الجيش التركي يقاطع احتفالا بسبب حجاب السيدة الأولى

أردوغان يعلن عزم بلاده إطلاق أول قمر اصطناعي للتجسس في 2012

طلاب أتراك يحملون صورة كبيرة لمصطفى كمال أتاتورك في الذكرى الـ 87 لليوم الوطني في أنقرة أول من أمس (رويترز)
TT

رفض الجيش التركي المشاركة مساء أول من أمس في حفل استقبال أقيم في القصر الرئاسي بسبب الحجاب الذي كانت ترتديه السيدة الأولى، في قرار انتقده رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي ترتدي زوجته الحجاب أيضا.

كان كبار مندوبي الجيش أبرز المتغيبين عن حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس عبد الله غل في مناسبة عيد الجمهورية للاحتفال بذكرى إنشاء تركيا الحديثة والعلمانية في 1923. وقد أقام الجيش احتفالا منفصلا في الموعد المحدد للاحتفال في القصر الرئاسي، فتوافرت للجنرالات ذريعة حتى لا يلبوا دعوة رئيس الدولة. وذكرت الصحف أن حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) أبرز أحزاب المعارضة العلمانية، لم يلب أيضا دعوة الرئيس. وترتدي خير النساء غل وأمينة أردوغان وزوجات عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية، المنبثق عن التيار الإسلامي، الحجاب. وانتقد أردوغان، الذي يترأس حكومة محافظة منذ 2002، الجنرالات، مؤكدا أن «القوات المسلحة كان يجب أن تكون حاضرة هنا» في القصر الرئاسي. وكان الجنرالات يشاركون في السابق في احتفال عيد الجمهورية، لكن الرئيس وجه هذه السنة دعوة لزوجات المشاركين، مما يعني أنه كان في استطاعة المحجبات المشاركة في الاحتفال.

وغل مسؤول سابق في حزب العدالة والتنمية الذي يسعى منذ وصوله إلى الحكم إلى رفع الحظر المفروض على الحجاب في الإدارات العامة والجامعات.

ويعتبر العلمانيون، ومنهم الجيش، أن الحجاب تحدٍّ للعلمانية ويتخوفون من أي تدبير قد يضعف حظره في الإدارات والمدارس. وقد خفف مجلس التعليم العالي الذي كان يعتبر معقلا للتيار العلماني والذي بات يرأسه أحد المؤيدين لأردوغان، حظر الحجاب في الكليات في الأسابيع الأخيرة.

وحول شأن تركي آخر، أعلن رئيس الوزراء أردوغان، أمس، أن تركيا تنوي وضع قمرها الاصطناعي الأول للتجسس في المدار خلال عام 2012. وقال أردوغان في كلمة متلفزة إلى الشعب التركي في ذكرى إعلان الجمهورية: إن «الأعمال تتواصل على صعيد قمر غوكتورك الصناعي للتجسس الذي صممه المهندسون الأتراك». وأضاف: «إن شاء الله ننوي وضعه في المدار في 2012».

وقد أسهمت في صنع هذا القمر شركات «أسلسان» التركية للتسلح، و«تيليسباسيو» المتفرعة من فينمكانسيا الإيطالية و«تاليس ألينيا سبايس» الفرنسية. وسيخفض هذا القمر الصناعي المزود بأداة بصرية بالغة الدقة اعتماد تركيا على المعلومات الأميركية في إطار التصدي للمتمردين الأكراد في حزب العمال الكردستاني، الذي يعتبره عدد كبير من البلدان منظمة إرهابية.