محافظ المثنى: جيرتنا مع السعودية عنصر اطمئنان.. ونتطلع إلى إعادة فتح منفذ جميمة

الميالي: نعتزم تنظيم مهرجان لسباق الجمال ندعو إليه دول الخليج

TT

كشف إبراهيم سلمان الميالي، محافظ المثنى، عن وجود مواقع ملوثة باليورانيوم في المحافظة، نتيجة الحروب التي حدثت في العراق. بينما وصف «الجيرة» مع السعودية بأنها «عنصر اطمئنان وأمان وخير»، بسبب العلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ زمن بعيد، داعيا الشركات السعودية إلى الاستثمار في المحافظة وفتح منفذ جميمة الحدودي.

وأكد الميالي لـ«الشرق الأوسط» أن محافظة المثنى «تتمتع بحالة أمنية مستقرة منذ سقوط النظام السابق ولغاية الآن لم تحدث فيها سوى بعض الخروقات الأمنية التي لم تعطل حركة الشارع عكس ما حدث في المحافظات الأخرى»، مضيفا: «أبناء المدينة وعناصر الأجهزة الأمنية تكاتفوا من أجل أن تكون المثنى هي الأولى في الأمن والاستقرار، وخير دليل أنها كانت أول محافظة تتسلم ملفها الأمني من الجيش الأميركي».

وحول الأوضاع الأمنية على الحدود السعودية، قال محافظ المثنى: «يوجد تعاون كبير مع الجانب السعودي للقضاء على أي خروقات قد تحدث، ومن دون هذا التعاون لا نستطيع تأمين الحدود»، مؤكدا أن «جيرة المملكة هي جيرة اطمئنان وأمان وخير وهذا يعود إلى الأصول المشتركة والعلاقات التاريخية القديمة بين البلدين». وتابع الميالي: «نحن نأمل فتح منفذ جميمة الحدودي خاصة، والموضوع متابع من قبل السفير العراقي ومن الخيرين في المملكة، ويسهل فتح المنفذ الحدودي دخول حجاج بيت الله الحرام من دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى دخول البضائع السعودية إلى العراق، وسوف نتعهد بتقديم التسهيلات والدراسات الاقتصادية كافة لهذا المنفذ».

وقال الميالي إن «أهالي السماوة يطمحون إلى أن تكون مدينتهم هي المنفذ الذي تدخل منه البضائع السعودية إلى العراق بدلا من الأردن، نظرا لأن الطريق الأخير يستغرق وقتا طويلا ويتطلب تكلفة مالية إضافية»، مؤكدا أن البضائع السعودية «تلقى رواجا كبيرا في الأسواق العراقية ومحافظة المثنى بالذات لأنها تمتاز بمتانة ورصانة وخاضعة للتقييس والسيطرة النوعية». وبخصوص تهريب المخدرات، قال الميالي: «تهريب المخدرات موجود في أغلب دول العالم، خاصة أن التهريب كان قد نشط بشكل كبير في زمن النظام السابق بعد دعمه من قبل أشخاص متنفذين في الحكومة العراقية آنذاك. وبعد سقوط النظام، شهدت البلاد فراغا أمنيا وسياسيا، لذلك نشطت حالة التهريب مرة أخرى، لكن في الوقت الحاضر وبجهود الجهات الأمنية والأجهزة الاستخباراتية، استطعنا القضاء على حالات التهريب، وقد استطاعت الأجهزة الأمنية تأمين الحدود الممتدة مسافة 400 كم مع السعودية».

وحول مخلفات الحروب في المحافظة، قال الميالي: «لدينا مناطق تكثر فيها الألغام بشكل كبير، بسبب تعرضنا لحربين: الأولى حرب الخليج عام 1991، والثانية الحرب الأخيرة في عام 2003، حيث تعرض الكثير من رعاة الماشية إلى حوادث خطرة أدت إلى وفاة الكثير منهم بسبب الألغام الموجودة في البادية، وعلى الجهات المسؤولة تنظيف البادية من الألغام، بالإضافة إلى وجود إشعاعات نووية خطيرة مشبعة باليورانيوم في مواقع، نعمل على توفير الإمكانات المادية لغرض إزالتها، ولدينا تنسيق مع وزارة الدفاع، حيث أرسلت فريقا مختصا في هذا المجال، ونحن جادون في إزالة الإشعاعات النووية».

وعلى الرغم من مشكلة التلوث، يأمل المحافظ إبراز مزايا محافظته كوجهة سياحية، ويقول: «لدينا أثر الوركاء الذي يمتد عمره إلى 7 الآلاف عام ومسجل في قائمة لائحة التراث العالمي، لكن للأسف طال هذا الأثر التاريخي الحرمان وعدم الاهتمام بها، لذا نناشد الجهات المختصة الاهتمام به، كما لدينا بحيرة ساوة الشهيرة بعجائبها وطبيعة مياهها التي لم تستغل لغاية الآن بشكل يليق بها». وكشف الميالي أيضا عن توجه لتنظيم «مهرجان لسباق الجمال في بادية السماوة، وسنوجه الدعوات إلى جميع دول الخليج والدول العربية للمشاركة في المهرجان، كما ننوي استحداث مدينة بدوية تخصص لإقامة المشاركين في المهرجان».

وتقع محافظة المثنى على بعد 270 كم جنوب العاصمة بغداد وتعد ثاني محافظة من حيث المساحة بعد الأنبار والأقل من حيث السكان في العراق. يغلب على جغرافيتها الطابع الصحراوي، بينما يشق نهر الفرات مركزها قضاء السماوة. ويعتمد أغلب أهالي المدينة في مصدر الرزق على الزراعة.