الميرغني: مشكلات السودان سببها التدخلات الخارجية

قال إن سلفا كير نفى عزمه إقامة علاقات مع إسرائيل في حال الانفصال

سلفا كير (أ. ف. ب)
TT

التقى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري مع محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني في القاهرة أمس، حيث بحثا آخر التطورات على الساحة السودانية ورؤية الحزب للخروج من الأزمة الحالية في ظل المشكلات بين الشمال والجنوب.

وأكد المتحدث الرسمي للخارجية المصرية حسام زكي أن لقاء أبو الغيط مع الميرغني يأتي في إطار حرص مصر الدائم على الحوار مع مختلف القوى والتيارات السودانية، بما يساعد الأشقاء في السودان على تحقيق التوافق الداخلي في هذه الفترة الهامة من تاريخ السودان.

وأشار زكي إلى أنه قد تم خلال المقابلة تناول مجمل تطورات الأوضاع في السودان، وخصوصا ما يتصل بترتيبات إجراء استفتاء تقرير المصير في الجنوب، ومستقبل السودان في مرحلة ما بعد الاستفتاء، والأوضاع في إقليم دارفور. مضيفا أن أبو الغيط شدد على أن مصر عملت طوال الفترة الماضية على دعم الحوار بين الشريكين وجهود التنمية في السودان، بما يؤمن الاستقرار والسلام هناك، بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.

وأكد أبو الغيط على أن مصر عازمة على مواصلة بذل كل الجهود الممكنة للوقوف بجانب السودان في كل قضاياه، وبغية دعم الاستقرار والتنمية في مختلف ربوع السودان الشقيق. كما دعا إلى تضافر كل جهود الأحزاب السودانية بما يحقق وحدة الصف السوداني في هذه المرحلة التي تعتبر الأهم في تاريخ السودان الحديث.

ومن جانبه أعلن الميرغني رفضه التام لفكرة انفصال جنوب السودان، وقال إن حزبه له موقف واضح من استفتاء تقرير المصير في الجنوب منذ عام 1995، وفقا لاتفاق «الميرغني جارانج» الذي تم توقيعه 1988 مع الدكتور جون جارانج، والذي ينص على وحدة السودان ترابا وشعبا. لافتا إلى أنه عندما طرح موضوع تقرير المصير امتنع الحزب الاتحادي الديمقراطي عن التوقيع، مشددا على وحدة السودان الآن ومستقبلا، حتى لو حدثت جهود من جانب البعض للانفصال.

وتساءل الميرغني عن إصرار بعض القوى الأجنبية لتعزيز الانفصال، قائلا إن «الدول التي ترعى هذا التوجه قائمة على الوحدة، سواء في غرب الأطلسي أو في أوروبا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة الأميركية.. فلماذا يتبعثر السودان؟»، مؤكدا على وجود علاقات طيبة مع هذه الأطراف، معربا عن أمله أن يعدلوا مواقفهم، لأن هذا كيد للسودان وشعبه.

وأشار الميرغني إلى أن السودان تتجاذبه المشكلات، فالجنوب ينفصل ودارفور يعاني، وكل هذه الأشياء تأتي بسبب التدخلات الأجنبية. مؤكدا عدم الرغبة في العداء مع الشعوب، وحل الأمور بعيدا عن التطرف، وعن طريق الرجوع إلى الشعب السوداني في ظل وجود ضمانات بالشفافية والنزاهة، وأن يعبر عن تطلعات وتوجهات الشعب السوداني.

وحول تصريحات سلفا كير، رئيس حكومة الجنوب، عن إقامة علاقات مع إسرائيل في حالة الانفصال وما تؤشر إليه، قال الميرغني إن «كير نفى هذا الكلام، وهذا يكفي، وعلى كل حال هذه جبهة أخرى».

وحول الخلافات القائمة على تقاسم السلطة والثروة وتقسيم الحدود بين الشمال والجنوب ومدى ملاءمة الظروف لعمل الاستفتاء، قال الميرغني: «أتمنى في المقام الأول أن يكون الاستفتاء أو الانتخابات حرة ونزيهة ولا يشوبها (تلبيس)».