هبوط أول طائرة فرنسية في بغداد منذ 1990.. ورحلات أخرى قريبة من ألمانيا والسويد

«إيغل أزور»: سنسجل خسائر.. لكننا نؤمن بنجاح الخط * شركة طيران عراقية خاصة تبدأ رحلاتها إلى لندن الشهر الحالي

وزيرة الدولة الفرنسية للتجارة الخارجية آن ماري ايدراك لدى نزولها من الطائرة التي حطت في مطار بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد مرور أكثر من 20 عاما على آخر رحلة من أوروبا إلى بغداد، هبطت أمس في مطار بغداد الدولي أول طائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية «إيغل أزور» قادمة من باريس. وكان على متن الطائرة 111 شخصا من بينهم وزيرة الدولة الفرنسية للتجارة الخارجية آن ماري إيدراك، وقد رافقها نحو 40 رجل أعمال فرنسيا.

وقال مصدر رفيع المستوى في السفارة الفرنسية في بغداد: «إن هذه الرحلة تعتبر الأولى بين بغداد وفرنسا، وهي الأولى أيضا على المستوى الأوروبي منذ 20 عاما»، أي منذ فرض الحصار الدولي على العراق عام 1990 إثر الغزو العراقي للكويت.

وأكد المصدر أن المرحلة المقبلة ستكون باتجاه تنظيم 3 رحلات بين باريس وبغداد أسبوعيا، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «بدء الرحلات بين بغداد وباريس يعني بشكل ملموس أن الأوضاع الأمنية في بغداد بدأت بالتحسن وأن هناك إقبالا من المستثمرين عليها وأن المرحلة المقبلة ستكون فيها بغداد محطة مهمة من المحطات العالمية بالنسبة لرجال الأعمال»، مؤكدا أن هذه الرحلات ستسهل عمل العديد من رجال الأعمال الوافدين إلى بغداد والمغادرين نحو أوروبا.

وهبطت الطائرة، وهي من طراز إيرباص إيه 319، عند الساعة 06.00 (03.00 ت.غ) بعد رحلة استمرت أكثر من 5 ساعات بقليل. وكانت الطائرة قد أقلعت ليل السبت الأحد من مطار رواسي شارل ديغول عند الساعة 23.45 (21.45 ت.غ). وشركة «إيغل أزور»، التي تملكها العائلة الفرنسية الجزائرية إيجرويدين، ستسير رحلات على هذا الخط اعتبارا من مطلع عام 2011، بواقع رحلتين أسبوعيا في بادئ الأمر انطلاقا من مطار رواسي، ثاني أكبر المطارات الأوروبية بعد لندن. والتقت الوزيرة الفرنسية كبار المسؤولين العراقيين، وأبرزهم رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير النفط حسين الشهرستاني. وأكد المالكي خلال لقائه بها أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين.

من جهته، قال مزيان إيجرويدين، نائب رئيس مجلس المراقبة في الشركة الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن السنة الأولى ستكون صعبة وسنسجل خسائر. نحن شركة خاصة وافتتحنا هذا الخط لأننا نؤمن بنجاحه. أعتقد أنه سيكون مربحا في الأمد المتوسط». وأضاف: «لدينا طلبات من معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة وغرب أفريقيا. إنني سعيد جدا بمشاركة شركتنا في إعادة إعمار العراق».

بينما قال رئيس الشركة الرازقي إيجرويدين: «إن بيع البطاقات سيبدأ اعتبارا من هذا الأسبوع». وأضاف: «نظرا للإجراءات الأمنية الضرورية سيُفرض مبلغ إضافي قدره 150 يورو للراكب على سعر بطاقة السفر»، موضحا أن المفاوضات لفتح الخط بدأت في سبتمبر (أيلول) 2009. ورحبت وزارة النقل العراقية بوصول أول رحلة من أوروبا إلى مطار بغداد. وقال ناصر حسين بدر، مدير شؤون الطيران المدني في مكتب وزير النقل عامر عبد الجبار، أن «عودة الرحلات الجوية تعني عودة تواصل العراق مع أوروبا، خصوصا مع فرنسا التي تمثل ثقلا كبير في أوروبا». وأضاف أن «عودة رحلات الطيران مع أوروبا تبشر بالخير ودليل على التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية». ويرى بدر أن «النقل الجوي أكثر وسائل تسهيل التواصل بين الشعوب، ويساعد على تطوير الاستثمار والمشاريع». وأشار إلى أن «هناك رحلات أخرى ستنطلق من ألمانيا والسويد إلى بغداد قريبا» من دون الإشارة إلى موعد محدد. في سياق متصل، أعلن بدر أن أول شركة عراقية مدنية خاصة للطيران ستبدأ تسيير رحلات بين بغداد ولندن الشهر الجاري.

وقال: «إن وزارة النقل ستبدأ تشغيل شركة (الناصر) العراقية، خاصة التي ستبدأ رحلاتها بين بغداد ولندن في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)»، لكنه أشار إلى أن الموعد ليس نهائيا.

وأضاف المسؤول العراقي أن «الناصر» التي يملكها حسين الخوام وهو عراقي «تعتبر أول شركة طيران مدنية عراقية وستبدأ رحلاتها باستخدام طائرة واحدة من طراز بوينغ 400-737 قامت باستئجارها من إحدى الشركات الأوروبية».