جاسوس إسرائيلي سابق: «الموساد» كان على علم بمكان وجود الطبيب النازي مينجله

كان يعيش تحت هوية مزيفة في محيط مدينة ساو باولو بالبرازيل

TT

أفاد أحد الجواسيس السابقين لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بأن الموساد كان على علم منذ عام 1962 بمكان إقامة الطبيب النازي جوزيف مينجله، الذي كان مختفيا داخل البرازيل.

وقال العميل السابق للموساد، رافي إيتان، 82 عاما، لصحيفة «فولها دي ساو باولو» البرازيلية الصادرة أمس: «جئت مع عميل آخر للموساد إلى البرازيل عام 1962، وتأكدنا من أن مينجله كان يعيش تحت هوية مزيفة في محيط مدينة ساو باولو».

وأضاف إيتان أنه تم في أعقاب الزيارة اتخاذ استعدادات لاعتقال مينجله، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن هذه الخطة في نهاية الأمر.

ويعد مينجله مسؤولا عن القيام بأبشع التجارب الطبية داخل معسكر الإبادة والاعتقال في أوشفيتس إبان الحكم النازي، وكان معروفا باسم «ملاك الموت في أوشفيتس».

ونجح مينجله في الهرب إلى الأرجنتين بعد نهاية الحرب، وانتقل منها إلى البرازيل عام 1962، ليعيش هناك تحت اسم مستعار.

وتعرض مينجله لحادث غرق عام 1979 في أحد المسابح على ساحل منتجع بيرتيونا الساحلي الواقع بمدينة ساو باولو.

وكان رافي إيتان رئيسا للمخابرات الإسرائيلية التي اختطفت عام 1960 مجرم النازية ومنظم المحرقة أدولف آيشمان من الأرجنتين، حيث حكم عليه في إسرائيل بالإعدام وتم تنفيذ الحكم. وكانت عملية الاختطاف هذه قد أدت إلى توتر شديد في العلاقات بين إسرائيل والأرجنتين.

وبين إيتان أن إسرائيل لم ترغب في تعريض العلاقات مع البرازيل أيضا للخطر من خلال اختطاف مينجله بعد اكتشاف إقامته هناك، كما حدث في حالة آيشمان مع الأرجنتين.

ولم يبلغ الموساد الحكومة البرازيلية علمه بالحقائق التي توصل إليها عن مينجله في حينه، حيث خشي من إقدام الجالية الألمانية في البرازيل على معاونة مينجله على الهروب إلى مكان آخر. وأضاف إيتان: «قررنا أن نحتفظ بالمعلومات حتى تأتي فرصة أخرى للتدخل، لكنها لم تأت أبدا».