كاميرون: الطرد المفخخ كان معدا لينفجر في الطائرة

لجنة حكومية بريطانية تجتمع لبحث التهديدات الأمنية

TT

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، مساء أمس، أن الطرد المفخخ الذي عثر عليه داخل طائرة شحن في بريطانيا كانت ستتجه إلى الولايات المتحدة, كان معدا لينفجر في الطائرة.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني من منزله في تشيكرز، قرب لندن لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «نعتقد أن الشحنة كانت معدة لتنفجر في الطائرة».

وأضاف: «لا يمكننا التأكد من الوقت الذي كان سيحصل فيه ذلك. ليس ثمة دليل على أن هذا (الانفجار) كان سيقع فوق الأراضي البريطانية, ولكن بالتأكيد لا يمكننا استبعاد هذه الفرضية».

وأضاف قائلا: «لقد تحدثت أيضا إلى الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، لأوضح له أنه يجب علينا أن نبذل المزيد من الجهد للتضييق على سرطان (القاعدة) في اليمن والجزيرة العربية والقضاء عليه».

إلى ذلك قالت السلطات البريطانية، أمس، إن القنبلة التي عثر عليها على متن طائرة شحن متجهة إلى الولايات المتحدة كانت قوية بدرجة تكفي لإسقاط طائرة.

وفي الوقت نفسه، بحثت قوات الأمن اليمنية، أمس، عن متشددين لتنظيم القاعدة يشتبه في أنهم مسؤولون عن مؤامرة لتفجير أهداف يهودية في شيكاغو تم الكشف عنها من خلال اعتراض طردين مفخخين في دبي وبريطانيا أرسلا من اليمن إلى الولايات المتحدة.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، أمس، إن العبوة الناسفة التي عثر عليها على متن طائرة شحن متجهة للولايات المتحدة في مطار بريطاني كانت صالحة للاستخدام، وكان يمكن أن تسقط طائرة إذا انفجرت. وأضافت: «يمكنني أن أؤكد أن العبوة كانت صالحة للاستخدام وكان يمكن أن تنفجر. الهدف ربما كان طائرة ولو انفجرت لكان من الممكن أن تسقطها». ويقول مسؤولون إن الطردين الناسفين يحملان بصمات تنظيم القاعدة، وعلى وجه الخصوص «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، ويبدو أنهما يحتويان على المواد الناسفة نفسها التي استخدمت في محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية في عيد الميلاد في العام الماضي بقنبلة خبأها نيجيري في ملابسه الداخلية. وأكد مسؤولون أن لجنة حكومية بريطانية خاصة اجتمعت لمناقشة اكتشاف طرد يحتوي على مواد متفجرة على متن طائرة شحن مقبلة من اليمن أمس. وعثر على طرد فيه طابعة كومبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بها على متن طائرة شحن في مطار (إيست ميدلاندز) وسط إنجلترا أمس. وكانت الرحلة متجهة إلى شيكاغو، بينما عثر أيضا في دبي على طرد مريب آخر على متن رحلة متجهة إلى المدينة الأميركية نفسها. وأشارت وزارة الداخلية البريطانية إلى أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن المملكة المتحدة هي الهدف الحقيقي للهجوم. ورأست وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي اجتماع لجنة (كوبرا) التي تضم مسؤولين من وزارات مختلفة في حالات الطوارئ. وقالت ماي: «في المرحلة الراهنة، يمكنني القول إن الطرد كان يحتوي بالفعل على مواد متفجرة». وكانت بريطانيا قد قررت تعليق الرحلات المباشرة مع اليمن في يناير (كانون الثاني) 2010. وأثار اكتشاف الطردين على طائرتي شحن في طريقهما إلى مدينة شيكاغو الأميركية، استنفارا أمنيا على المستوى الدولي. وأكدت وزيرة الداخلية البريطاني، تيريزا ماي، في وقت مبكر أمس أن الطرد المريب الذي عثر عليه على متن طائرة شحن متجهة إلى الولايات المتحدة كان يحتوي على مادة متفجرة. وعلى الرغم من ذلك، فقد قالت إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت «عبوة قابلة للانفجار». وقد تم العثور على طردين مريبين تردد أنهما يحتويان على مواد متفجرة أول من أمس، على متن طائرتي شحن متجهتين إلى الولايات المتحدة بمطارين في بريطانيا ودبي.

وتم إرسال الطردين من اليمن، مركز تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إلى معبدين يهوديين في شيكاغو. وقد صرح ناطق باسم «الاتحاد اليهودي» في شيكاغو بأنه طلب من أبناء الجالية اتخاذ الحيطة والحذر. وقالت ماي: «في هذه المرحلة، يمكنني أن أقول إن العبوة تحتوي على مادة متفجرة. ولا يزال الطب الشرعي يتابع عمله»، مضيفة أنها على اتصال مع وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو. وفي واشنطن، قالت جانيت نابوليتانو، وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، في مقابلة مع شبكة «أيه بي سي نيوز» التلفزيونية أعتقد أننا متفقون على أن الطردين يحملان كل بصمات تنظيم القاعدة، وخاصة «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».

وفي سلسلة من المقابلات أدلت بها أمس، قالت نابوليتانو إن السلطات تتحرى لمعرفة ما إذا كانت هناك طرود أرسلت قبل الطردين اللذين تم اعتراضهما، الأمر الذي قد يقدم دلائل على محاولات اختبار النظام الأمني في الولايات المتحدة. وتعهد الرئيس الأميركي أوباما بألا يدخر المسؤولون الأميركيون جهدا لمعرفة مصدر الطردين، واصفا إياهما بتهديد إرهابي فعلي يستهدف مكاني عبادة لليهود.

ومن شأن محاولة تفجير طرود ناسفة خرجت من اليمن أن يفاقم المخاوف الأمنية بشأن هذه الدولة العربية التي تعاني عدم الاستقرار والتي ينظر إليها الغرب باعتبارها موطن أحد أكثر أجنحة «القاعدة» إبداعا وجرأة. وأعلن البيت الأبيض، أول من أمس، أن السعودية ساعدت في تحديد التهديد الأمني المقبل من اليمن الذي أضحى ملاذا لبعض المتشددين المناهضين للولايات المتحدة، بينما قدمت بريطانيا ودبي معلومات أيضا. وعثر على الطرد الأول على متن رحلة لشركة نقل الطرود الأميركية «يو بي إس» أثناء توقفها في مطار «إيست ميدلاندز»، بالقرب من نوتنغهام بوسط إنجلترا. وعثر على عبوة على الطائرة، وصفتها الشرطة بأنها حاوية للحبر تستخدم في طابعات الكومبيوتر «تم التلاعب بها». قال مصدر أمني إن السلطات اليمنية صادرت أمس 26 طردا للتحقيق في محتوياتها بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة عن ضبط طردين بريديين مصدرهما اليمن كانا في طريقهما نحو معبد يهودي في مدينة شيكاجو في الولايات المتحدة. وتجيء حملة الطرود المفخخة بعد نحو يومين من وعود الحكومة البريطانية بأنها مستعدة للسماح بمرونة أكبر في ما يخص الطريقة التي تطبق بها الإجراءات الأمنية في مطارات البلاد. ووعد وزير المواصلات البريطاني، فيليب هاموند، بتغيير الإجراءات الأمنية المعمول بها في رد فعل على دعم مسؤولين في قطاع الطيران لانتقادات كان قد وجهها مدير شركة الخطوط الجوية البريطانية مارتن براوتن. وقال براوتن إن الكثير من إجراءات التفتيش الأمني لا مبرر لها، مشيرا إلى أن بعض إجراءات السلامة والتفتيش الأمني التي تمارس في المطارات لم تعد صالحة أو مجدية على الإطلاق. من جهتها، قالت شركة الطيران البريطانية (بريتش أيرويز)، أمس، إن مسؤولين أميركيين كانوا في استقبال طائرة مقبلة من لندن، من دون أن تعلق على معلومات عن تفتيش حمولة هذه الطائرة. وأكدت صحف بريطانية عدة أمس أن جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6) أبلغ الولايات المتحدة بالتهديد، مع أن البيت الأبيض ذكر أن السعودية هي التي أبلغته ذلك.

وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن الاستخبارات البريطانية اكتشفت وجود طرود بفضل معلومات قدمها أحد عملائها مسؤول عن شؤون اليمن. وذكرت الـ«غارديان» من جهتها أن الاستخبارات البريطانية أبلغت واشنطن الأمر على الفور بعد دقائق من اكتشاف الطرد في الساعة 3.28 (2.28 بتوقيت غرينتش). لكن الحكومة البريطانية لم تؤكد ذلك. ورأت «الـ(غارديان) أن اكتشاف الطرود على متن طائرات بمنطقة الشرق الأوسط والمملكة المتحدة يمثل تغيرا واضحا في تكتيكات تنظيم القاعدة التي كان هدفها المعابد اليهودية في شيكاغو. كما أوضحت الصحيفة أن هذه العمليات أثارت انتباه دول القارات الثلاث».