الداخلية السعودية عن الطرود المفخخة: تبادل المعلومات بـ«السرعة المطلوبة» أساس لمكافحة الإرهاب

اللواء التركي: نؤمن بأهمية تبادل المعلومات الأمنية ذات الصبغة الاستخباراتية

اللواء منصور التركي
TT

اعتبرت وزارة الداخلية السعودية، أمس، أن تبادل المعلومات الأمنية بين الدول، أساس في مكافحة إرهاب «القاعدة»، وذلك في إطار تعليقها المقتضب عن إسهامها في الكشف عن الطرود المفخخة التي كانت متوجهة من اليمن إلى شيكاغو، مرورا بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد اللواء منصور التركي المتحدث باسم داخلية الرياض، أنهم كسعوديين يؤمنون بأهمية تبادل المعلومات بين الدول لمواجهة ومكافحة الإرهاب. وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، في تعليقه على إسهام بلاده في كشف قضية الطرود المفخخة: «السعودية تؤمن بأهمية تبادل المعلومات الأمنية ذات الصبغة الاستخباراتية بالسرعة المطلوبة كأساس لمكافحة الإرهاب».

ولم يكشف اللواء التركي، في سياق تعليقه العام، عن طبيعة المعلومات الأمنية التي تم تمريرها للجهات الأمنية في الولايات المتحدة وبريطانيا واليمن والإمارات، أو عن طبيعة المواقع المستهدفة، وسط تأكيدات لخبراء أمنيين تحدثت لهم «الشرق الأوسط» أمس، بتعامل الرياض بمهنية عالية مع المعلومات التي تحصلت عليها.

ويرى هؤلاء الخبراء، أن السعودية أحسنت التعامل مع المعلومات التي حصلت عليها في قضية الطرود المشبوهة، مما مكن الأميركيين من ضبطها قبل وصولها إلى الجماعات الإرهابية التي كانت تتهيأ لاستقبالها لتنفيذ مخططاتها، مؤكدين أن «عامل الوقت» الذي راعاه السعوديون في تمرير المعلومات، لعب دورا كبيرا في تمكين واشنطن من كشف تلك المخططات وإحباطها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها السعودية بتزويد دول بمعلومات تساعدها في كشف مخططات إرهابية، أو تنبهها من هجمات محتملة.

ويأتي كشف واشنطن عن إسهام الرياض في إحباط عملية الطرود المفخخة، بعد نحو 10 أيام، من إعلان وزير الداخلية الفرنسي، بتلقيهم معلومات من السعوديين، تفيد بتعرض دول أوروبية لهجمات إرهابية محتملة. وكانت فرنسا قد أعلنت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على لسان وزير داخليتها، أن أجهزة الأمن السعودية نبهت نظيرتها الأوروبية لتهديد إرهابي على أرض القارة، مصدره تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وطبقا لما ذكره المسؤولون الأميركيون، وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما، فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو مصدر الطرود المفخخة التي كانت متوجهة لمدينة شيكاغو الأميركية.

ويعكس حديث الفرنسيين والأميركيين، عن مسؤولية فرع تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية عن الهجمات المحتملة التي كانت تستهدف واشنطن وباريس، التي ساعدت الرياض في كشفها، حجم العمل الأمني الذي تقوم به السعودية في مكافحة «القاعدة» في اليمن، وخصوصا بعد أن تمكنت من تصفية كل قياداته على أراضيها، وطرد البقية إلى خارجها.