الوقوف على مسافة واحدة من الجميع شعار السعودية تجاه عراق ما بعد صدام

الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين اتخذت دائما مواقف تدين العنف وتدعو الجميع إلى تغليب المصلحة الوطنية

TT

لم ينفك الوضع في العراق عن الحضور في جميع البيانات الرسمية الأسبوعية التي تصدرها الحكومة السعودية في أعقاب عقد مجلس الوزراء منذ سقوط النظام العراقي في أبريل (نيسان) 2003 وحتى هذا اليوم، ودائما ما كانت السياسة السعودية تجاه عراق ما بعد صدام تتسم بالحيادية وعدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي وسط تأكيدات انتهاج سياسة الوقوف على مسافة واحدة مع كل أطياف العراق.

ودائما ما كانت عبارات ومفردات «الشعب العراقي الشقيق» و«العراق الشقيق» تحضر دوما ضمن المواقف السعودية الدائمة تجاه العراق كبلد مجاور «شقيق»، والشعب العراقي كشعب «تاريخ وحضارة وأصالة وعزة وثراء إنساني» مثلما وصفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في ندائه يوم أمس ولجميع أطيافه السياسية، ودعوته لعقد لقاء جامع في الرياض للتوصل إلى حل شامل.

«الشرق الأوسط» ترصد مواقف الرياض في الأشهر الخمسة المنصرمة تجاه هذا البلد، وذلك من خلال جلسات مجلس الوزراء السعودي الأسبوعية والتي تعقد عادة ظهر كل يوم اثنين من كل أسبوع والتي يرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بصفته رئيسا لمجلس الوزراء؛ حيث يتطرق المجلس في بداية الجلسة إلى المستجدات في المحيطين العربي والإسلامي والعالم بصفة عامة، ومن ضمنها الهم العربي وتداعياته.

وتطرق المجلس إلى الشأن العراقي في الجلسة التي عُقدت في 18 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام برئاسة الملك عبد الله، وجاء في سياق الخبر على لسان الدكتور عبد العزيز الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام، أن المجلس استمع إلى تقارير عن مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، ومنها التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة و«العراق» والسودان، مجددا مواقف السعودية الثابتة من ذلك وحرصها على كل ما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

بينما كان المجلس قد أدان أيضا في جلسته التي عقدت في 30 أغسطس (آب) من العام الحالي والذي وافق الـ20 من رمضان، سلسلة التفجيرات والهجمات الإرهابية التي ضربت أنحاء متفرقة من العراق وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، وقد ناشد المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين «الجميع نبذ العنف وضرورة التضامن في التصدي للأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العراق»، بينما كان المجلس قد جدد في جلسته التي عقدت في 23 من الشهر ذاته «دعوة المملكة للأشقاء في العراق إلى تضافر الجهود وتغليب المصلحة الوطنية وتشكيل حكومة عراقية يجتمع عليها أبناء الشعب العراقي لتحقيق طموحاتهم مجددا ووقوف المملكة ومساندتها لكل ما يحقق أمن واستقرار ووحدة العراق».

وأما في جلسة 12 يوليو (تموز) 2010، فقد أوضح وزير الثقافة والإعلام لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن المجلس استعرض جملة من التقارير حول تطورات الأحداث في عدد من الدول العربية والإسلامية الشقيقة، وما يشهده بعضها من أعمال عنف ضد المدنيين، ومن ذلك الوضع في العراق وباكستان وأفغانستان والصومال وأوغندا؛ حيث أدان في هذا الشأن جميع الأعمال والتفجيرات الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح، فضلا عن زعزعة الأمن والاستقرار في هذه الدول، مبينا في سياق متصل أن المجلس «دعا الإخوة الأشقاء في العراق إلى التمسك بوحدة وطنهم وأخوتهم والعمل على سرعة تشكيل الحكومة العراقية لإعطاء المزيد من الأمن والاستقرار للعراق الشقيق».

لم يغب الإنسان العراقي البسيط واحتياجاته وهمومه عن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين، كان آخرها استجابته لنداء وجهه والدا توأم سيامي «زينب ورقية» من مدينة النجف العراقي في يونيو (حزيران) الماضي استجاب له الملك عبد الله سريعا، موجها باستضافة التوأم ووالديهما، وإجراء الفحوصات اللازمة لهما وبحث إمكانية إجراء عملية فصل لهما في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض، وهو ما تم بالفعل بعد وصولهما إلى هناك؛ حيث تعافت إحدى التوائم بينما انتقلت روح الأخرى إلى بارئها لصعوبة حالتها.