غالبية الكتل الرئيسية العراقية ترحب بالمبادرة السعودية.. وائتلاف المالكي يريد مهلة لدراستها

قائمة علاوي: ندعو الجميع لقبولها > قيادي بائتلاف الحكيم: جاءت في الوقت المناسب > قيادي كردي: السعودية عرفت بدعمها لقضايا الشعب العراقي ونرحب بمبادرتها

TT

رحبت الكتل السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات البرلمانية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعية لاجتماع الكتل السياسية العراقية في السعودية بعد انتهاء مناسك الحج، تحت مظلة جامعة الدول العربية، وعلى غرار اجتماع الطائف الذي تمكن من حل المشكلة اللبنانية.

وقالت ميسون الدملوجي، الناطقة الرسمية باسم ائتلاف العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية: «بالتأكيد نرحب بهذه المبادرة، ونشكر خادم الحرمين الشريفين على مبادرته الطيبة والمخلصة هذه، ولا سيما أن العراق بلد عربي وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية، ويتمسك بانتمائه العربي والإسلامي»، مشددة على أن «هناك علاقات تاريخية متميزة وقوية تربطنا بالمملكة العربية السعودية التي اهتمت منذ البداية بمشكلة الشعب العراقي وعملت على المساهمة في مساعدة العراق والعراقيين من أجل الاستقرار».

وأضافت الدملوجي قائلة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس، أن «المشكلة العراقية ليست محصورة في العراق والعراقيين فحسب، بل إن استقراره أو - لا سمح الله - اضطرابه سينعكس على أمن واستقرار المنطقة»، معبرة عن أمنية ائتلاف العراقية بأن «تتوسع هذه المبادرة وتدعى إليها كل من تركيا وإيران باعتبارهما من دول الجوار للعراق من جهة، وأن تتحول اللقاءات الموعودة إلى مبادرة للمصالحة الوطنية بين الأطراف العراقية على غرار ما بدأته جامعة الدول العربية في السابق في هذا الاتجاه».

وعما إذا كان ائتلاف العراقية أو أطراف أخرى ستعتبر هذه المبادرة تدخلا في الشأن العراقي الداخلي، قالت الناطقة الرسمية باسم الائتلاف: «كنا نتمنى أن يكون حل الأزمة السياسية العراقية عراقيا، ويصب في مصلحة العراق ودول المنطقة، لكن تفاقم وخطورة الأزمة دعت الدول العربية إلى أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية بالمساهمة في حل الأزمة، وهذا مطلوب عربيا»، مشيرة إلى أن «خادم الحرمين الشريفين معروف بمبادراته العربية لتقديم الدعم السياسي لإخوته بما يسهم في مصلحة العرب والمسلمين جميعا». ودعت باسم ائتلاف العراقية جميع الأطراف السياسية العراقية المعنية إلى حضور الاجتماع والاستجابة إلى المبادرة «التي نتفاءل بأن تصل إلى نتائج طيبة، فالحوار أفضل من الخلافات، والاتفاق على نقاط تصب في مصلحة البلد والشعب ودول المنطقة أفضل بكثير من بقاء الحال هكذا»، مشددة على أهمية «الخروج بقرارات يتم تنفيذها والالتزام بها». وأضافت: «إن كتلة العراقية وحرصا منها على المصالح العليا للشعب العراقي أبدت استعدادها للتفاوض مع الكتل السياسية الصديقة وفق منظور شراكة كاملة وحقيقية تعطي لـ(العراقية) حقوقها ككتلة فائزة للمساهمة في قيادة العمل السياسي بحسب إرادة الشعب العراقي الذي صوت بقوة لكتلة العراقية، إلا أن المفاوضات لم تستكمل بعد بتوقيع الاتفاقات الملزمة مع هذه الكتل».

ورفض علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، التعليق على المبادرة، وقال في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن التعليق على المبادرة إلا بعد دراستها». والموقف نفسه أعلنه حسن السنيد، القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، حيث قال إنهم يحتاجون إلى مهلة «للاطلاع على فحوى المبادرة».

لكن عزة الشابندر، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، المتحالف مع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، قال بصدد مبادرة الملك عبد الله: «بشكل عام هناك ترحيب جيد بالمبادرة من قبلنا»، منوها بأن «هذه المبادرة جاءت في وقت مناسب». وحول ما يعنيه بـ«الوقت المناسب»، قال الشابندر لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس: «التوقيت هنا محل بحث لأن المستوى الذي وصلت إليه التفاهمات بين الكتل السياسية العراقية جيد، وإذا جاءت المبادرة لتتويج ودعم هذه النتائج فستكون (المبادرة) جيدة جدا». وأضاف الشابندر أن «السعودية بلد مهم جدا ومؤثر ونتمنى أن يكون توجه الحكومة العراقية القادمة مع توجه السعودية، وأن تنتهج سياسة بناء علاقات جيدة ومتوازنة مع دول الجوار، وفي مقدمتها السعودية».

ووصف قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، مبادرة العاهل السعودي بأنها «تأتي في الوقت المناسب جدا»، مشيرا إلى أن «المجلس الأعلى الإسلامي والائتلاف الوطني العراقي يرحبان بهذه المبادرة التي تعبر عن حرص أخوي عربي وإسلامي على مصلحة الشعب العراقي».

إلى ذلك، قال فخري كريم، كبير مستشاري الرئيس العراقي جلال طالباني، لـ«الشرق الأوسط» إن الدعوة قيد الدراسة حاليا، وإن الرئاسة العراقية «ستعلن موقفها منها لاحقا». وكذلك الحال مع رئاسة إقليم كردستان التي قال رئيس ديوانها فؤاد حسين لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، سيعلن موقفه من المبادرة اليوم.

لكن فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، وعضو التحالف الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، بمبادرة العاهل السعودي، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة السليمانية، أمس: «نحن بالتأكيد نرحب بهذه المبادرة، وبأي مبادرة من دول الجوار، وخاصة المملكة العربية السعودية التي عرفت بدعمها لقضايا الشعب العراقي في اتجاه تحقيق التوافق والمصالحة الوطنية، وبوقوفها على مسافة متساوية من جميع الأطراف والكتل السياسية العراقية».

وكشف معصوم الذي يترأس مجلس النواب العراقي، باعتباره أكبر الأعضاء سنا، عن أن «محادثة هاتفية كانت قد جرت اليوم (أمس) بين وزير الخارجية السعودي ورئاسة الجمهورية العراقية بهذا الصدد»، مؤكدا «ترحيب الرئيس طالباني بالمبادرة وبجميع المبادرات الخيرة التي تصب في مصلحة العراق ودول المنطقة»، معربا عن أمله «في الوصول إلى نتائج طيبة تسهم في حل الأزمة السياسية العراقية، وأن يتم تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها بفاعلية جميع الأطراف العراقية».