بريطانيا تحث أميركا على إغلاق مواقع المتطرفين

تصنيع متفجرات سيمتكس والعبوات الناسفةوخطف الطائرات.. نقاشات ساخنة بين المتطرفين على الإنترنت

TT

دعت بريطانيا أول من أمس الولايات المتحدة إلى إغلاق مواقع على الإنترنت يستخدمها متطرفون وحثت على مزيد من تضافر الجهود لإحباط تهديدات المتشددين قبل اللجوء إلى الحرب.

وقالت وزيرة الأمن البريطانية بولين نيفيل جونز إن زعماء «القاعدة» في باكستان أظهروا «مرونة مذهلة» وإن فروع الجماعات لديها التصميم والقدرة على شن هجمات في الغرب. وقالت نيفيل جونز، في تصريحات معدة للإلقاء في معهد بروكينغز للأبحاث في واشنطن: إن استراتيجية الأمن الوطني الجديدة لبريطانيا تتطور بوجه عام «على خلفية سياق عالمي لا نقيمه على أنه شيء موات على نحو خاص للمصالح الغربية».

وعبرت الوزيرة البريطانية عن قلقها من السماح لمواقع يستخدمها متطرفون مثل رجل الدين أنور العولقي لتجنيد قوات مناهضة للغرب.

وقالت: المواقع التي تظهر فيها رسالته الإرهابية لن يُسمح بها على الإطلاق في المملكة المتحدة.

وتابعت قائلة: «إذا وجدت تلك المواقع مزودا للخدمة في المملكة المتحدة فسيجري إغلاقها». لكن نيفيل جونز قالت إن الكثير من هذه المواقع تجد مزودا لخدمات الإنترنت في الولايات المتحدة.

وقالت إن بريطانيا تريد أن تعمل عن كثب لإيجاد سبل لإغلاق تلك المواقع رغم قضايا حرية التعبير. ودافعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نهجها باعتباره يعبر عن التوازن المناسب بين المصالح المتنافسة ومنها استخدام مثل هذه المواقع كمصدر للمخابرات وكنموذج لحرية استخدام الإنترنت الذي يمكن أن يقلل في نهاية المطاف من التطرف السياسي العنيف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي.جيه كراولي: حيث إن الأنشطة على الإنترنت تمثل تهديدا للمواطنين، فإن الحكومة الأميركية لديها سلطات قانونية مهمة للتحرك عند الحاجة لحماية المواطنين.

وقالت نيفيل جونز في يوليو (تموز): إن الغرب يواجه ما يرقى إلى أن يكون سباقا في تكنولوجيا الأسلحة مع الإرهابيين. وفي الشهر الماضي قال رونالد نوبل، الأمين العام لجهاز الشرطة الدولية الإنتربول: إن عدد المواقع التابعة للمتطرفين على الإنترنت ارتفع بشكل كبير، فبعد أن كان 12 موقعا في 1998 وصل إلى 4500 في 2006. ودافعت نيفيل جونز عن تقليص لحجم القوات العسكرية البريطانية أوصت به مؤخرا مراجعة أجرتها الحكومة. وقالت: إن القوة الشديدة مكلفة ولا يجب استخدامها إلا عندما تفشل القوة الناعمة. إلى ذلك قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس: إن السلطات الأمنية في بريطانيا ودبي عثرت على طردين ناسفين كانا في طريقهما جوا من اليمن إلى الولايات المتحدة فيما وصفه بأنه «تهديد إرهابي فعلي». وحامت الشبهات حول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعمل انطلاقا من اليمن والذي كان قد أعلن مسؤوليته عن مؤامرة فاشلة لتفجير طائرة أميركية فوق ديترويت في عيد الميلاد عام 2009.

وفيما يلي عرض لأفكار عامة لهجمات جرت مناقشتها في الآونة الأخيرة في غرف دردشة ومواقع على الإنترنت خاصة بالمتشددين ومحمية بكلمات سرية بحسب تقارير معهد «سايت» ومقره الولايات المتحدة، والذي يرصد مواقع الإرهاب, ومنها: نقل المتفجرات عبر نقاط التفتيش, وتصنيع مادة سيمتكس، وهي متفجرات بلاستيكية، بعد أن أشار عضو في منتدى «شموخ الإسلام» إلى صعوبة اكتشافها بواسطة الأجهزة الحديثة للكشف عن المتفجرات. وبدأت المناقشة في 16 أكتوبر (تشرين الأول) وشارك فيها بصفة أساسية متشددون يتحدثون العربية حاولوا ترجمة كتيب باللغة الإنجليزية عن سيمتكس إلى اللغة العربية.

وشملت الأسئلة الخاصة بسيمتكس: كيف يمكن أن تجتاز المادة نقاط التفتيش من دون رصدها؟ وأسئلة بشأن هيئتها. وعرض متشدد آخر صورا ولقطات فيديو من مصادر أخرى بخصوص تأثير 200 غرام من مادة سيمتكس على الطائرة حين يكون ضغط الهواء مرتفعا بداخلها. وبالنسبة لخطف الطائرات اقترح متشددون طرقا لشن هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 باستخدام طائرات ومتفجرات. بدأت المناقشة على منتدى «شموخ الإسلام» في 18 أكتوبر 2010 حين سأل متشدد متصفحي المنتدى عن أسهل الطرق لتنفيذ هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر وعرض فكرته لاختطاف طائرة من دون استخدام أسلحة. وبخصوص «الأحزمة الناسفة» ناقش متشددون الأحزمة الناسفة وشريط تفجير كوردتكس في كتابات على منتدى «شموخ الإسلام» وبدأت المناقشات في 30 سبتمبر 2010 حين عرض متشدد صورا لحزام ناسف تم نزعه من مهاجم انتحاري قبل أن يتمكن من تفجيره، وكتب تعليقا قال فيه إن الحزام مزود بشريط كوردتكس وكان يمكنه قتل أعداد كبيرة من الأشخاص. وركز بعض المتشددين على صحة الزعم بإمكانية منع مهاجم انتحاري من تنفيذ مهمته بينما أبدى آخرون اهتماما بكوردتكس والعبوات الناسفة. وحول الألعاب المفخخة, وزعت مجموعتان من التعليمات معا، أحدهما عبارة عن رسم تخطيطي والأخرى شريط فيديو, لاستخدام تقنيات من سيارة لعبة يتم التحكم فيها عن بعد لتنفيذ تفجيرات، وذلك على منتديات للمتشددين في 25 يوليو 2009. وسبق أن عرض الناشر الذي يستخدم اسم «البراء المصري» عدة كتيبات خاصة بالأسلحة. وأعد متشدد كتيبا عن إعداد خليط ناسف من كلورات الصوديوم من مواد منزلية ووزعه. ونشر الكتيب على منتدى «شموخ الإسلام» في 15 أكتوبر 2010. وشرح أن المتفجرات التي تعتمد على الكلورات من أقوى المواد الناسفة المدنية، وقدم مجموعتين من التعليمات التفصيلية المصحوبة بصور لإنتاج كلورات الصوديوم من خلال عملية يستخدم فيها الهيدروكسيد. وبالنسبة لاستخدام «سم الفئران», اقترح متشدد استخدام سم الفئران لتلويث إمدادات المياه، وبالتالي تحويل السم إلى سلاح دمار شامل. وكتب على منتدى «شموخ الإسلام» في 23 أكتوبر 2010 يقول إنه ينبغي على المقاتلين في الدول المعادية عمل فجوات في أنابيب المياه النقية ووضع سم بداخلها أو إضافة ما وصفها بأنها ألوان ونكهات جهادية مختلفة. وقال: إن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى وخسائر اقتصادية فادحة وترغم الدول المعادية على الإذعان لمطالب «القاعدة».