تسرب مقتطفات من كتاب بوش.. الملك عبد الله كان غاضبا

الرئيس كان يعتقد أن الطائرة الرابعة في هجمات سبتمبر أسقطت بصاروخ

جورج بوش (أ. ب)
TT

في كتاب مذكراته الذي سيصدر بعد عشرة أيام، أشار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن إلى العلاقات السعودية الأميركية، وإلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد وقتها) إلى بوش في مزرعته في أبريل (نيسان) سنة 2002، بعد ستة شهور من هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001.

وقال موقع «دردج»، الذي نشر مقتطفات من الكتاب «كتب بوش أن ولي العهد السعودي وصل إلى مزرعته (بوش) في تكساس وهو غاضب من سياسته نحو إسرائيل، ونحو رام الله (مقر السلطة الفلسطينية). وسريعا، قرر ولي العهد أن يترك المزرعة ويعود إلى السعودية. وفي الكتاب إشارات إلى العلاقات السعودية الأميركية، وتأسيس علاقة قوية بين بوش وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وكان خادم الحرمين الشريفين قال لـ«الشرق الأوسط» وقتها حول التقارير التي تحدثت عن اجتماع عاصف بينه وبين الرئيس الأميركي «نحن حريصون على أن تقوم علاقاتنا مع الولايات المتحدة على الاحترام، فلا نهددهم، ولا نقبل أن يهددونا. هذه طبيعة علاقاتنا مع واشنطن منذ أكثر من ستين عاما إلى يومنا هذا. وفي الوقت ذاته نحن لا نقبل أن نكون عن يمين أحد أو شماله، فنحن نصنع مكاننا وفق رؤيتنا التي نستمدها من عقيدتنا السمحة وقيمنا وأخلاقنا، ثم من خلال مصالحنا العربية والإسلامية».

كما قال «الحقيقة أن الرئيس بوش ساعد على إنجاح اللقاء، حيث سهل علينا أن نلتقي في مكان مريح، وامتد اللقاء وقتا أكثر مما كان مخصصا له، فكان كافيا لتدارس الوضع، حيث دار نقاش سعينا فيه إلى تقديم أفكار وحلول إلى جانب شرح موقفنا، وكان الرئيس متفهما لما طرحناه».

كما أعاد الإشارة إلى أنه سلم الرئيس الأميركي صورا وأفلاما عن فظائع الجيش الإسرائيلي في جنين، وقال: «إن الرئيس بوش تأثر وتأثرنا جميعا».

ولم يشر موقع «دردج» إلى أي معلومات أخرى عن السعودية.

من جهة أخرى، قال الموقع إنه اطلع على الكتاب، وإن أول جملة فيه كانت «هل تذكر آخر يوم تعاطيت فيه الخمر؟»، وإن عنوان الفصل الأول هو «ترك شرب الخمر».

وقال مراقبون في واشنطن إن هذه إشارة إلى أن أخبارا لم تكن أسرارا، وهي أن بوش كان يتعاطى الخمر، ربما إلى حد الإدمان، قبل أن يدخل العمل السياسي، ويترشح في دائرة في ولاية تكساس، ثم حاكما للولاية، وبعدها لرئاسة الجمهورية.

وقال المراقبون إن بوش تعمد أن يبدأ كتابه بهذا الموضوع لأكثر من سبب: أولا.. بوش صار فخورا بأنه لم يتعاط الخمر منذ ذلك الوقت، وأن هذا يدل على قوة إرادته. ثانيا.. قال معارضون له إنهم ينتظرون صدور الكتاب ليبحثوا فيه ما إذا «اعترف» بوش بأنه «كان يدمن» شراب الخمر، أم لا. ثالثا.. للموضوع صلة بتدين بوش، خاصة بعد أن أقلع عن الخمر، وبعد أن دخل البيت الأبيض. وقال «دردج»: «تعمد بوش أن يبدأ كتاب مذكراته بهذا الموضوع ليرد على ناقديه». وأضاف الموقع أن بوش لم يشر في الكتاب إلى الرئيس الحالي باراك أوباما، ولا إلى الهجوم القاسي الذي شنه أوباما عليه خلال الحملة الانتخابية سنة 2008. في ذلك الوقت، استغرب كثير من مؤيدي ومعارضي بوش جرأة أوباما، لأنه كان كثيرا يخاطب بوش بعبارة «جورج بوش» من دون إشارة إلى «الرئيس».

حسب «دردج»، اسم الكتاب «ديسيشن بوينتز» (نقاط اتخاذ القرار)، إشارة إلى القرارات المهمة التي اتخذها بعد هجوم 11 سبتمبر، مثل إعلان الحرب العالمية ضد الإرهاب، وغزو أفغانستان، وغزو العراق.

ومن فصول الكتاب «التوقف عن تعاطي الخمر»، و«يوم النار» (هجوم 11 سبتمبر)، و«الأزمة المالية» و«العودة إلى الإيمان».

وكشف بوش أنه أعطى الأمر للسلاح الجوى الأميركي بإسقاط الطائرات المدنية المشبوهة يوم 11 سبتمبر، بعد هجوم الطائرات الثلاث المخطوفة على نيويورك وواشنطن. وأنه اعتقد أن الطائرة الرابعة التي سقطت في ولاية بنسلفانيا سقطت بسبب صاروخ من طائرات السلاح الجوي الأميركي. وفي وقت لاحق، تأكد أنها سقطت بعد أن هجم المسافرون على الخاطفين الذين ارتبكوا وفقدوا السيطرة على الطائرة.

وفي الكتاب، وصف بوش وصفا عاطفيا اجتماع يوليو (تموز) سنة 2001 مع البابا في مقره الصيفي. وأشار إلى أنه لاحظ أن البابا يعاني من مرض باركنسون. ورغم أن البابا تحدث عن تطور العلم ودور ذلك في علاجه من المرض، فإنه كرر على بوش أن «يدعم الحياة»، إشارة إلى معارضة البابا للإجهاض، ولعمليات زرع خلايا حية من أجنة أخرجت من أرحام أمهاتها.

في وقت لاحق، في جنازة البابا، وبعد ضغط من لورا، زوجة بوش، وقولها «لنصلي من أجل المعجزات»، صلى بوش لشفاء بيتر جيننغز، مذيع تلفزيون «إيه بي سي»، الذي كان أصيب بالسرطان في ذلك الوقت، وتوقف عن تقديم برنامجه التلفزيوني. وقد توفي المذيع في وقت لاحق.