتيالها أو اعتقالها بالنسبة لواشنطن. وتحمل واشنطن العولقي مسؤولية العملية الفاشلة لتفجير الطائرة الأميركية في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والتي كان يخطط لتنفيذها النيجيري عمر الفاروق، خلال رحلتها من العاصمة الهولندية أمستردام إلى مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية.